للزهراء خصائص فريدة

                              للزهراء خصائص فريدة                                                          

المحور الاول :

مقدمة                 

 تمتاز الزهراء عليها السلام بمكانة عالية عند الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )ولم تكن تمتاز بمثل هذه المكانة أية واحدة من بناته اذ لم تكن قضية  الزهراء قضية خاصة بالرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم )تعبر عن بنت وابوها بل  هي قضية  اعم واشمل لها ابعادها السماوية والمستقبلية في حفظ الرسالة السماوية بالوسيلة الالهية المتمثلة بالعترة الطاهرة المعصومين علي وبنوه عليهم السلام .

كان للزهراء الامتياز الاول عن نساء العالمين بشهادة النبي (صلى الله عليه واله وسلم )(حَسْبُك مِنْ نساءِ العالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة).(حتى قيل للرسول ص اذا هؤلاء  النساء سيدات نساء العالم  فما الفرق من فاطمة ع فقال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )هؤلاء سيدات نساء عالمهن اما الزهراء فهي سيدة نساء العالمين  وفي حديث اخر قال الرسول  (صلى الله عليه واله وسلم ) .

   ( فاطمة سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة) اذاثرت هذه المكانة الالهية على بناء شخصية الزهراء عليها السلام واصبح تكوينها  تكوينا الهيا  تفردت بصفات وخصائص عبادية وطاعة لله ولرسوله متكاملة مابلغت النساء حدودها وهي قدوة النساء المؤمنات الصالحات   في طاعة الله وفي الوقوف مع الحق والدفاع عنه .

 المحور الثاني :

خصائص الزهراء باسمائها:

 سماها الرسول(صلى الله عليه وآله)باسماء مختلفة  ولم تكن هذه الاسماء عشوائية بل كانت  اسماءً تعبر عن خصيصة من خصائص الزهراء اتفق عليها المسلمون .

فاطمة :

  قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطَمَ ابْنَتِي فاطِمَة وَوُلدَها وَمَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة). وعن ابو جعفر الباقر عليه السلام لما ولدت فاطمة عليها السلام اوحى الله الى ملك فانطلق به لسان محمد ص فسماها فاطمة .

الراضية والمرضية:

   قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (ما رَضِيْتُ حَتّى رَضِيَتْ فاطِمَة).

(فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ)

السيدة:  

     قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة).

الطاهرة :

    قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (أُنْزِلَتْ آيَةُ التطْهِيرِ فِيْ خَمْسَةٍ فِيَّ، وَفِيْ عَليٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفاطِمَة).

المحدثة :

نقلت الروايات التاريخية ان فاطمة كانت  تستجيب لحركات السيدة خديجة الكبرى وان هناك لغة تفاهم بين الام خديجة والبنت فاطمة  وهذا مااثبتته النظريات الحديثة في علم النفس ان الوليد يستجيب لامه وهو في بطنها اما المعروف عن مفهوم المحدثة او المحدث هو من يتمكن التواصل بينه وبين الملائكة ولا يعد وحيا لان الوحي خصيصة من خصائص  الانبياء فقط ولان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها ,كما كانت تنادي مريم ابنة عمران ويحدثها روح القدس .

البتول :

      لقبت بالبتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا وقيل لانقطاعها عن الدنيا وعن عمر بن علي  ان النبي سئل عن البتول وقد قيل سمعناك يارسول الله تقول مريم بتول وفاطمة بتول فما ذاك ؟فقال ص "البتول التي لم تر حمرة قط ,اي لم تحض ,فان الحيض مكروه في بنات الانبياء عليهم السلام وهنا خص الرسول ص فاطمة عن بنات الانبياء فقال مكروه لبنات الانبياء اي ان ممكن بنت نبي اخر ان تحيض الا فاطمة لم يثبت انها حاضت يوم من الايام بشهادة اسماء بنت عميس قالت قال لي رسول ص وقد كنت شهدت فاطمة قد ولدت بعض ولدها فلم ارى لها دما وسالته فقال ص يااسماء ان فاطمة خلقت حورية انسية اما علمت ان فاطمة طاهرة مطهرة وعن ابن عباس رض قال قال الرسول ص ان ابنتي فاطمة لم تحض ولم تطمث  سميت بالبتول .

