لماذا الاصرارعلى هذه الزيارات ؟ في زمن الكوارث الطبيعية او كوارث الحروب تتجه انظار الشعوب لقادتها السياسيين و الدينيين لايجاد الحلول لهذه الكوارث او على الاقل تقليل خطرها على حياة الناس واستقرار امنهم واستمرار حياتهم باعتبار ان الحياة هي القيمة العليا التي من المفروض ان ياخذها كل ذا مسؤولية كاول اهتمامته منذ اليوم الذي يكون فيه في موقعه الوظيفي او الروحي لان الشعوب عندما ترفع قدر فلان القائد او فلان رجل الدين تنتظر منهم ان يكونوا عونا لها فيما تواجهه من عقبات في مسيرة حياتها ,ان امن الشعوب واستقرارها الاجتماعي يجب ان يكون الهدف الاول لمن يكون قائدا لها ومادون ذلك ومهما كان لايعدوا ان يكون محطات يمكن تجاوزها في اي فترة تفرض الظروف الواقعية تجاوزها فيها , قبل ايام سمعنا ان القائمين على السياسة والدين في السعودية قد درسوا امكانية الغاء موسم الحج خوفا على المسلمين الحجاج من وباء انفلونزا الخنازير في سابقة يمكن ان تمثل قمة اهتمام هذه القيادات بارواح شعبها وامنه على الرغم من ان موسم الحج هو شعيرة دينية اسلامية مذكورة في القران وهي احد اركان الاسلام ولايمكن ان يختلف عليها مسلمين اثنين ومع العلم ايضا ان ايرادات موسم الحج الاقتصادية تعتبر ضخمة جدا لايمكن التفريط بها بسهولة لكنها المسؤولية مسؤولية الرجال الذين يفكرون في حياة شعوبهم ويضعونها فوق كل الاعتبارات الدينية او الاقتصادية .
اليوم في العراق هناك اكثر من كارثة فكارثة الحرب والاحتلال لم يخرج العراق منها بعد فالدماء تسيل كل يوم على قارعة الطرق والساحات والقنابل تنفجر في كل زاوية لتحصد الارواح والبلد مدمر اقتصادا وبناءا وامنا , وهناك كارثة اجتماعية اججتها اكثر من يد خارجية وداخلية خلقت العداوة بين المواطن العراقي بتاجيج الاختلافات الدينية والسياسية والعرقية والطائفية ,وهناك كارثة اقتصادية يعاني منها الشعب المسحوق تحت حكم السراق ,لكن يبدو ان كل هذه الكوارث لم تحرك ضمائر حكام العراق الجدد السياسيين منهم والدينيين نعم الدينيين فنحن في عراق اليوم الدين يحكم كل شيء تقريبا او بالاحرى رجال الدين هم الذين يحكمون فالدين لايمكن ان يقبل بما يجري في العراق اليوم فالمعممون يملئون الشوارع والقاعات والمدارس والكليات والمصانع وثكنات الجيش بل حتى الحانات لها نصيب منهم .
اليوم في العراق يصر المتاجرون بدماء الشعب على استمرار تجارتهم الرائجة والرابحة فالمعممون يصرون على تجييش البسطاء والفقراء والمعدمين من العراقيين باسم الشعائر الحسينية والمسيرات الحسينية التي اكلت من العراقيين المساكين الالاف بدون ثمن , لا لشيء الا لاستغلال سذاجة الناس وجهلهم للحصول على مكاسب سياسية ملطخة بدماء الفقراء الذين يبيعون كل شيء حتى اثاث منازلهم الرث ليشاركوا في مسيرات عقيمة ليس لها سند ديني او اخلاقي الا حب قادتهم او من يسمون هكذا للسيطرة على العامة وتوجيههم بما يحقق مصالحهم الخبيثة في تدمير الروابط الاجتماعية والدينية بين الشعب خدمة لاسيادهم الفرس فضلا عن التكسب المادي الوفير المقتطع من افواه الجياع المحرومين ليتخم هؤلاء .
السؤال المهم والمحير هو لماذا الاصرار على هذه الشعائر العقيمة من قبل الناس مع كل مايرافقها من موت للبسطاء منهم على يد الارهاب القادم من خلف الحدود والذي يحمل اجندات من اولها هو خلق الفتنة بين الناس باستهداف شريحة من العراقيين بذرائع شتى فلماذا يصر من يقول انه قائد روحي لهذه الشريحة على اعطاء اعداء العراق الذرائع لاستهداف هذه المسيرات وتدمير البلد بتدمير الروابط الاجتماعية التي تربط بين ابنائه لماذا يصر هؤلاء على تدمير هذا البلد وخلق الفتن الذي نهى عنها الدين الاسلامي الذي من المفروض انهم يمثلوه , لماذا لاتكون هناك وقفة ممن يسمون انفسهم رجال دين ليقولوا قولتهم في هذه الممارسات ويصدرون الفتاوي بايقاف هذه الشعائر على الاقل الى الوقت الذي يكون فيه رجال الامن قادرين على توفير الحماية لها لكي يسدوا هذه الثغرة الكبيرة في جدار حماية المجتمع خاصة وان هذا الجدار اصبح ضعيفا قابلا للهدم في اية لحظة ليفتح جهنم على العراقيين الذين لاحول لهم ولاقوة في زمن خلى من قيم الحياة في زمن حكم اشباه الرجال في السياسة والدين .
اليوم الكرة في ملعب الشعب على الشعب ان يرفض المشاركة في هذه الشعائر العقيمة حفاظا على ارواح ابنائه وحفاظا على ماتبقى من وحدة بلده هذا البلد الذي كان لالاف السنين عنوان الوحدة الدينية والاخلاقية والسياسية على هذا الشعب ان يصدر القرار الذي يضع هؤلاء واقصد رجال الدين في حجمهم الطبيعي كسراق للمال العام والخاص واكلين للسحت الحرام ومتاجرين بدماء الابرياء ........ هل يمكن ان نحلم بسنة خالية من هذه الشعائر العقيمة كثورة من الشعب ضد رجال الدين الكذبة ... لننتظر ونرى ..... هل يكون الشعب العراقي الشعوب التي رفضت حكم رجال الدين الاعمى وكسبت دينها وحياتها معا .......
التعليقات (0)