العراق والعراقيين ،، قصة وحكمة
شيرو بغدادي
ـــــــــــــــــــ
في جلسة جميلة جمعتني مع جمع من الاصحاب ،، خصصنا جزء من تلك الجلسة في الحديث بشكل عام عن العراق واحداثه ،، ورغم اني كنت اكثر من يصر على تغير الموضوع والبحث في مواضيع ذات قيمة من تداولها
الا اني انجرفت مع الموضوع فاخذت اصغي لهذا تارة وذاك تارة،، اشار احدهم الى ان العراق ضحية !! لدول الجوار الساعين لهدمه ،، بينما اشار اخر الى العراق هو ضحية لعبة عالمية اساسها امريكا واخرين ،، ثم قال اخر ان العراق ضحية ولكن لا هذا ولا ذاك بل هو ضحية الحكام ،، وسخن الموضوع الى ان جاء دوري لادلو بدلوي وان كان بدون رغبة .. حين ذاك اوقفت المهاترات والكلام الفارغ ودعوتهم لسماع هذه القصة عسى ان تكون فيها رد على اراء الجميع
والقصة كانت تقول :
كان هناك رجلُ يدعى (تارلا). و قد ذهب هو و زوجته ذات يوم ٍ إلى الحقل ليحرثا الأرضَ، و ظلا يحرثان طوالَ النهار. وعند غروبِ الشمسِ، كانت الأرض جاهزةً للبذار.
وفي صباح اليوم التالي، ذهبا ليبذرا الحقلَ، فوجدا أن الأرضَ غيرَ محروثةٍ ! وهكذا قضى تارلا وزوجته اليومَ التاني في حراثةِ الأرضِ حتى غابت الشمس.
وفي اليومِ الثالث، وجدا الأرضَ قد عادت إلى حالها أيضاً. وللمرة الثالثةِ راحا يعملان، وانتهيا من حراثةِ الأرضِ عند حلولِ الليل.
لكن تارلا قال لزوجته هذه المرة :
- " إذهبي أنتِ إلى البيت وسأبقى هنا لأحرسَ الأرضَ. "
ذهبت المرأة إلى البيت، وبقيَ تارلا يحرس الأرضَ العزيزةَ عليه. وفجأةً ظهرَ طائرُ جميلُ، جميلُ جداً، حتى أن تارلا لم يستطع أن يحوِّلَ بصرَه عنه.
رفرف الطائر’فوق المكانِ الذي اختفى فيه تارلا، وبدأ يغرّد ويقول :
- " أيها الحقل المنبسط، انقلِبْ، انقلب، واجعلْ وجهَكَ ينقلب إلى تحت الأرض. "
وما أن حملَ الهواء معه آخرَ نغمةٍ من نغمات تغريدةِ الطائرِ حتى انقلبَ الحقل’فعلاً وعادَ كما كانَ من قبل.
فصاحَ تارلا :
- " إذنْ إنتَ المسؤول عن كلِّ ذلك ؟! "
وأخرجَ سكيناً وتهيَّأَ لقطعِ رأسِ الطائرِ بعد أن أمسكَ به.
فزعَ الطائر وتوسَّلَ إلى تارلا قائلاً :
- " لا تؤذني، إذا ترَكتني حيَّاً أعطيتكَ ذهَبَاً يكفيكَ ويكفي أسرتكَ مدى الحياة ! "
رفض تارلا ذلك بشدةٍ. فقال الطائر:
- أزوجكَ امرأةً أخرى جميلةً جداً ! "
رفض الفلاح ذلك أيضاً.
- " أهديكَ قصراً فخماً تعيش فيه مع أسرتكَ في بحبوحةٍ من العيش!"
رفض أيضاً قائلاً بحزمٍ:
- " لا أقبل شيئاً سوى عودةِ الأرضِ محروثةً كما كانت!"
وعندئذٍ غردَ الطائرمرةً أخرى قائلاً :
- " أيها الحقل المنبسط، انقلِبْ، انقلب، واجعلْ وجهكَ ينقلب إلى تحت الأرضِ!"
وما أن حملَ الهواء معه آخرَ تغريدةٍ من تغريدات الطائرِ حتى انقلبَ الحقل وعادَ كما كانَ من قبل . وعادت الأرض محروثةً جاهزةً للبذار. ففرحَ الفلاح وودَّعَ الطائرَ الذي أعجب كثيراً بحبِّ الفلاحِ لأرضهِ ودفاعهِ عنها.
فالعراق ليس ضحية احد بل هو الجاني والمجني عليه
ولو كنا نحب ارضنا كما احبها هذا الفلاح البسيط
لكان العراق اليوم خير البلدان على سطح الارض
ولا اصبحت ارضه قبله للجميع
ولكننا اليوم نبيع اقدس اقداسه
بحفنه من سخام الارض
بعدها ساد سكوت عميق ،، عرفت بعدها ان القصة اوصلت ما بخاطري بختصار وبدون لف دوران
التعليقات (0)