ام ابيها :

     او ام النبي وذلك لانها كانت في بيت النبي ص وحدها بعد موت خذيجة الكبرى وهي التي اهتمت وتولت خدمة الرسول ص وهو اسم لم تسمى فيه امرأة قط .

المحور الثالث :

 مكانة الزهراء (ع ) بالحديث النبوي:

وهذه الاحاديث لم يستطع اي مذهب  من المذاهب الاسلامية  نكرانها حتى ان بعض نساء النبي يتجاهلن أو يبدين الاعجاب  امام النبي ص حينما يجتمع النبي مع الزهراء ويجلسها مجلسه ويظهرلها  من الاحترام والمكانة  العالية مايفوق الوصف   والحديث معروف بين عائشة والنبي حينما سالته لماذا تصنع ماتصنع حينما تقبل الزهراء على مجلسك فكان يقول (صلى الله عليه وآله): (كُنْتُ إذا اشْتَقْتُ إِلى رائِحَةِ الجنَّةِ شَمَمْتُ  فاطِمَة). قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (إذا إشْتَقْتُ إلى ثِمارِ الجنَّةِ قَبَّلتُ فاطِمَة).

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (حَسْبُك مِنْ نساءِ العالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة)

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة)ابناء فاطمة عليها السلام .

ولم يترك النبي شيئا تستحقه الزهراء الا ترجمه  الى حديث ونقله الى المسلمين  فهي وحيدة النبي وحبيبته وابنائها ابناءه  بشهادة  رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (كُلِّ بَنِي أُنثى عصْبَتُهم لأَبيهِمْ ماخَلا وُلْد فاطِمَة) - اللّه (صلى الله عليه وآله): (المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة) .

المحور الرابع :

خصائص الزهراء بادارة الازمات :

ازمة فدك :

طالبت الزهراء بحقها بشكل سلمي عن طريق الخطاب وعن طريق القران باظهار الادلة التفسيرية للايات القرانية فهي وضعت الدليل القراني  امامها للمطالبة بأرثها  مستدلة  بقوله " وورث سليمان داود "النمل 16 اذ اكدت في خطبتها الشهيرة على فضل والدها في حمل الرسالة وانقاذ البشرية  من الظلالة ثم بينت لهم انهم نبذوا القران وراء ظهورهم (أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله، ونبذتموه وراء ظهوركم)

ولم تحتج على  فدك لرغبة  في نفسها ان ماعندها من الله ما لاتراه عين ولا يستوعبه عقل وفي مطالبتها تؤكد ان للحق لابد من مطالبين  ولا ينبغي السكوت على الحق  وحتى لايكون السكوت على الحق عند الاستطاعة سنة قد يتحجج بها المنافين ليستغلوه ضد المسلمين  .

 ازمة الخلافة :

الزهراء عاشت بكفاف لم تعشه واحدة من النساء في العالم وحينما دافعت عن الخلافة لم تدافع عن شخص علي بن ابي طالب زوجها بل هي دافعت على نظام دولة وضوابط الاهية سعادة للبشرية فهي كانت تبحث عن سعادة المجتمع  قبل سعادتها فحينما يتنصب شخصا كفؤا يدير الدولة يصنع مجتمع  وعكسه يخرب مجتمع  وهي بذلك كانت تريد ان تحافظ على وحدة الانسان والاسلام باعطاء الخلافة لمن يستحقها .

المصادر

كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال، لعلاء الدين علي المتقي الهندي. دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد - الهند.

منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ نور الأبصار ص 51/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 360

الجامع الصغير ج 1 ح 203 ص 37/ الصواعق المحرقة ص 191/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 479/ كنز العمّال ج 13 ص93.

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب …، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي. دار الكتاب العربي - بيروت. قال رسول

سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي. تحقيق شعيب أرناؤوط. مؤسسة الرسالة- بيروت.

البداية والنهاية، لأبي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي. دار المعارف - بيروت).

 الصواعق المحرقة ص 175/ مستدرك الحاكم، باب مناقب فاطمة / مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 351.