مواضيع اليوم

لماذا انحسرالإيمان وساد الفكرالعلماني !

Fatma alzahra

2010-08-27 10:14:51

0

 

عند تلمس الآراء العلمانية في المدونات والمنتديات غالبا ما نجدها واقعية وتلامس ( الواقع الحالي ) بقوة .. بينما تظل الآراء و القوانين الإيمانية الدينية النابعة من قال الله وقال الرسول غضة طرية وغير ناضجة عند الكثيرين منا .. ومع اليقين العميق بمصداقية الرسالة المحمدية و صدق القرآن الإلهي الحكيم المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أننا نجد بعض النفوس حائرة من ذلك .. و موجات الشك تعتري بعض الصدور المتقلبة و الشاكة– ليس بصدق الرسالة السماوية - إنما بقدرة هذا الدين السماوي في حل مشكلاتنا الحياتية الآنية و مدى فعاليته و جدوى قوانينه و نظمه لتُقام على أرض الواقع ليحتكم لها الجميع ..

فما السر في واقعية النظم العلمانية و تنظير مسألة الإيمان هذه الأيام !!

السر يكمن في الواقع الحالي و الذي يفرض نفسه بالقوة.. واقع الأمة و واقع العالم المتغير و واقع الثقافة السائدة المستوردة .. بالإضافة لقلة المؤمنين الموحدين .. هذا هو السبب في واقعية العلمنة الحديثة و اختزال الإيمان في نظريات لا تتجاوز تاريخنا الإسلامي المدون في الكتب التراثية ..

إن الواقع الذي نحياه في زماننا غير كل الثوابت و جعلها رأسا على عقب .. و الحياة دائما ما تكون نظرية أو قانون و واقع خصب يمكن أن تُطبق فيه هذه النظرية و هذا القانون .. سآتي بمثال من واقعنا العربي الإسلامي لأقرب المعنى أكثر .. لننظر لاختلاف العلماء في مسائل عديدة في شريعتنا الإسلامية ما هو إلا اختلاف للواقع الذي يُعايشه هؤلاء العلماء .. فبالتالي فإن عملية التنظير تأخذ مسار مختلفا عند هؤلاء العلماء لأن الواقع يفرض هذا الاختلاف .. علما أن هذا الاختلاف دائما ما يبتعد عن الثوابت ليدخل في الفرعيات والجزئيات .. و بسبب ضيق أفق الكثير من المسلمين و عدم فهمهم لاتساع الدين و رحابته بدأ الواقع بنظرهم يناقض نفسه بنفسه لينجم عن ذلك شك في النظرية و عدم اليقين المطلق بصلاحيتها .. هذا بالنسبة لواقع العرب والمسلمين ولنأتي لواقع الغرب والملحدين ..

فعندما تشاع السرقات بأسماء براقة لماعة و يصبح العبث و اللهو هو الهدف و الزنا وكل المحرمات ( واقعا ) غير مرفوض لمجرد تغيير مسماه و اعتياد الناس عليه و بسبب إباحته القانونية و الاجتماعية .. فإن النفس البشرية لن تحتكم لقوة سماوية لتمنعه - لأنها إما أن تكون مستفيدة أو على الأقل غير متضررة - إنها ستحتكم في الغالب لقوة واقعية قانونية تحُد فقط من أي تبَعات سلبية قد تنجم عنه .. مثال على ذلك : عندما يتجول أحد المخمورين في شوارع باريس و يبدأ بمضايقة المارة بإلقاء الكلمات البذيئة مثلا أو معاكسة النساء أو بالتحرش بأي أسلوب كان فهل تعتقد عزيزي القارئ أن المارة سيستنكرون ( شرب الخمر ) أم أنهم سيرفضون فقط هذا السلوك الناجم عن هذا الشخص المخمور !! على الأغلب هم سيستنكرون السلوك دون استنكار ( لشرب الخمر ) .. ومن هنا تأتي واقعية القوانين العلمانية و التي تُحاكي الواقع الغربي - الذي هيمن على ثقافة العالم بأسره و جعله قرية صغيرة تسوده ثقافتهم هم لاعتبارات كثيرة لا تخفى على أحد - والتي كذلك تمنع شرب الخمر في ساعة معينة من النهار و تبيحه في ساعات أخرى يبتعد فيها المارة عن الطريق .. و من هنا تظل مسألة تحريم الخمر تحريما قطعيا مسألة نظرية – يري أرباب الثقافة الغربية السائدة أنها غير قابلة للتطبيق لأنها لا تحاكي واقع المجتمعات الغربية التي لا ترى بأسا في شرب الخمور في ساعة معينة وفي مكان معين ..

و يطغى التنظير للشريعة الإسلامية بكل قوانينها وأحكامها ليصل لأغلب الدول الإسلامية والدول العربية عن طريق الكثير من الوسائل و بث ثقافة الرذيلة في كل الميادين .. ليظل الإيمان " نظرية " غير قابلة للتطبيق لأنها لا تحاكي الواقع الآني الذي تهيمن عليه ثقافة العصر الحالي .. و إلى أن يبعث الله الموحدين و تنقشع ضبابة الفكر السائد سيظل الإيمان نظرية – ولن أقول غير قابلة للتطبيق – تٌطبق فقط في واقع عدد من الأفراد الموحدين في هذه الأمة و في مجالات ضيقة جدا لا تتجاوز الحدود المرسومة لهم لتصل لتغيير الثقافة السائدة التي أثرت و حولت واقعنا لواقع مرير شاذ يبتعد عن الفطرة السوية لذا نجد أنه من الصعب جدا أن تُطبق عليه القوانين الربانية و تسوده النظم الإيمانية التي جاء بها سيد البشر محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات و أتم التسليم ..


أطيب المنى ..

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات