بحكم اختلاطي بالناس في المساجد، يأتيني هذا السؤال: لماذا أنا هكذا؟!! كلما تبت واستغفرت أعود لأقع في الذنوب مرة أخرى، كلما قمت وقعت، كلما مشيت قليلا أو كثيرا انكفأت على وجهي مرة أخرى، لماذا أنا هكذا؟؟ مع أني أحب الله، وأكره المعاصي، وأحب الطاعات وأحب الالتزام وأطلبه، لماذا أنا هكذا؟؟
إخواني الكرام: أعلم أن الجميع يقول: هو هو والله ما يدور في خلَدي!! ولا شك أن هذا دليل على يقظة الضمير، ووجود النفس اللوامة...
سألني أحد الإخوة هذا السؤال مرة، وأنا أعرف عنه أنه ممن أسرفوا على أنفسهم في المعاصي، ولا يدخلون المسجد إلا قليلا،، لكنه فيه خير، ودليل ذلك سؤاله هذا، وإحساسه بل يقينه بأنه من المقصرين في جنب الله، فأسرعتُ بسؤاله: هل تعرف الله؟!
قال بصوت مهزوز متقطع منخفض: الذي خلقنا، ورزقنا، ونعبده،،، ثم توقف..
قلت له: لو سألتك أن تكلمني عن أحب حبيب إليك من البشر، كم من الوقت ستتكلم عنه؟ وإن سألتك عن طعام تعشقه، كيف ستتكلم عنه؟ وعن طريقة عمله، وعن طعمه، وعمن يحسن طهيه..الخ
لكن عن الله وهو أحب حبيب لديك، وأقرب قريب إليك، وأنت منه وإليه.. لا تستطيع الكلام عنه لمدة نصف ساعة متواصلة،، بطريقة تريد بها تحبيبه إلى الناس..
وبصراحة، قد يكون هذا حال الكثير منا،.. لا يستطيع التكلم عن الله، وإن استطاع فإنما هي بضع كلمات أو دقائق، ولهذا قلَّ استحضار عظمة الله في قلوبنا...
وحقيقة، لو أنا تكلمنا عن الله يوميا مع أولادنا وأزواجنا، ومع أصدقائنا، بل ومع أنفسنا،، لاستحضرنا عظمة ربنا في قلوبنا، فقلَّت معاصينا، وكثُرت توباتنا..
تكلم مع أولادك عن ربك، وحببهم فيه، لأنه حبيبك،، وعرِّف الناس به، لأنك تحب أن يُعبد الله في الأرض..
لما حضر الموتُ أعرابيا، قيل له: إنك تموت.
قال: وأين يُذهب بي؟
قيل: إلى الله.
قال: بخ بخ.
قيل: ما حملك على قول ذلك؟!
قال: وما لي لا أفرح وأنا مقدم على من لا يأتيني الخير إلا منه؟!
فهل تحب ربك؟ وهل تكلمنا عن ربك؟ وهل تخبر أولادك من هو صاحب الفضل عليك وعليهم؟
ولو طُرح عليك هذا السؤال: ماذا تريد أن تقول للعالم عن ربك؟!!
التعليقات (0)