مواضيع اليوم

لماذا الاستغراب ! ؟ إني فقط متصالح مع نفسي .

عبدالعزيز الرشيد

2011-04-30 22:50:28

0

 

كثيرا ما أجد أسئلة من بعض الأصدقاء الغير قريبين مني , مثل ما هو توجهك ؟ هل أنت متدين ؟ أم أنت معتدل ..أو ليبرالي ؟ لم نفهمك !..مرة تكتب في الدين كمتصوف و تدافع عن رجال الدين حتى نحسبك إمامهم .. ثم تكتب بعض كلمات الغزل وتسمع الأغاني التي هي "ماجنة"بعرف رجال الذين دافعت عنهم , ألا تعتبر هذا ازدواجية , أو نفاق .. سمها ما شئت , المهم أنها شيء ليس بطبيعي ..أليس كذلك ؟! .. وقد كنت أتقبل هذا الكلام بتفهم ولا اهتم بالرد على علامات التعجب والاستفهام التي تحوم حول الفقير لله , وذلك لسبب بسيط , هو إني لست شخصية مهمة , قد يغير رأيي في هذا الموضوع شيء عند احد , فانا ولله الحمد لا أتباع لي ولا معجبون .. ولكن حينما تلقيت نفس السؤال من صديق قريب جدا , كنت احسبه يعرفني جيدا , عرفت أن ما أقوم به يستحق المؤاخذة و التعجب , فالناس لها الظاهر فقط , أما ما وراء ذلك فلا اكتراث به ! قال الشاعر :

أرى حللا تصان على أناس      وأخـــــــــلاقا تهان ولا تصان
يقولون : الزمان به فســـاد      وهم فسدوا وما فسد الزمان !

إني ازعم أني متصالح مع نفسي , وموقفي مع نفسي ثابت , أفتش عن عيوبها لأنقيها , واستحضر باستمرار ما بها من أخطاء كي أصوبها , وما فيها من نقائص كي أكملها , وابحث عن الفضيلة أينما كانت , والفضيلة –كما صورها القران – امتداد لأصل نفسي قائم , وتطلع إلي وجه الله أولا وأخيرا , ليس للشكل ولا للتصنع دور فيها , لذلك تجد من يتدين فجأة بعد ردحا من الزمن عاش فيها بعيدا عن الله , شديد التمسك بالشكليات , من مظهر و تقوى بها كثير من التصنع ,يهتم بتصحيح الشكل وتزيين العنوان , أما الحقيقة المخبوءة داخل القلب فأمر ثانوي , خلاف من كان أساسه سليم معتدل قريب من الله , فلدي أنا مثلا حجاب المرأة أو كشف وجهها ليس جوهر الدين , كما أن التحاء الرجل او عدمه كذلك هو أمر ثانوي , وفي المقابل طلب تطبيق بعض القوانين الأجنبية , او إيثار التقاليد الموروثة هي أمر يجب إرجاعه لصحيح الدين فإذا لم تعارضه فهي تعود إلي الحسن أو الأحسن لأمور دنيانا , فالدين ليس طلاء خادعا فوق كيان دميم ! انه علاقة بالله أساسها التقوى , و التقوى مسكنها قلب حساس صاح يتحرك بمشاعر الخوف والرجاء .. وهو مفطور على قيم الحب والجمال ..فالشكل الجميل يعجبه وينفر من القبيح .. و النغمة الجميلة تحرك مشاعره , سوا صدرت من آلة صماء , أو شدا بها إنسان .. أو حتى ترتيلا للقران , فكل ذلك يحرك المشاعر , وهي بالطبع تختلف من ناحية التأثير ..فالمفرح غير المحزن وهو مختلف عن السمو بالروح كما في تلاوة القران .

لا يخلق الله شيء من الجمال ويجعله حرام .. هذا رأيي " هكذا بالفطرة " .. اذا الغناء حلاله حلال , وحرامه حرام , كما انتهينا مع التصوير الذي اخذ نفس المشكلة وفي النهاية طبق عليه نفس المعادلة " حلاله حلال وحرامه حرام "

ان سنة محمد صلى الله عليه وسلم تراث من الحكمة و النور و السمو لا يعرفه إلا من ترشح لذلك بالأدب والخشية و الإنصاف . " وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "

أن من الهزل الفاضح أن تكون شارة السنة ثوبا ابيض على قلب اسود او بعض العطور على سرائر متغيرة كدرة ! الدين موضوع قبل ان يكون شكلا, وجوهر فبل أن يصير مظهر,وحكمة في الرأس قبل أن تكون شعرا يطول أو يقصر ..!!
إذا ما يمنع أن يكون الإنسان مؤمن بالدين وأهدافه وأصوله المعتدلة الصحيحة , محبا للذين يذودون عن حياضه , وفي نفس الوقت يكون مؤمن بالحرية العقلية , واستقلال الشخصية , واحترام حقوق الإنسان , وا لتمشى مع منطق الحضارة , وإذا كانت هذه ليبرالية او علمانية , فانا كذلك , وقد تذكرت في خداع العناوين قول قائل :

أن كان رفضا حب آل محمد !        فليشهد الثقلان اني رافضي ..!

ولي مقالة قديمة أحبها كثيرا نشرت في جريدة الرياض
تعبر عن الفقير لله

وهذا رابطها
نعم أنا ليبرالي ملتزم!!

 www.alriyadh.com/2009/06/12/article437038.html




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات