مواضيع اليوم

لماذا الخصام بصوت عالٍ .!

عبدالعزيز الرشيد

2010-11-09 21:58:13

0

 

 

 

 

لماذا الخصام بصوت عالٍ .!

يتكرر هذا الزمان وبشكل غير مسبوق استخدام مصطلح " الوسطية " هذا المصطلح الفضفاض الذي لا تحكمه معايير ولا تنظمه مقاييس، وهو يعتبر طوق النجاة لكل صاحب اتجاه .. فتجد هذا يقول أنا وسطي ولست متشددا !!.. والآخر هناك يصر على انه وسطي وليس ليبراليا أو تغريبيا !! .. ولكن حين تدرس هذا التوسط الذي يدعون ، تجد ان لكل منهما معياره .. فما هما النقطتان التي ادعى الأول انه متوسط بينهما ؟. وما هما نقطتا الآخر ؟ .. ان التوسط بين نقطة التشدد والأقل تشددا ليس توسطا ، بل هو درجة من درجات التشدد .. وكذلك التوسط بين الانحلال الأخلاقي ، وذرة الحياء الفطرية التي جبل عليها بنو ادم الأسوياء وتطبيق بعض الشعائر شكلا لا مضمونا .. أقول هذا التوسط إنما هو درجة من درجات الانحراف عن الطريق السليم ولا أكثر .

 

ان الفطرة السليمة للإنسان تعرف الخير وتعرف الشر ، والإسلام دين فطرة يدعو إلى كل خير وينهى عن كل شر .. هكذا بالمطلق.. فالأصل في كل شيء انه حلال ، إلا إذا جاء نص قاطع من الكتاب أو السنة بالتحريم .. أو كان هذا الحلال مثلا سببا في الوقوع في حرام .. لذلك أجد ان علينا توطين الأنفس لتبلغ درجة تحب فيها الخير وتستلذه ، وتكره فيها الشر وتزدريه ، فالأمر بحاجة إلى مران أطول ، مران يلتقي فيه كفاح الإنسان نحو الكمال ، والتوفيق الإلهي لبلوغ المقصود والمراد .. وبذلك نكون ممن عنتهم الآية الكريمة ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ) "الحجرات".

 

ان توطين النفس على حب الخير والخوف من الله وعدم رمي التهم جزافا على الآخرين ، هو أمر ملزم به بعض من تفقهوا في الدين ولبسوا لبس الورع والكهانة والرهبانية !! على انه لا رهبانية في الإسلام .. فالإسلام الدين السماوي الوحيد الذي ليس بين العبد وربه واسطة إلا شفاعة أعطيت لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .. أقول توطين النفس وجب عليهم ، لأنهم محل نظر العامة من الناس ، فليس من الأدب ان يشطح بهم الحسد والحقد درجة تسفيه بعضهم البعض على الاشهاد ، بسبب رأي وخلاف في مواضيع بسيطة ليست سنام الدين وعاموده .

 

ان الترامي بالفتاوى بشكل غريب على موضوع مثل الغناء " وهذا الغناء الذي اعتبر ان ما يحدث فيه يشبه إلى حد بعيد ما حدث في موضوع التصوير .. سينتهي الجميع إلى القول (بان حلاله حلال وحرامه حرام) .. إذاً لماذا الخصام بصوت عالٍ .. والتسابق للفضائيات .. سبحان الله .. نحن نلحظ في كثير من الأحيان ان بعض الناس تفسد نفسه فسادا لا تستطيع معه ان تستبين الحق ، فيصبح من البلاهة ان تتبعه .. وكم يدعو المرء- وهو يرقب هؤلاء الشاردين في بيداء الحياة – اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .

 


الإسلام "الدين" هو الوسط .. وما انحرف عن ذلك يمينا أو شمالا هو رذيلة .. " والعبادات الشعائرية لا تصلح إلا بالعقائد التعاملية " .. إننا نريد تحسين الحسن وتقبيح القبيح وفق منطق الدين وهدي الوحي ، ثم نسوس النفوس لتألف ما هو حسن وتذر ما هو قبيح ، بدون النهي والتحريم المجرد في أمور هي خلافية فرعية لا تفنى أو تقوم الحياة عليها في الأصل ، كما يجب علينا نزع ادوار "الكهانة" عن هذا السيل من المتفقهين في الدين ،وذلك حتى لا يساق بزلاتهم وما يقعون فيه من اللمم ، بعض الرعاع والهمل من الناس ، فيقولون مثلا هذا شاهدناه " يدخن" ..أو ذاك شوهد في المكان الممنوع ، أو هذا أفتى بكذا أو كذا .. لا رهبانية ولا كهانة في الإسلام ،، وتبقى في النهاية "الوسطية فضيلة بين رذيلتين " ..والله من وراء القصد ,,

 

عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات