مواضيع اليوم

لماذا أنا مسلم .. ولست نصرانيا ؟؟؟

محمد الشهابى

2010-04-28 21:47:34

0

إن البحث عن الحقيقة يتطلب موضوعية وعدلا وإخلاصا، خاصة إذا كان هذا البحث فى أمر الدين

لأنه طوق النجاة عند جميع المتدينين على اختلاف أديانهم

ولذلك يجب على المتناظرين والباحثين فى أمر الدين أن يؤصلوا هذا الأمر قبل الخوض فى البحث

وأنا هنا فى هذا المقال أعبر عما فكرت فيه كثيرا مع نفسى ، فأحيانا أفكر كيف أرد على نصرانى إذا دعانى إلى دينه ؟

وكيف أرد عليه إن طعن فى دينى؟

وبهدوء وجدت نفسى أرتب المسألة على النحو التالى :

أولا:ما الذى يدهشنى ويثير إعجابى فى النصرانية ولم أجده فى الإسلام حتى أدع دينى وأدخل فى النصرانية؟!!

ثانيا:ما الذى يصعب على فهمه فى الإسلام ،أو لا يروقنى أو ينافى عقلى حتى أترك هذا الدين؟!!

ثالثا: لقد قرأت العهدين الجديد والقديم ووجدت فيهما أمورا صدمت فطرتى وعقلى ووجدتنى أشمئز منها وأخجل من قراءتها فضلا عن الإيمان بها.

رابعا: إننا بالفعل كمسلمين نؤمن بكل الأنبياء والرسل ، وهذا أحد أركان الإسلام الذى لا يصح إلا به ، وبالتالى فأنا أؤمن بعيسى بن مريم نبيا ورسولا كريما كبقية الأنبياء والرسل وأؤمن بالإنجيل الذى أنزله الله على عيسى ، وإن كنت أؤمن أيضا أن هذا الإنجيل قد حرف كما أخبرنا القرآن الكريم، فما الذى يدعونى إلى الإيمان بأن عيسى إله أو أنه ابن الله فى الوقت الذى أجد إيمانى به كرسول ونبى أقرب إلى العقل والفطرة السليمة، ويبقى الدور على النصارى الذين لا يؤمنون بنبينا محمد أصلا مع أن معجزاته صلى الله عليه وسلم ظاهرة كما يأتى بيانه إن شاء الله .

خامسا: تأملت حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى ما توافر لدى من مراجع فأيقنت أنه لا طاقة لبشر واحد مهما أوتى من قوة وعلم على أن يبنى دولة على هذه الأسس من العدل والصلاح وأن يشرع هذه القوانين التى لم تترك صغيرا أو كبيرا من أمور المجتمع إلا وسنت فيه قانونا عظيما، فى العقيدة والمعاملات والأخلاق والعبادات والسياسة والحرب والمعاهدات والاقتصاد وغير ذلك ، محال أن يستطيع رجل واحد فى ثلاث وعشرين سنة أن يبنى دولة ويضع دستورها ويفصل قوانينها بحيث لا تغيب عنه غائبة ، ولو أوكلنا اليوم إلى رجل أن يضع وحده دستورا لدولة لأعجزه ذلك

فكيف لو كلفناه أن يضع القوانين التفصيلية لكل مجال من مجالات المجتمع وحده بالإضافة إلى تكليفه بأن يقوم فعليا بالجهاد فى سبيل هذه الدولة حتى يقيمها بل ويدعو من خالفه وعاداه حتى يقتنع بما هو عليه ، وهو مع كل ذلك يموت فقيرا ، وكان بوسعه أن يكون ملكا على رعيته يتقلب فى الذهب والفضة ، أقول ليس هذا فى وسع بشر إلا أن يكون هذا البشر نبيا من أنبياء الله مؤيدا من ربه.

