للقدس من قلبي سلام المحامي سائد كراجه

للقدس من قلبي سلام            المحامي سائد كراجة
 

ليشطبوا اسمها عن اليافطة ، ليكتبوا اسمها بالعبرية الفصحى، ليطمسوا بصمة اقصاها ، ليفتحوا اوهاما تحت اساساتها ، ستظل القدس تهدأ من روعنا وتحدثنا حديث التاريخ والعبرة وتقول : كثر مروا من هنا ، هدموا ، اقاموا بطشوا ، ولكن وحده صوتها العربي وتاريخها العربي سيظل يدل اليها ، ويقول لكم(1) :-

1. التوراة ليس كتابا تاريخيا ومروياته ليس تأريخ ولا تاريخ ولهذا يجب أن لا نعتمدها لغايات فهم او تحقيق تاريخ فلسطين وعلى وجه الخصوص تاريخ القدس هذا ليس قولنا وحسب بل قول علماء اجانب ومنهم " توماس ل. طومسون " ومن اليهود انفسهم " اسرائيل فينكيلشتاين"
2. فلسطين عامرة باهلها العرب ، منذ ما قبل الألف العاشر قبل الميلاد وحتى اليوم،ولم تكن قط ، "الارض التي لا شعب لها لشعب بلا ارض"، كما ادعت الحركة الصهيونية.اللهجات التي تكلم بها شعب ارض فلسطين، كانت لهجات عربية قديمة، فاللهجات الكنعانية والارامية والاوغاريتية والاكادية والسبئية والمعينية والامهرية .... جميعها لهجات عربية قديمة وليست لغات سامية، ، اما بدعة انها لهجات سامية فهو مصطلح مستوحى من التوراة لا اساس تاريخيا له، تبناه في العام 1875م عالم نمساوي وصنفت لهجاتنا القديمة على اساسه.
3. أبرام /ابراهيم، هو (أب- رام) يعني الاب العلي بالكنعانية . و (رام) هو الارتفاع في "رام الله" و "رامات...." بالنسبة للاماكن المرتفعة. واعلموا ان لا علاقة لهم بابراهيم "باني الكعبة"، واذا ما نسبوا انفسهم اليه وتشرفوا به، فذلك لأنهم ارادوا اختلاق جذور لهم في فلسطين.
4. يهوه اله خاص، لشعب خاص، ولم يكن قط الها كونيا، والاله الكنعاني ايل ايلوه هو اله الكون خالق السموات والارض. والذي اعطى العهد اياه هو الله الخاص بهذا الشعب فهل هذا ملزم لرب الكون ولشعب كنعان ؟
5. فاجات المكتشفات الأثرية في فلسطين مرويات التوراة واعترف منقبين جددا وباحثين من قلب (تل ابيب)، بخلو ارض فلسطين من شواهد لمرويات التوراتية وخاصة حول علاقتها بأرض فلسطين
6. مدينة السامرة في الشمال الفلسطيني كانت تعمها المعتقدات الكنعانية، وكان سكانها مزيجا اثنيا يماثل ما عرفته ممالك الساحل، شجعته على ذلك التجارة والانتاج المحلي والانفتاح وكذلك التعاون مع آشور. ثم طغت عليه سياسة التهجير الآشورية بعد ابعاد قسم من سكانه ونقل سكان جدد اليه من مناطق بعيدة من الامبراطورية ومن مناطق قريبة مثال القبائل العربية التي أشرنا اليها، حدث ذلك، خلال فترة قصيرة تقع بين 853 ق.م، وحتى لو كان سكان هذه المدينة كلهم من حزب الليكود فأنها لم تدم اكثر من 130 سنة، اذا هي 130 سنه مقابل قرون من السنوات العربية
7. المدينة الثانية في الجنوب الفلسطيني ، هي مدينة "ياؤدا/ اؤدو" بحسب التعبيرين الآشوري والبابلي، وهما يتحدثان عنها باستعمال تسمية (بلد) أو (مدينة). اذا ما استعرضنا في مدينة الجنوب الفترة التي تلت حكم سليمان الذي تتهمه المرويات بأنه "حنى ركبته للأجنبيات..." ومن خلفوه اعتبارا من القرن التاسع ق.م وحتى فترة حكم (آخار) (743_727) يمكننا القول على لسان من نقبوا وحفروا من اسرائيليي اليوم، انه لم يعثر على اي دليل أثري عن وجودهم، والدليل الوحيد الذي وصلنا عن (آخاز) = (ياؤخاذو) هو انه كان من بين التابعين الذين يدفعون الجزية لتغلات فلصر الثالث ، وذلك في نص تركه لنا هذا الاخير في العام 729 ق.م.في العام (720) أخضع سرجون الثاني بلد (ياؤدو) . اما في العام (701) فإنسنحريب حرر ملك عقرون الذي اسره سكان مدينته وسلموه الى ملك (أور – سالم) .وعلى الرغم من استعراضنا لعدد كبير من النصوص العائدة الى ما بين القرن لاثاني عشر ق.م (تاريخ الاستيلاء على ارض كنعان بحسب المرويات) ، والقرن السابع ، لم نجد سوى تلك المرة الاولى التي يظهر فيها اسم (اورسالم)) كمدينة مركزية ! ونتسائل اين كانت القدس خلال تلك الفترة الطويلة ؟.
كانت مدينة عربية في جذورها وتاسيسها ربما لم تكن لها تلك الأهمية التي لها اليوم ولكنها لم تكن شاهدا الا على حضارتها المؤسسة والثابتة الحضارة العربية
ليس لهذ اليوم اي وزن او معنى، ذلك ان كل هذه الحقائق لا تساعد في وضع يافطة على طريق القدس تنطق باسمها ، كما لا تساعد في نزع يافطة مزورة تطمس حقيقتها العربية .... ولكن " تلك الأيام نداولها بين الناس ..... " وتظل القدس على يافطة القلب عربية