للفوز طعم و عدة قراءات ، فقد تبدو صورة المسرة عادية بالنسبة لمن حالفه الحظ و استطاع أن يحصد جائزة مستحقة ، إذ يقرأ فيها الفائز جهده الذي قدمه للتقييم و التقويم ، ويكتشف المعنى الحقيقي لهذا السلوك فيرى غيره ممن تمنى الفوز أو المسرة قد حظي بها عندما فزت أنت فيفترض نيلها بحب و غبطة ، و لأنّه شيئ جميل أن ترى الفرحة مشتركة بين هؤلاء و هؤلاء ، فلابد أن يصنع هذا السلوك شيئا في دواخلنا و يجعلنا نتسابق بصدق و إخلاص بعيدا عن الرؤى السلبية و المعايير السوداوية ، و هذه قراءة أخرى التي نلاحظها لدى كثير من الأشخاص الذين لم تكتمل لديهم صورة الحب و معاني الفوز ، و لم يصلوا إلى مستوى النضج الحقيقي لمثل هذه المظاهر الحضارية الراقية ، و معاناتهم شديدة و فوز الآخرين في نفوسهم أشد ألما بمقدار مسرة الفائزين و محبي الخير ، لست أدري لماذا كتبت هذه الأسطر ربّما لأنّ في المجتمع نماذج واقعية لا نراها و لكننا ندرك وجودها بمعايير لا تخضع لمقاييس علمية أو رياضية ، ولكن القيم و الأخلاق الراقية هي التي تفضحها و تجعلها تتكون و تصحح مفاهيمها المغلوطة . لعل الفشل الذي أصابها أول المعايير الحقيقية و سبب مقارب لفوزها هي أيضا إن استجابت لعرف الإنسانية و تخلت عن سلبياتها و تخلصت من أنانيتها و اندمجت في الحياة منفعلة و فاعلة .
التعليقات (0)