أعود للسؤال الأول فأقول لم أر فى العهدين القديم والحديث تشريعات لكثير من مجالات الحياة ، وإن وجد فهو مجمل ليس فيه تفصيل ،فهل يصح أن يكون ذلك منهجا للحياة؟

ودينا يتحاكم إليه الناس فى كل صغير وكبير ؟

، وعلى النقيض من ذلك يندهش الإنسان من شمول الأحاديث النبوية لكل أركان الحياة ، حتى لقد تكلم النبى فى أدق التفاصيل فى شتى المجالات ( حق الزوج على زوجته والعكس، تربية الأولاد،معاشرة الزوجة، تسمية الأولاد،حق الجار، طاعة الوالدين، المواريث، صلة الارحام، التعاون على البر ، تحريم الخمر والميتة والربا والزنا والقذف والسرقة والغش والرشوة وتحريم الظلم وحكم اللقيطة وتنظيم الزكاة والإحسان إلى الفقراء والنهى عن الغيبة والنميمة وشهادة الزور وتنظيم أمور الزواج والطلاق والعدة والرضاعة وقانون العقوبات التى هى الحدود إلى أمور يطول ذكرها…………………محال أن يكون هذا من صنع رجل واحد لا يحسن القراءة والكتابة إلا أن يكون نبيا مؤيدا من ربه.

وأعود إلى السؤال الثانى لأقول: ليس فى الإسلام ما ينافى عقلى أو يصدم فطرتى ، فدين يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ، يدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عن أراذلها

دين يخبرنا أن الله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لهو دين سهل بسيط ليس فيه تعقيد أو فلسفة ، وهو دين لم يكذب أحدا من رسل الله السابقين ، بل جاء مصدقا لهم محترما لمنزلتهم مخبرا بسيرتهم ، داعيا للإيمان باليوم الآخر والجنة والنار ، أهل الصلاح والعدل فى الجنة وأهل الفسق والظلم فى النار ، هل يكون هذا الدين من صنع البشر ، وأى بشر ؟!!

رجل أمى لا يقرأ ولا يكتب؟

أترك الإجابة لمن يعمل عقله.

وأعود إلى السؤال الثالث : وهو ما فى العهدين القديم والجديد من أمور لا يقبلها عقل ولا فطرة سليمة: لقد ذكر العهد القديم أن الله خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استراح فى اليوم السابع!!!!!!!!!!!! سبحان الله!!

الخالق يتعب ويكل وينام فأى إله هذا الذى يحتاج إلى النوم والراحة وماذا ترك للمخلوقين بل أى فرق بين الخالق والمخلوق عندئذ؟!!

وقد ذكر العهد القديم أن الله صارع نبى الله يعقوب وأن يعقوب تغلب على الله وصرعه !!!!!!!!

لو لم يكن فى معتقد اليهود أو النصارى إلا هذه الفضيحة لكفت فى الدلالة على بطلان هذا الدين .

وذكروا أيضا أن لوطا شرب الخمر وزنى بابنتيه !!!

فهل هذه قيمة الأنبياء عندهم ،إن كثيرا من البشر العاديين يتأففون من مجرد سماع هذه الجرائم من الشخص العادى ، فكيف بنسبتها إلى نبى!!!

وذكروا أن الله بكى وندم على بعض تصرفاته.

وذكروا أن الله صلب على خشبة ومات موتا حقيقيا ومع ذلك كان هو الذى يدبر أمر الكون أثناء فترة موته.

وذكروا أن الله هو المسيح وأن المسيح هو ابن الله وأن كليهما إله فى شخص واحد وأن هذا الإله ضحى بابنه لكى يغفر للناس جريمة لم يرتكبوها بل وقع فيها آدم ولكنهم ورثوها عنه .

لقد اعترف بعض الباحثين النصارى بأن عقيدة التثليث هذه عصية على الفهم ولا سبيل إلى القناعة بها ، فكيف يراد بالإنسان العادى أن يؤمن بها إيمانا جازما لا مراء فيه ؟!!

