لم اعرف لماذا تملكتني الحيرة عندما بدأت اضع اصابعي على لوحة الكتابة { الكيبورد} وبدأت ابحث عما يمكنني ان ابدأ به حديثي مع قارئي ومتابعي المدونات ، انا اتذكر دوما ان البدايات صعبة ومقلقة وهذا التفكير المسبق او لنقل غير المبني على حقائق ملموسة انا ارفضه ولا اتخذه منهجا في حياتي ، ولكنني وجدتني منساقا إليه وكأن هناك من يدفعني لأقر بان البداية صعبة ، وأنني فعلا لن اجد ما أبدأ به ، لكن سرعان ما بدأ هذا الشعور ينجلي وبدأ الامل في تخطيه يتسلل من بين اناملي الى لوحة الكتابة وبدأت تتحرك الانامل لتكتب ما يمليه عليها العقل الذي بدوره تخلص من تهتهة البدايات ، وتعلق بالامل الذي غدا كالومض ينير تارة ويغفو اخرى ، وذهبت السكرة وجاءت الفكرة ، لماذا بعضهم يفضلها زرقاء.
في حوارنا الدائم بدوام الفكر والعقل ، لا ننفك عن وصف افكارنا او ارائنا وتصنيفها بين لونين من الالوان على كثرتها وتنوعها هما الابيض والاسود ، فاما ان نكون في حزب الاول او الثاني ، اما اننا مع اليمين او اليسار ، اما ان نكون موافقين او رافضين ، حتى في امورنا الحياتية البعيدة كل البعد كما يفترض عن النمطية نجد انفسنا مطالبين بان نكون اما ابيض او اسود ، في معتقداتنا كذلك ولا اعني امور العقيدة وما يعرف بالضرورة في الدين ، او في عاداتنا وتقاليدنا اما ابيض او اسود ، الامر الذي يعجب له المرء هو تسيد هذه الفكرة للاوساط العلمية والادبية ، وانتشارها بين الباحثين والكتاب في شتى المجالات ، فاذا انعم الله عليك في يوم من الايام وجلست تناقش احد السادة الافاضل الباحثين في مسألة خلافية او حتى غير خلافية ، وجدته يلح عليك اما ان تكون ابيض او اسود .
اين ذهبت روح البحث العلمي ؟ اين ذهب الرأي والرأي الآخر ؟ اين ذهبت حقيقة أن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ؟ لماذا طوقنا افكارنا وكبلنا ابداعنا بكل هذه الاصفاد التي اعاقتنا عن الاستمرار في ركب التقدم والحضارة ؟ تساؤلات عدة تجول بخاطرك وانت تنظر لدنيا الفكر والابداع من حولك ، فتجد نفسك تصرخ باعلى صوتك لماذا لا نحاول ان نخلط الابيض على الاسود علنا نكتشف انهما يمتزجان معا ، بل لعلهما اذا امتزجا انتجا لونا بديعا رائقا يسر الناظرين .
هذه دعوة اوجهها لكل من يقرأ كلماتي هذه ، من اليوم نريدها زرقاء ، انها ثورة على الالوان لا نريد من اليوم ابيض واسود ، نريد ان نترك لانفسنا مساحة من الحرية والاختيار نريد ان نترك لانفسنا فسحة من الزمان لتنطلق في دنيا الابداع ، فهل ستجد هذه الدعوة صدى وسنجد ... بعضهم يفضلها زرقاء ...
التعليقات (0)