سنسمع كلاماً كثيراً في اليومين القادمين , فكل من هبّ ودب سيدلو بدلوه "لتبرير أو تشويه أو تسلّق أو تلميع" تلك لاستقالة , ولكل هدف سابق مبتغى .. فالمبرر ليتقرّب والمشوّه ليحل .. والمتسلق "لاعب الأحبال" ليستوزر .. والملمّع للمستفيدين من خروج فيّاض .. فسيخرجون كالأبطال المنتصرين في حرب "الواك واك" .
لنا ما لنا .. وعلينا ما علينا على هذا الرجل .. قدّم , ضحّى , التزم , آمن بفكرة حجزته المؤامرات عن تطبيقها .. وأخيراً كوفيء بخروج سلس ورائع , مع الاعتقاد ن الباب قد أُغلق ..
صرّحت مصادر رسمية مقربة من فياض ان الاخير كان في حالة عصبية وتعكر مزاج في اليومين الأخيرين بسبب ضراوة الحملة التي تُشّن ضده .. وأكدت المصادر أن فيّاض كن سيبقى لولا التدخلات الأمريكية في أمره .. وعلى عينك يا تاجر !
لقد عانى فياض من مقولة "رجل أمريكا في السلطة" وبتفسير بسيط أنه لو كان كذلك لقام بما يقوم به "رجال أمريكا" في الضفة وغزة .. ولقام بما قام به رجلات "السي آي إيه" في مصر والعراق وغيرها .. لكنه رجل "فلسطين" الذي تصادم مع "العشوائية واالعاطفية" .. وخنقته "الواسطة والمحسوبية" .ليس دفاعاً عن الرجل , ففياض ذهب .. خرج من رئاسة الوزراء , لكنه اسمه منقوش على كل شجرة زرعها .. وعلى كل شارع رصفه .. وفي كل مشروع افتتحه .. وفي كل مستشفى بناه .. وفي قلب كل مريض "عالجه" وفي عقل كل اقتصادي ورجل أعمال وفرّ لهم أرضاً خصبة .. وفي رأس كل عامل عمل .. وفي جنبات كل وزارة ومؤسسة حكومية أعاد إحيائها ... وفي وفي وفي ...
ليس من المطلوب "جلد" الرجل .. نعم أخطأ فيّاض في أحيان كثيرة .. أصاب في غيرها .. لم تسعفه معرفة "تركيبة" كل العقول , فوقع في الفخ مرّة وخرج أقوى مرّات .. أوقعه "معارضوه" في الحفر مرات وخرج ليقول سأكمل بناء دولة فلسطين ...
حتى الرئيس "أبو مازن" فهو استجاب فقط لرغبات فياض , ومن غذّى أكاذيب الخلاف ومهاترات "طوش الحواري" فما هو إلا ناقم .. أو حاقد .. فأعمدة الدولة كانت الرئيس عباس ورئيس وزرائه فياض .. الرجلان .. أنقذا الشعب الفلسطيني من الأسوأ .. غامرا بكل شيء حتى الرواتب .. لكنهما لم يغامرا بحلم الدولة ولا بيوم التحرير ..
رسالتي الأخيرة للدكتور سلام فياض .. "يعطيك العافية" .. وبالبلدي "كفّيت ووفّيت" ..
التعليقات (0)