أمر آخر فى هذه العجالة: لم تظهر لنا فى الوجود دولة تدين بالنصرانية وتطبقه فى واقع الحياة بحيث تكون مبادئ الكتاب المقدس وأحكامه هى الحاكمة على الناس

وهذا ما يؤكد ماذكرته من قبل من أن الكتاب المقدس ليس منهجا للحياة ولا يصلح لذلك لأنه لم يستوف كثيرا من مجالات الحياة، على عكس الإسلام

فقد قامت الدولة الإسلامية على عهد نبي الله وظلت تتسع ويدخل الناس فى دين الله أفواجا وظلت على هذا قرونا عديدة لم يعرف المسلمون فيها شرعا وقانونا غير قانون الإسلام الشامل الذى طبقوه فى شتى مناحى الحياة وتركوا لنا حضارة لا ينكر فضلها إلا مجادل حقود، وهذا هو المحك الحقيقى لصدق الديانة أو بطلانها .

وأطرح هنا تساؤلا آخر: وهو ماذا يقول النصارى فى المعجزات التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتى انتشر ذكرها فى كتب التاريخ والسير ولاشِك أنهم يعرفون بعضها ويقرون به؟!!!

إليك معجزة القرآن الكريم الخالدة والتى تحدى بها ربنا جميع الإنس والجن أن يأتوا بمثلها ، أن يأتوا بعشر سور بل أن يأتوا بسورة واحدة فى بلاغة القرآن وإحكامه ، فعجز العرب وهم أفصح الناس فى اللغة وآدابها ولم يذكر أن شاعرا واحدا أو خطيبا مفوها حاول مجرد المحاولة أن يبارى القرآن لعلمه أن ذلك ليس من كلام البشر ، ولقد اعترف بعض زعماء العرب المشركين بذلك ، وهو الوليد بن المغيرة وغيره ، وعلى كل حال فإن التحدى ما زال قائما فهل من متحد يبين لنا عبقريته؟!!!

إن إعجاز القرآن الكريم ليس فقط فى بلاغته ، بل البلاغة أحد أوجه الإعجاز ، لكن هناك الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والذى شهد به بعض علماء الغرب الذين ما زالوا على دينهم ولكن دفعتهم الموضوعية وشهادة الحق للاعتراف بذلك ، لقد أثبت القرآن حقائق علمية منذ أربعة عشر قرنا لم يتوصل إليها العلماء إلا فى العقود الأخيرة من القرن العشرين

خذ على سبيل المثال فوائد عسل النحل والحبة السوداء من أى معمل أم من أى كتاب أتى رسول الله بهذه الحقيقة العلمية

بل من أين عرف رسول الله أن أحد جناحى الذبابة فيه شفاء وفى الأخرى داء

وكيف عرف النبى متى يأتى المولود ذكرا ومتى يأتى أنثى ،

ومن أعلمه بقصة أصحاب الكهف وقصة ذى القرنين وقصص سائر الأنبياء , ولم تكن معروفة إلا عند أحبار أهل الكتاب

وكيف أخبر النبى بالمغيبات التى حدثت بعد موته كما أخبر تماما وما زالت

وكيف أخبر بحقيقة أن الأرض والسماء كانا جسما واحدا ثم انفصلا كما أخبرنا القرآن الكريم ، وهذا لم يعرف إلا فى الآونة الأخيرة ، فإذا أضفت إلى ذلك ما أيد به ربنا نبيه صلى الله عليه وسلم من معجزات مثل انشقاق القمر وتسبيح الحصى فى يديه وإخبار الشاة المسمومة له بأنها مسمومة ورحلة الإسراء والمعراج التى كانت عجبا حيث أمضاها فى ليلة وكان العرب يقطعونها فى ثلاثة أشهر وإخباره بأن الروم سوف يغلبون الفرس فى بضع سنين ، وقد حدث ذلك بالفعل وتنبؤه بأن الله سوف يفتح للمسلمين بلاد فارس والروم واليمن ، وكل ذلك تم كما أخبر النبى الكريم، فهذا غيض من فيض من معجزات النبى مما يدل بلا شك على نبوته ورسالته ، فلا أدرى ما الذى يأخذه غير المسلمين على الرسول الكريم ؟ ،

