بقلم : احمد الملا
بعدما أطلق المرجع الديني السيد الصرخي الحسني سلسلة محاضرات " التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي " أخذ أتباعه وأنصاره ومحبيه يطلقون عليه لقب " سيد المحققين " وهذا ما أثار جملة من الإستفهامات عند غيرهم ! لماذا الصرخي سيد المحققين ؟ فهو ليس المحقق الوحيد الذي تناول التاريخ الإسلامي وحقق فيه وبصورة مفهومة ومعروفة وهناك كتب ومؤلفات تختص بهذا الجانب، فلماذا يكون هو سيد المحققين ؟ ثم من أعطاه هذا اللقب ؟ ومن قيم بحوثه ومحاضراته حتى يعطى هذا العنوان ؟ ...
وهذا ما دفع بنا لكتابة هذه المقالة لغرض الإجابة على تلك الإستفهامات، فالتحقيق لغة يعني إثبات الحق مما لا يجعل في الأمر أي مجال للشك، ومن المعاني الأخرى للتحقيق يعني التصديق والتزين والرصانة، والمحقق الناجح يجب أن يتحلى بصفات عدة، فهو يجب أن يعلم ما يقول جيداً ولا يتكلم إلا بما يعي ويفهم، وأن يترك الأشياء التي ليس له فيها معلومات كافية للخوض في مناقشاتها وجدالها، لكننا دائمًا ما نرى المحقق على درجة عالية من الثقافة والذكاء والخيال المنقطع النظير، ومن هذا المنطلق نعرف أن هناك أشياء أساسية لتكوين المحقق الناجح، وهي الخيال، المعرفة، الذكاء، الحدس، وهذه الأمور يمكن للشخص أن يوفرها لنفسه فيمكن أن يكون ذكيًا عن طريق تسليح نفسه بالعلم وكذلك رفع درجات الخيال عن طريق تخيل المواقف والأفعال في العقل وتوقعها مرة أخرى وإفراز عليها بعض المؤثرات الخيالية التي يقبل بها العقل والمنطق...
هذه الأمور هي التي يتسلح بها الشخص فيكون محققًا ناجحًا هذا بشكل عام، لكن كل ما ذكرناه هي أمور وجدت في كل المحققين فهم أذكياء وذو علم ومعرفة ويمتلكون الحدس والخيال المنطقي، لكن ما ميز المرجع الصرخي عن بقية المحققين وجعله سيدهم هو بالإضافة إلى تلك الأمور هناك أمور أخرى توفرت في هذا المرجع وهي التحليل الدقيق، فالتحليل يعني فحص غايته عزل عناصر تتركب منها المادة المراد التحقيق فيها، وتعيين طبيعة تلك العناصر و فصل مختلف أجزائها، فيحلل تلك المادة إلى أجزائها الصغيرة – كتحليل المادة إلى جزيئات أو ذرات – وبشكل دقيق جداً وعلى ضوء هذا التحليل الدقيق يكون التحقيق على أتم وجه فلا تضيع منه أي تفاصيل فيكون شاملاً وحاويًا لكل معلومة وهذا ما يجعل التحقيق شمولي خير مجتزء وهذا ما يعطي نتائج ثابتة وواقعية تصيب كبد الحقيقة وتثبتها...
أما الأمر الآخر الذي تميز فيه المرجع الصرخي في تحقيقه هو الوسطية والإعتدال والحيادية بعيدًا عن أي ميل ديني أو مذهبي أو طائفي وهذا أمر تفرد به سماحته دون بقية المحققين في التاريخ الذين نجد تحقيقهم قائم على أساس الميول الدينية والمذهبية والطائفية وهذا ما يجعل تحقيقاتهم لا تتسم بصفات الكمال أو التمامية فيكون النقص فيها ثابت ونتائجها تكون غير دقيقة، وهذا ما ابتعد عنه المرجع الصرخي وجعل الإعتدال والوسطية في تحقيقه حتى تكون نتائج التحقيق تامة، وهذه الأمور جميعًا جعلت منه أن يكون سيد المحققين...
أما من أعطاه هذا اللقب أو من قيم بحوثه ومحاضراته فهذا الأمر الجميع أقر به وذلك من خلال الصمت والسكوت والإذعان التام لتلك البحوث وعدم وجود أي رد عليها، فكما قلنا إن التحقيق غير التام أو النتائج غير التامة يكون فيها نقص وهذا ما يعطي للآخرين المجال والفسحة في الرد والنقض على تلك البحوث، أما محاضرات وبحوث المرجع الصرخي لم تتعرض لأي نقض من قبل أي جهة كانت مستهدفة بالبحوث والمحاضرات، بل كل ما وجد هو الصمت والسكوت والإذعان لها بحيث لم يتجرأ أي شخص خصوصًا ممن أطلق عليهم باحثين أو محققين من الرد على تلك المحاضرات والبحوث، وهذا أمر تفرد به سماحته فهذه الساحة العلمية في التحقيق والبحث موجودة فالجميع تعرضت تحقيقاته للطعن والرد إلا محاضرات المرجع الصرخي فلم يرد عليها أحد مطلقًا، ومن الطبيعي هكذا بحوث غاية في التمامية والدقة بالإضافة إلى الصفات التي تميز وتفرد بها المرجع الصرخي عن بقية الباحثين والمحققين جعلته يكون سيد المحققين والباحثين في التاريخ الإسلامي في عصرنا بالإضافة إلى شهادة طلبة العلم بشكل عام وطلبة علم الجامعة الجعفرية الدينية بشكل خاص وهم من أصحاب الإختصاص...
وهنا سأطرح بين يدي القارئ الكريم رابط لسلسلة محاضرات وبحوث " وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " كمثال بسيط على ما قلنا ونتمنى أن نكون قد بينا الإجابة على ما طرح من استفهامات ....
https://www.youtube.com/playlist?list=PL3USICgEwZUG7Far7p9erSJBZPZtGDKzc
التعليقات (0)