الوضع الداخلى فى مصر ينبا عن طوفان قادم لا محالة مهما كانت العراقيل ... تلك حقيقة لاينكرها حتى اركان النظام الحاكم انفسهم , ولكن متى ..؟
فى الواقع هذا السؤال لايعلمه إلا الله ...ولكن إرهاصات التغيير كثيرة ومنطقية , وحينما نقرا فى صفحات تاريخ مصر الحديث نجد أن ثورة يوليو 1952 ربما كانت الدوافع لها كبيرة ولكن المناخ المصاحب لقيام الثورة لم يكن بهذا الحراك الذى نشعر به الآن , ونعتقد ان ليلة الثالث والعشرون من يوليو باتت مصر فى هدوء ولم يكن أحد يدرى حجم الغليان والفورة التى إنتابت الثوار.
لذلك لا نستبعد على الإطلاق أن ننام ونصحو ونجد الوضع فى مصر قد تبدل تماما , وحينها فقط يجب أن نعض أصابع الندم لإنعدام الحس الوطنى لنجد انفسنا فى موقع المفعول به...!!
وهل حينها سنكون سعداء بهذا الوضع الجديد ؟؟
وهل نعلم توجهات الثوار الجدد ؟؟؟
ومن يضمن لنا بان هؤلاء الثوار لن يكرروا نفس اخطاء ثوار يوليو ؟؟؟
ولماذا لا نضع انفسنا فى موقع الفاعل ... الموقع الإيجابى ...؟؟؟
ولنقف امام انفسنا فى تجرد لنرى ونسأل انفسنا ... لماذا التغيير؟؟؟؟
ستختلف بالتاكيد الإجابة على هذا التساؤل لتتسع الدائرة ... دائرة التغيير ... وذلك طبقا للحالة الإجتماعية والإقتصادية التى تنتمى إليها,ولكن لنتفق جميعا على الأسباب الجوهرية التى ستدفع البلد للتغيير.
وحينما نستعرض هذه الأسباب سنجدها تتبلور فىما يلى:
1- الفساد .. وليس أدل على هذا الفساد مما يحدث فى مصر الآن من تزاوج بين السلطة وقضايا الفساد الكثيرة ولعل عقد مدينتى ليس ببعيد .
2- كبت الحريات ..فلا تستطيع ان تتجاوز الخطوط الحمراء التى يحصرك فيها الأمن ولا تستطيع أن تتعدى حدود القول أو الشجب والتنديد وإلا الإعتقال والسجن فى ظل قانون كبت الحريات ..قانون الطوارىء.
3- الظلم والحقد الطبقى .. فقد إستطاع النظام الفاسد فى زرع الأحقاد الطبقية بين فئات المجتمع والشعورالقاتل بعدم العدالة فى توزيع ثروات هذا البلد , فنجد ان 90% من الثروة يحتكرها حوالى 10% من السكان فى حين يتناحر ويتقاتل بقية افراد الشعب لتقاسم النسبة الضئيلة الباقية ليقع 40% من الشعب المصرى تحت خط الفقر المدقع فى حين تتجاوز ثروات النخبة الحاكمة المليارات.
4- الفتنة الطائفية ...إستطاع النظام الفاسد ان يؤجج نار الفتنة الطائفية بين المسلمين والنصارى فى مصر ولا ندعى المثالية فننكر على انفسنا عدم التأثر بما يحدث ولا ننكر أننا تفاعلنا مع ماتثيره بعض العقول المريضة التى تنادى بالإنفصال والإدعاء بتعرضهم للإضطهاد وهم فى الواقع وبإعترافهم يعيشون أزهى عصورهم ووصل بهم حد الكذب إلى مدى غير مقبول ولا معقول ولذلك تجدهم ممن يؤيدون النظام الحالى ولا يتورعون فى البوح بتأييدهم الكامل للنظام الحالى بل ولا يجدون غضاضة فى تاييدهم لمبدا توريث الحكم .
5- ضياع الهيبة وإنعدام التاثير على المستوى الدولى .. ولاينكر هذه الحقيقة سوى المنافقين والأفاقين الذين يجملون صورة النظام الحالى فلا يجدون حرجا فى تزييف وتزوير صورة إلتقطتها وسائل الإعلام العالمية ليضعوا فيها مصر فى مقدمة دول العالم على عكس الواقع .
كل هذه الاسباب أجدها العامل المشترك لجميع القوى والتيارات للمطالبة بالتغيير ... ولكن متى .. وكيف ... هذا ما ستكشفة الأيام القادمة.
التعليقات (0)