يختلف كثيرون مع سياسات أو سوء سياسات جماعة ـ أو حزب ـ الإخوان المسلمين ، وكما أن هناك نقد حقيقى هناك أيضاً نقد مُغرض وتصيُّد واضح للإخوان لا يصدقه العقل ، لذلك نجد أن هناك ترويج لإشاعات محضة ثم يتم بناء ناطحات سحاب من الأكاذيب فوقها ، ولنأخذ أمثلة على ذلك مثلاً يُروِّج البعض أن من أسباب إنقطاع الكهرباء وأزمة السولار والبنزين هو تزويد غزة بتلك الموارد ، فمصر "تبيع" لغزة (22) ميجا وات وهذه الكمية التى يتصور ويروج لها البعض بأنها ضخمة جداً ولكنها تكاد تكفى لإنارة عدة فنادق متوسطة الحجم ، وهى تمثل حوالى (ثمانية) من كل (عشرة آلاف) ميجا وات تُنتجها مصر ، وأما السولار والبنزين فمن يعش فى مدن سيناء يعرف أن تهريب تلك المواد هو السبب ، ويعلم أيضاً أنه فى اليوم الثانى لإنتشار الجيش والشرطة فى سيناء بعد حادث رفح فى شهر رمضان الماضى إنتهى تهريب تلك المواد تماماً ، لذلك لن تجد أمام البنزينات تلك الطوابير الكثيرة من السيارات المعروفة والتى كان يتم إستخدامها فى تهريب تلك المواد لغزة ، ثم يأتى البعض ويتشدق بالقول بأن الرئيس وجماعة الإخوان تبيع أراضى سيناء للغزاويه وهذا كلام مُضحِك ، ونحن جميعاً نعلم أن أى مصرى لا يستطيع أن يضع قدمه على متر واحد من تلك الأراضى قبل موافقة الدولة ومن قبلها ومن بعدها موافقة عرب سيناء الذين يسكنون بالقرب من تلك الأرض ، ثم يأتى البعض ليقولوا أن الأقباط يهربون لأمريكا من الإضطهاد (!) ، وأقول لهؤلاء إذا جئتم بتأشيرة أمريكا للجنين فى بطن أمه سينزل ناقص عمر على الطائرة مباشرة ، وهذ يدل على أن السفر لأمريكا حُلم للجميع وليس إضطهاداً .
إن التصيُد لرئيس الجمهورية وللإخوان عن طريق إدعاءات كاذبة ـ لا يسدقها عكل بلغة الفنانة شويكار ـ يُقوِى ويُزِيد من شعبية الإخوان وليس العكس ، وحتى نُظهر الفرق بين ما كنا وما أصبحنا فيه نقول لقد قابل رئيس الجمهورية المنتخب مؤخراً وفداً من الفنانين فتخيلوا لو أنه قال لهم تلك الجملة ( يجب أن تتجه السينما إلى تاريخنا المجيد وتقاليدنا الصالحة ـ الأخلاق أساس نهضتنا فطهروا الفن من الميوعة ) ؟! ، بالتأكيد ستنقلب الدنيا رأساً على عقب ، رغم أن تلك الجملة قالها الرئيس محمد نجيب ونقلتها جريدة الأخبار بتاريخ 3 فبراير 1953 عند لقاءة بوفد من الفنانين وعلى رأسهم أنور وجدى وفريد الأطرش .
التعليقات (0)