مواضيع اليوم

لماذا أعطاني الله طفلاً معوقاً؟!

طالبه تخشى الموت

2010-03-22 14:11:07

0

هذا السؤال كثيراً ما يسأله الآباء والأمهات، بل كثيراً ما نسمعه من الإخوة المعاقين والمعاقات، لماذا خلقني الله هكذا؟! أو لماذا سمح الله لي أن أكون هكذا؟ إذ أحياناً يولد الإنسان سليماً، وبعد فترة من الزمن يصاب بإحدى صور الإعاقة المتنوعة لأي سبب..

 


أسباب الإعاقة:

غالباً لا تخرج أسباب الاعاقة سواء الحركية (الجسدية) أو العقلية عن الأسباب الأربعة الآتية، وباختصار شديد:

أ- التعوق الوراثي.

ب- التعوق الخَلقْي (أو الفطري): نتيجة الصحة العامة للأم خلال فترة الحمل، أو بسبب نوع التغذية، وهذان عاملان هامان يتوقف عليهما ما إذا كان الطفل يولد سوياً أو غير سوي.

جـ- التعوق بسبب الولادة: مثلاً إذا كان حجم المولود كبيراً، أو نتيجة إهمال الطبيب، أو إذا كانت الولادة قبل الأوان، وأحياناً يصاب المولود بنزيف في المخ لأن أوعيته الدموية تكون عرضة للتمزق بسهولة، أو نتيجة استعمال المخدرات لتخفيف آلام الأم..

د- التعوق بعض الولادة: إما بسبب الحوادث، أو الأمراض الشديدة، أو البيئة المنزلية غير الصالحة، أو سوء التغذية. وغالباً بالنسبة للأطفال يكون الوالدان مسئولين ولو عن غير قصد، وأحياناً لا يتم تكوين الطفل تكويناً كاملاً..

 

- حقيقة لابد من معرفتها:

وفقا للإحصائيات في مصر فإن نسبة الإعاقة الجسدية لا تقل عم 10% بل تزيد! والإعاقة العقلية 3.5% تقريباً، وبالنسبة للعالم كله تذكر الإحصائيات أنها غالباً 10%.

ولكن، إذا أردنا أن نذكر الحقيقة الأكيدة وهي أننا كلنا معاقون أو معوَّقون، بأي صورة من الصور، فنحن نذكر الحقيقة حتى نحتمل ونشفق على المعاقين الآخرين من أولادنا، مهما كانت صور الأعاقة، إذ البعض يصاب بأكثر من صورة (ويُسمونهم متعددي الإعاقة).

وصور الإعاقة التي نُصاب بهذا كثيرة:

1- الإعاقة الروحية: كلنا غير كاملين.. الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله..

2- الإعاقة النفسية: أمراض نفسية، شكوك، قلق، ظنون، وغيرة..

3- الإعاقة الاجتماعية: البيئة، الأسرة، المجتمع، انحراف في إستخدام الحرية..

4- التعوق العقلي (الذهني): لا يوجد إنسان يستطيع أن يحفظ عقله، التفاوت في درجات التعوق نسبي، وهكذا في التعوق العقلى..

5- التعوق العملي: مهما كانت درجة تعليمنا أو ثقافتنا فهي ناقصة..

6- الآعاقة في العمل: أيضاً بدرجات متفاوتة..

7- الأعاقة في الخدمة: أي خادم يدقق مع نفسه فيجد أنه غير كامل في خدمته، أي معوق بأي درجة..

8- الاعاقة في استخدام الوقت: أي عدم الأمانة في إستخدام الوقت..

9- الإعاقه في إقتناء الفضائل: مَنْ منّا كامل في المحبة؟ فيا الإيمان؟ في الرجاء؟ في الإتضاع؟ في الصلاة..؟

10- الاعاقه الجسديه: وهي محور حديثنا (مع الأعاقه العقليه): لا يوجد إنسان في البشرية بعد الخطية يخلو جسده من الأمراض، كل إنسان لا يخلو جسده من خمسة أمراض على الأقل (بحث أجري في أمريكا).. كلنا معوقون، سواء في أي حاسة، أي عضو أو أكثر..

هنا يمكن أن نقول أن كل صور الآعاقه، هي إما بإرادتنا، أو بغير إرادتنا.. فمثلاً شخص يهمل في صحته أو يشرب سجائر أو مكيفات أو يدمن المخدرات.. يتلف صحته وجسده بإرادته..

 

 

- حقيقة ثانية مهمة:

بعد أن عرفنا الحقيقة الأولى، أننا كلنا معاقون بأي صورة وبأي درجة، فإنه يجب أن نعرف الحقيقة الثانية بالنسبة للأطفال، وهم غالباً لا ذنب لهم، حتى لو كانت الإعاقة نتيجة سوء تصرف منهم في طفولتهم، فهم لا يدركون ما يفعلون، ولا يقدرون المسئولية.. وهذا أيضاً يجعلنا نشفق عليهم ونعطيهم الحب والاهتمام، ويجب علينا أن نقبلهم كما هم، ونتذكر أنه ممكن لأي شخص منا أن يكون هكذا في أي لحظة.

 

- حقيقة ثالثة:

إن إحتمال المريض والمعوق وخدمته بركة لنا، ويجب علينا أن نشكر الله، من أجل إنسان واحد مريض في البيت، ونحن نشكر الله لأنه يوجد بالمنزل مَنْ يستطيع أن يخدم هؤلاء المعاقين.. الأم تشكر الله وتقول له "أشكرك يا رب لأنك جعلتني أستطيع أن أخدم ابني، لأنني لو كنت أنا المعوقة كيف يتصرف أولادي الصغار؟".

- حقيقة رابعة:

 

 

يجب أن نكون إيجابيين في معاملتهم والاهتمام بهم، إذ أن بعض العائلات تهمل أولادها المعاقين، وتحبسهم أو تمنعهم عن الناس أو من الخروج، وهذا خطأ كبيرإذ أن هذا يسبب لهم متاعب نفسية كثيرة، وقد تزيد وطأة المرض. لذلك يجب أن نهتم بشغل وقتهم ونعلمهم ما يستطيعون أن يتعلموه من دراسات، فالبعض منهم –ونعرفهم جيداً- وصل لدرجات علمية عالية، كالدراسات الجامعية، ودرجة الماجستير والدكتوراه، فهنا عنصر التشجيع مهم جداً لهم، كما يمكن تعليمهم بعض الهوايات المنزلية أو بعض الحرف. وبهذه الصورة يشعروا ويصيروا منتجين فعلاً مثل بقية الناس في المجتمع.. وممكن إشراكهم في النوادي والرحلات والإجتماعات.
- حقيقة خامسة:

مهم جداً أن نُعرِّف أولادنا الأصحاء كيف يتعاملون مع أخوتهم وأصدقائهم من المعاقين بكل الحب، ويخدمونهم بفرح، ولا يهملونهم ويتباسطون معهم.. ويقدرون مشاعرهم وحالتهم الصحية والنفسية.. فالمعاق يحتاج بجانب فهم حالته الجسدية والنفسية، فهم مشاعره وأحاسيسه، وهو بحاجة أكيدة لإحساسه بحب أفراد العائلة له ومساعدتهم بكل صورة ممكنة، ويمكن الاستفادة من خدمات الكنيسة المتنوعة لهم.

 

وأخيراً، فإذا لم نستطع أن نقبلهم هكذا، أو نتعامل معهم هكذا، فلنحكم على أنفسنا أننا نحن المعوقون أكثر منهم.. ربنا يرحمنا..!

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !