قبل عدة أسابيع صرح مستشار الرئيس الإيراني "علي يونسي" بان بغداد باتت عاصمة للإمبراطورية الفارسية, وهذا التصريح طبعا لم يأتي من فراغ وإنما جاء على ضوء إستراتيجية وأجندة موضوعة من قبل ساسة إيران, وهذه الإستراتيجية طبقت على ارض الواقع, وكانت تطبيقها قد أتى أَكله وجنت تلك الإمبراطورية ثماره.
رب سائل يسأل, لماذا إيران ركزت على العراق بشكل اكبر دون بقية البلدان العربية الأخرى والتي فيها شيعة أيضا؟! والجواب على هذا السؤال يكون بالشكل التالي :
ركزت إيران على العراق دون غيره من الدول لوجود عدة عوامل منها : التقارب الحدودي, حيث يبدو العراق ملقيا في أحضان إيران, العامل الأخر هو وجود رموز وقادة مذهب التشيع " المراجع " في العراق حيث استطاعت إيران من زرع مجموعة منهم - ممن يحملون الجنسية الإيرانية - من جهة و السيطرة على قسم أخر – غير المجنسين - بشكل كبير وتحكمت بهم بما يتناسب مع مصالحها وكذا الحال بالنسبة للأغلب القيادات السياسية.
أما العامل الأخر وهو الأهم من بقية كل العوامل المذكورة, ألا وهو وجود الأضرحة والمقامات المقدسة لآل البيت عليهم السلام في العراق, بشكل اكبر وأكثر من بعض البلدان العربية التي فيها أضرحة مقدسة لآل البيت عليهم السلام, وهذا العامل له تأثير كبير على شيعة العالم أجمع وليس العراق فحسب, فمن يمتلك هذا العامل يمتلك العالم الشيعي بأجمعه, وهو ما راهنت عليه إيران, فمن خلال الأضرحة تحرك إيران الشعب العراقي عاطفيا وعقائديا وفكريا وبشكل يتناغم ويتماشى مع ما تريده هذه الإمبراطورية الفارسية بالإضافة لمن أوجدتهم من رموز دينية.
فمن خلال هذا العامل المهم والرئيسي تمكنت إيران من تنفيذ مشروعها الطائفي التقسيمي القومي في العراق, فبحجة حماية الأضرحة و المقدسات والدفاع عنها سخرت أغلبية الشباب الشيعي العراقي وبتسهيلات من المرجعيات الإيرانية التي أفتت لصالح إيران بالجهاد, وبالتعاون مع السياسيين الذين خلقوا أجواء مناسبة لإصدار تلك الفتاوى كالمالكي الذي سلم الموصل على طبق من ذهب لتنظيم داعش الإرهابي, فمن خلال ذلك كله استطاعت إيران أن تسيطر على العراق بشكل كبير جدا والأمر الذي دفع بساستها وقياداتها بان تقول إن " بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية " .
فهي لم تستطيع أن تحرك العالم الشيعي إلا من خلال العراق لأنها سيطرت على أهم العوامل التي تسيطر من خلالها على الشيعة- أضرحة , مرجعيات - , بما إن العراق هو البلد الوحيد الذي يحتضن تلك العوامل المهمة أصبح تركيزها عليه هو الأكبر من بقية البلدان لأنه يخدم مشروعها الطائفي الإمبراطوري, وكما يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في جواب له على سؤال لصحيفة الشرق الأوسط الذي طرح خلال الحوار الذي أجرته مع سماحته بتاريخ 18 / 4 / 2015م , بخصوص نقل السلطة الدينية من العراق لإيران, أجاب سماحته قائلا :
{ ...هل يوجد عاقل سأل نفسه هل يوجد سلطة دينية في العراق خارجة عن قبضة إيران حتى نتحدث عن نقل سلطة من العراق إلى إيران ؟؟!! وهل يوجد عاقل سأل نفسه انه إذا كان العراق عاصمة إمبراطورية إيران فكيف تنقل إيران سلطتها الدينية وقبضتها الدينية من عاصمة إمبراطوريتها التاريخية الأبدية إلى غير العاصمة ؟؟! وإذا كان المشروع الطائفي القاتل لا يمكن التأسيس له وتجذيره وتأصيله والبناء عليه وتوسيعه إلا في العراق ومن خلال النجف وكربلاء وسامراء ومن خلال أبناء العراق وقود نار صراعات الإمبراطوريات وقوى الاحتلال؟؟!!...}.