وما الذى يدعوهم إلى تكذيبه أو بغضه؟

فإذا قال النصرانى لى إن عيسى عنده من المعجزات مثل ذلك أو يزيد ، قلنا له نحن نصدق بمعجزات عيسى ، وهذه المعجزات دليل على نبوته ورسالته كما كانت دليلا على نبوة محمد ورسالته فيظل السؤال موجها إليكم ما الذى يدعوكم لعدم الإيمان بالإسلام.

ثمة أمر آخر

وهو إذا لم يكن النبى محمد رسولا من عند الله فماذا كان؟

وماذا أراد بدعوته تلك؟

هل أراد المال ؟

أم السلطان ؟

إذ لابد له من غاية لدعوته تلك ، يشهد التاريخ أن محمدا صلى الله عليه وسلم مات فقيرا وقد رهن درعه عند يهودى ، ويشهد التاريخ أن محمدا كان يمر عليه الشهر والشهران ولا يوقد فى بيته نار ، ما كان يأكل إلا التمر والماء ، وكان يجالس الفقراء ويأكل معهم وكان زاهدا فى حياته لم يبن قصرا ولم يترك ميراثا ، بل إنه قال " نحن معشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة" حتى لا يقول قائل إن محمدا أراد أن يترك ثروة لأبنائه.

لم يبق إلا أن يقال إنه كان حكيما أو مصلحا كما يطيب لبعض علماء النصرانية قوله عندما يريدون أن ينصفوا النبى من أنفسهم ظنا منهم أن ذلك هو العدل فى شأن النبى محمد لكن يظل هناك سؤال منطقى ، هل المصلح الحكيم يكذب ويبنى حياته كلها على أكاذيب من أنه نبى مرسل من ربه وأن كتابه( القرآن ) من عند الله وأن من لم يؤمن به نبيا ورسولا فهو فى النار ؟!!!!!!!!

يكفى المصلح أن يقول إنه مصلح وأنه يريد الخير للناس ، ولابد له ن الصدق لضمان مصداقيته عند الناس.

وأقول : لو كان القرآن هو كلام محمد وليس من عند الله - كما يقول المكذبون- فلا يزال التحدى قائما ، كيف استطاع محمد ـ وهو ليس بنبى كما يدعون ـ أن يأتى بهذا القرآن المعجز فى بيانه وبلاغته وإعجازه العلمى وغيره ؟!!!

لاسيما وهو أمى لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يعرف عنه قول الشعر أصلا

ثم لما ذا لم يرد عليه العرب بأن يأتوا بسورة من هذا القرآن ما دام أنه من كلام البشر ؟

الظاهر أن العرب المشركين كانوا أكثر موضوعية وصدقا مع أنفسهم من نصارى اليوم وغيرهم ممن يغالطون أنفسهم ، بل إن نصارى الماضى كانوا أكثر عدلا وإنصافا من أحفادهم اليوم ، فإنهم قديما لم يتهموا القرآن أبدا بالخطأ فى قواعد اللغة العربية لعلمهم أن ذلك هراء ، لكننا اليوم نجد من ينسب الخطأ إلى القرآن وهو من أجهل الناس بلغة العرب ، وما دفعه إلى ذلك إلا التعصب الأعمى البغيض ، بل إن كثيرا من الشبه التى يلقى بها النصارى اليوم لم يفكر فيها أسلافهم لعلمهم أنها باطلة لا تستحق المناقشة.


هكذا يجب أن نرتب الأفكار بهذا الشكل

لنصل فى النهاية للإجابة على السؤال:

لماذا أنا مسلم ولست نصرانيا ؟؟؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !