كيف للصبِّ أن ينثرَ أشواقَهُ
في دروبِ المليحةِ التي حاصرتْها السهام
ناشدَتْها الرياحُ ألاّ تبوح بالأمنيات
وللشطِّ آهاتُه المثقلات
بعبءِ الليالي
فكان الهدوءُ
وكان الصّخب
وضوءٌ يَحُثُّ الخُطى لاجتلاءِ اليقين
ومن غيمةِ الحلمِ يَرْشُحُ نورُ الحنين
وتلكَ النبوءةُ ضاقتْ
بجُرْحِ السِنين
وتَهْرُبُ منكِ الدروب
تسُدُّ الأمـانيُّ أبوابَهـا
فيبدأ لَحْنُ الصدودِ.. السدودِ.. القيود
حَزيناً يُجاهِرُ بالصّمْتِ يَئِن
بسفح الشّمالِ يَنوح
بعُمْقِ الجنوبِ يَبوح
وتلك المآسي تـَلُوح
على الرافِدَين
وفي كربلاءَ أو في النّجَف
على سعفاتِ النخيلِ بأرضِ العراق
تُداسُ الرِّقاب
تُراقُ الدماء لتسقيَ جَذرَ العذاب
فكيف أعودُ إليك
وأغفو على ساعِدَيك
وهذا الحنينُ تنامى لتلك المليحةِ دارِ السلام
لبغدادَ بنتِ الرّشيد
وكلُّ المآذنِ تشكو غيابَ الأمان
وكل المراقد تصحو
على عاصفاتِ الغضب
وغدْر الزمان
وجُرْحٌ يَنزُّ عذابا
من الموصلِ حتى الزبير
من الذاكرة
ومن قِمَمِ الشعرِ التي تُطاوِلُ أقصى النجوم
إذا ما الفراتي يشدو لتلكَ النخيل
إذا ما لجيكورَ غَنـِّى قرينُ العذاب
وأصغي للحنِ ( البوذية )
ونايٍ يَئِنُّ ويُدْمي قلوبا
ويَبْنيَ صروحا من الفاجعات
فكيف أعودُ
إذا ما الحنينُ احتـَدَم
ووسْطَ الفؤادِ اضْطَرَم
وأنتِ العراقُ العراقُ العراق
إلامَ يَدومُ الفراق؟
إلامَ يَدومُ الفراق؟
التعليقات (0)