في التاريخ القديم اختاروا الجبال هرباً بمذهبهم بعيداً عن سلطة الدول أنذاك . وضعهم تحت الخلافة العثمانية كان بائساً جداً الى حدا المهانة والجوع والقتل , عاشوا في عزلة طويلة ,
كان الفقر سمة كل الريف السوري في أواخر العهد العثماني وبداية الإستعمار الفرنسي , ولكن كان الفقر مضاعف في جبال العلويين .
في الصراع الفيسبوكي ثمة ذكرى تفتح تؤرق وتعيد للذاكرة العلوية تاريخ البؤس والحرمان الذي استمر حتى الستينات من القرن الماضي . صفحات على الفيسبوك للإعلان عن خادمات علويات . وصفحات معاكسة عن تأمين خادمات سنيَات ,
نعم كان هناك خادمات علويات في سنين الفقر المشار إليها , والتي يراد تذكير الطرف الآخر الذي أصبح معادياً نتيجة تأييده لنظام عائلة الأسد , العائلة أيضاً تأتي من وسط فقر يقترب من العدم والجوع , اضافة الى أصول متدنية اجتماعياً استدعى رفض آل مخلوف تزويج حافظ الأسد من أنيسة لعدة مرات .
ثمة تضليل يستخدمه الطرف "السني" في الإعلان - التذكيري , والذي يوحي أن الخادمات العلويات كانوا يخدمن في بيت كل سني أنذاك , والتضليل يكمن في أن محافظات كاملة أنذاك كان من يستطيع تشغيل خادمة هم بيوت تكاد تعد على أصابع اليد , بإستثناء مدينة دمشق وحلب بسبب تمركز رأس المال فيها , تكون أعداد القادرين مادياً أكثر .
أما محافظة كالرقة بريفها مثلاً كان عدة عائلات -اقطاعية تملك أراضي المحافظة كاملة , وكانوا أهل المنطقة يعملون بقوتهم لدى الملاك , هم وعائلاتهم . وما زال الى اليوم هناك مزارعين يعملون في أراضي الغير مع عائلاتهم ,
نفس الكلام ينطبق على محافظة حماة في ذلك العهد . بإعتبار حماة خط تماس -طائفي ,
وكثيراً ما يتم التذكير بهذا من قبل الحموية .
المرحلة المشار إليها كان الأغلبية من جميع الملل والمكونات تئن تحت سيف الجوع والعوز .
هذه المخاوف المشروعة دفعت أبناء الطائفة العلوية للإنقضاض على الدولة ووظائفها بإعتبارها أمان من الجوع , ولكن قاد هذا الشعور الى نهب الدولة وسرقتها , هرباً من الماضي وذكراه المثقلة بحكايات المآسي والعوز .
ذكرى وضع في تاريخ مضى لا يبرر إستماتة أكثرية الطائفة في الدفاع عن نظام مجرم ومشاركته بالجريمة المروعة بحق قسم كبير من مواطنيهم .
التعليقات (0)