بقلم- عماد فواز*
يسوق لنا الكاتب المرحوم محمود عوض فى كتاب “بالعربي الجريح” قصة طريفة نقلا عن أحد زملاء دفعته وهو ضابط يدعى مصطفى من ضباط الجيش الثانى جاء ذات يوم فى اجازة من الجبهة يزور زملاءه وكان شخصا يتمتع بروح المرح.. وراح يحكى لهم نكته عن رجل ذهب للجمعية يشترى كيلو سمك وبعد زحام وانتظار ساعتين اشتراه وعندما ذهب إلى البيت لم يجد زيتاً، وأخذ يبحث ويلف، فلم يجد، فأخذ السمك وذهب لأحد المحال ليشويه فوجد المحل مغلق فتعب فألقى السمك فى النيل الذى كان يسير بجواره فغاص السمك فى الماء ثم قفز إلى أعلى فى الهواء وهو يهتف يعيش جمال عبدالناصر.
وهى نكتة تشير لما أصاب المصريين من تقشف بعد النكسة المهم هذا الضابط بعد أن ألقى نكتة وأضحك زملاءه.
راح أحدهم يوبخه على أنه يلقى نكتة فى هذه الظروف التى تمر بها البلاد، فأخبره مصطفى قائلا: هذه النكتة نقلها إلينا الرئيس جمال عبدالناصر بنفسه!.
ويستطرد هذا الضابط أن الضباط على الجبهة فجأة وجدوا الزعيم جمال عبدالناصر بين الجنود على الجبهة: لقيناه طب علينا فجأة فى عربية جيب لابس قميص وبنطلون يعنى لابس ملكى ومعاه محمد فوزى وزير الحربية وعربية جيب ثانية للحراسة، بس كده.
وهكذا كما جاء الرئيس فجأة انصرف فجأة ليقوم بزيارة مماثلة للواء آخر على الجبهة.
ومن هذه القصة اراد الكاتب المرحوم محمود عوض أن يشرح كيف أن القائد والزعيم يجب ان يكون واعيا ومدركا لمصاعب المرحلة.. وان يتعامل معها بشجاعة وببساطة في الظاهر.. وبحسم وحزم فى التطبيق.
على الزعيم الواعي لحجم المأساة التى يمر بها المجتمع الذي يقوده ان ينظر الى جميع ابعاد الصورة.. وان لا يغفل اى بعد فيها.. وان يبرز فى نفسه الابعاد الايجابية لتساعده على تجاوز الابعاد السلبية.
الزعامة ليست مجرد خطب رنانه.. بل هى مسئولية مبنية على ادراك للواقع مهما كانت درجة الالم فيه.. وتحركات سريعة للخروج من الازمات التى يعانى منها الشعب.
التعليقات (0)