للنساء نكهة
لو خلق الله البشر من دون توازن نوعي لفسدت الحياة ولغشاها الملل ولذهبت العقول الى غير رجعه ، المرأة في حياة الرجل ليست تكملة عدد أو إشباع نزوه بل هي أعظم من ذلك بكثير ، هي المدرسة والايقونة والحديقة التي يلجأ إليها الرجل دون مللِ أو كلل.
في ثقافتنا العربية المرأة ناقصة عقلِ ودين ثقافة دينية اجتماعية تنتقص الأنثى لمجرد انها أنثى .
الذكر يشعر بالدونية اذا تصدرت الأنثى المشهد ويتمنى لو أنها تبقى بعيده عن الواقع لأنها متاع ليس أكثر ولا تستحق الحياة بمفهومها الواسع ، يتفاخر معشر المتأسلمون بعبارة الإسلام كرم المرأة تكريماً لا مثيل له في الأديان والحضارات السابقة ومع ذلك لا يتورعون عن انتهاك حقوقها وكرامتها بشتى الطرق فالمتأسلم يتزوج الطفلة تأسياً بالسنة كما يتوهم ويُضاجع الكبيرة بإسم الزواج الشرعي والزواج المشرعن مسياراً ومسفاراً تارة أخرى ، ويُلقي باللوم على المرأة إن هي تعرضت للتحرش والمضايقه من حيوانِ بشري لم يجد ما يردعه ، ويُبيح لنفسه حرمان الأنثى من حقوقها لكي لا يقع في وحلها كما يعتقد ولو ان ذلك المتأسلم فكر وقدر الأشياء بميزان المنطق لنادى بحقوقها ولأحترم خياراتها ولدافع عنها ليس لأنها أنثى بل لأنها إنسان والإسلام لم يجعل منها شيطاناً يمشي على الأرض يتخطف البشر ويُلقي بهم في جهنم ؟
النساء نكهة الحياة فلا طعم للحياة بدونهن ولولاهن ما نبتت الأزهار وتداولها عشاق الحياة والجمال وقدرها وضعها بمكانِ لا يراه عديمو المنطق ومع ذلك هي باقية ولحقوقها مناديه وستصل في يومِ من الأيام لمبتغاها الذي تنشده فهي ليست مشروع عاهرة وليست متاع وتابعه هي إنسان سوي له حقوق وعليه واجبات وهي إن نهضت ونالت حقوقها فإن المجتمع سينهض وينال حقوقه وهذه حقيقة يخبرنا بها التاريخ القديم والحديث ، ليس من الدين حرمان الأنثى من حقوقها لمجرد أن هناك عقول تخاف على نفسها من الفتنه وتظن بالأنثى سوءً وليس من المعقول بقاء قاعدة سداً للذريعة متداولة في العصر الحديث فهناك التنظيم والتحديث وسُلطة الدولة والمؤسسات فتلك القاعدة ومثيلاتها اوجدها الفقهاء الأوائل في ازمنةِ ماضيه لها ظروفها السياسية والاجتماعية والثقافية و الحياتية الخاصة وليس من الممكن تداول كل شيء فكر فيه الفقهاء والمُحدثين القدامى وتطبيقه دون وعي أو تفكير منطقي يأخذ في إعتباره الزمان والمكان فبقاء الحال على ماهو عليه يجعل من عبارة الإسلام كرم الأنثى وصلاحية الشريعة لكل زمانِِ ومكان محل تهكم وسخرية عند المسلمين قبل غيرهم وهنا يتضح مكمن الخطورةِ والخلل الذي يجب الإعتراف به قبل تداركه ! .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)