فمن خلال ما تم طرحه من رأي وتحليل لسماحة المرجع الصرخي الحسني, نصل إلى الجواب على السؤال المطروح في عنوان المقال" لماذا بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية ؟! " والجواب بمختصر مفيد لان العراق هو أداتها ووسيلتها لتنفيذ مشروعها الإمبراطوري.
احمد الملا
التعليقات (5)
1 - باعوا العراق رخيصا
حيدر حسن - 2015-04-27 08:58:17
مما لاشك فيه ان العراقيين الشيعة باعوا وطنهم رخيصا للفرس! لماذا لم يحتفظوا به لانفسهم؟ ام انهم تعودوا انهم لاشيء ولايستطيعون ادارة دولة؟ ام ان في عقيدتهم يجب ان يعيشوا عبيدا لملالي ايران؟
2 - من باب الاظفاء
شاعر الغسق - 2015-04-27 21:33:30
كلامك جميل جدا الا من ناحية ذكرك ان المالكي سلم الموصل للدوله الاسلاميه لتمرير فكرة ان ايران والمالكي يتعاملون مع الدوله وهذه اسطوانه مشروخه الواقع والمنطق رد بضاعتكم لكم.الفرس دائما عندما يكونون قوه اول مايفكرون به غزو العراق وهذا حتى قبل الاسلام وكان العرب يلقنونهم درسا ويهزمونهم اليوم ايضا تغزوا العراق بأسم الاسلام وال بيت لتجعل من العرب الشيعه مقاتلين لصالحها بدلا من العكس فمنذ متى كان السيستاني الاعجمي حفيد للرسول! عليه لعنة الله تترى والقائمه تطول فجميع المراجع الشيعيه بالعراق هم اما فرس او عجم من الهند وباكستان واستثني منهم الصرخي لكنه يبقى شيعي لايقبل ان يصمت امام العوده السنيه لحكم العراق كما في السابق عموما ارجو من صاحب المقال ان يلتزم الحق عندما يتحدث عن الدوله الاسلاميه وان كان يتحامل عليهم او يحقد عليهم او يختلف مع اودولجياتهم الفكريه قال تعالى . ولايجرمنّكم شنأن قومً على الاتعدلو اعدلوا هو اقرب الى التقوى . والمعنى ان تقول للكريم كريم حتى وان كنت تبغضه وان تقول للشريف شريف حتى ولو كانت بينكم عداوات ومشاكل هذا ان كنت تؤمن بالموضوعيه وشرف المهنه . تحياتي لم
3 - Lisson grove
Iman mohammed - 2015-04-27 23:45:20
الحمير قباءل وعشاءر
4 - شيلو قبوركم من العراق
كامل - 2015-04-28 16:42:20
هذه القبور معظمها لاناس غير عراقيين لم يجدوا بلدا غير العراق ليدفنوا فيه العراق لايريد الماضي البالى بل يريد مستقبلا لدولة حديثة هذه القبور عربات تجر العراق للوراء
5 - no iraq
ako aljaff - 2015-04-28 19:52:12
سب الکرد لا تعتبر اساءة في نظر 99% من العراقیین و لا تشکل جریمة، فالجمیع یقومون بذلک یومیا. مع ذلک نقول نحن شعب واحد و تربطنا المواطنة و الدین ....الخ ذلك من الاکاذیب.