مواضيع اليوم

للعشق كالموت .. حياة مختلفة في معرض دلدار فلمز

دلدار فلمز

2009-05-10 04:21:20

0

 

 

 

 

للعشق كالموت .. حياة مختلفة في معرض دلدار فلمز

 

: سماح القتال  

جريدة بلدنا   

11/04/2009

كما أخذت مقطوعة سترافينسكي (تقديس الربيع) في تجديد ذكرى الأسطورة، استطاعت لوحات دلدار فلمز أن تعيد ذكرى الاحتفال بالربيع.. ومن اقتران الإبداع بلحظات لا يتوسط فيها الشعور، كانت حقيقة حضور الواقع في المنتجات الإبداعية ظاهرة، قيد الإنجاز، عبر تجدّد دائم نستطيع إدخاله ضمن فكرة الخصب وأسطورة تموز. لكن، وفي جانب آخر، تدخل أسطورة سيزيف مستنفدة كلّ العذابات التي تطال الأقوياء،

ولعنة الضعف القدري المستمدة من القوة.
هكذا هي لوحات دلدار فلمز، كتلة من التناقضات المباحة، فللحياة كما للموت مكان، وللصمود والاستهلاك الجسدي والنفسي مكان آخر، وللعشق والهوى مكان لا يطاله حتى العشاق أنفسهم. أبواب مقفلة وأجساد تمتلك مفتاح تلك الأبواب، لكن الأبواب صغيرة الحجم مقارنة بالأجساد، كما أنّ للأجساد الأقفال أقفالاً أخرى، وهي مركز الإعاقة عن القيام بالفعل وخوض غمار الحدث.
في كل لوحة هناك مجموعة من الأفكار المتعددة كما تتعدد الألوان المستخدمة، وكما للوحات المعرض أحجام مختلفة.. في محاولتنا لعناق هذه الأفكار تلفّظنا في محاولة للابتعاد عنها، وبالوقت نفسه لا تعتق عيناك في الاستفهام. ترصد الاحتمالات وتكون جملاً غير مترابطة في محاولة لفك شيفرة أفكار شخوص هذه اللوحات، تجد شخوصاً لا تحمل هوية معينة ذات معالم غير واضحة تقترب من أجسام هلامية منتفخة بسبب خشونة الألوان وسماكة طبقتها، وبالمقابل أجساد مشوهة ذات إعاقة نفسية من حيث إنها مقيدة عن الحركة بفقدانها للذراعين والعينين والفم والأذنين والأنف ... والعديد من التفاصبل المبهمة التي تجعلها عصية عن الفهم تماماً كالأبواب المقفلة التي تحتاج إلى مفتاح يدخل ضمن القفل، ويكشف الأسرار، لكن كيف العمل وشخوصنا هنا تحمل بهلاميتها شكل القفل والمفتاح يضيع أمام انغلاق وانكفاء الشخوص على نفسها ..
هذه الشخوص تمنح نفسها حقَّ الهوى، لكنها تواجهه في صمتها واغتراب الفعل، يقف العاشقان متقابلين ولا يستطيعان النظر إلى بعضهما، فهما يمتلكان الوضوح الكافي من اللامعنى والاستسلام، ينظرون إلينا بلا امتلاكهما وسيط النظر، فيشلّون أفكارنا في بحثها عن معنىً يقود الألوان الصاخبة إلى مكان الخصب واحتفالات قدوم الربيع، كما يقود قتامة اللون البني إلى الموت وانعدام الخصب وسيطرة الجفاف .. اللون البني الترابي الذي يذكرنا بطقوس الموت والقبور .. فالحواجز بين الشخوص وعجزها ورؤوسها المدورة الفارغة/ المملوءة، تغدو مركزاً لشخوص أخرى تمشي على ذات الطريق متأطرة حولها بترتيب عشوائي، ومقيدة بألوان الفرح والحزن الصلبة في المزج، البني والحمر والنيروزي الدالة على خصب الأفكار المتناقضة التي تقتل حاملها وتحركه من شدة الموت.

دلدار فلمز :
افتتح معرض الفنان دلدار فلمز في صالة نينار آرت كافيه في تمام السادسة من مساء 1/4/2009، ويستمرُّ المعرض لغاية 30/4/2009.
- مواليد القامشلي 1970
- له كتابات في النقد التشكيلي والأدبي في الصحافة العربية والمحلية.
- له مجموعة شعرية بعنوان «عاش باكراً» 2003.
- عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في دمشق.
يستفيد دلدار فلمز من إرث المنطقة من حيث التكوينات البصرية وقدر الإنسان في حالات برزخية وأخرى مليئة بالتضرُّع، لكن مواضيعه مشتركة، وهذه طريقته في كل معرض.
يستفيد فلمز من كلّ المدارس الفنية في عمله، ولا يقيِّد نفسه بمدرسة معينة، لكن تجربته الفنية أقرب إلى التعبيرية الحديثة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !