بقلم / صبحي الفخرانى
بروباجندا تعنى فى اللغه اللاتينيه النشر والارشاد بمفهوم التبشير وذلك على اساس القول بسماويه الدين المسيحى وهذا اذا ذهبنا مع بعض اساتذه الأعلام القائلين بأن اول تنظيم تاريخى للعمل الاعلامى كان دينى الهدف تبشيري الوسيله وذلك عندما أنشا بابا الفاتيكان جريجورى الخامس عشر فى العام 1622 اول لجنه من الكرادله حملت اسم لجنه الدعوة الى الأيمان أو لجنة التبشير بالأيمان واصفا لها منهج يعكس جوهر العمليه الأعلاميه حتى الأن وذكر فيها بلغه عصرنا وأساليب أطباء النفس أن أبدءوا بنسف المخزون الموروث دينيا فى الأعماق يسهل أحلال الدين المسيحي مكانه مستقرا
هذا عن كلمه ( بروبجندا ) اما عن كلمه الاعلام ومن مشتقاته الاستعلامات فنسميه خادعه للبروبجندا الامريكيه ضد النازيه اولا والشيوعيه من بعدها تجنبا لكشف المختبأ من اهدافها وادعاء للحياد فى طرحها للأفكار والسياسات فكلمه inform الأنجليزيه تفيد الأخبار بحدث او معلومه وأختيارها من قبل خبراء البروبجندا قمه فى الخبث وخداع الناس
وكذلك الميديا وهى كلمه ذات جذور لاتينيه وتعنى وسيط ويفيد استخدامها المعاصر لتشمل الأعلام محاوله أكثر خبثا للأيحاء بأن ما تنقله هذه الوسائل الوسيطه الى ملايين الناس لا يداخله اى غرض او كذب او ادعاء ومن هنا نعتقد انه ليس مهما الأدعاء صدقا او كذبا بأن أجهزه الاعلام حره ام مسيره وانما المهم ان نعرف لاى هدف ؟ وكيف ؟ وبأى وسيله واسلوب تتم عمليات التوجيه والتلقين والتخليق وتأمين السيطره على المجتمعات ؟
وفى اطار الاعلام الكثيف الذى يتم صبه على منطقتنا العربيه وفى اطار قدره الاعلام والتى لا تنكر فى تشكيل الرأى وتكوين المجتمعات والثقافه وقدرته التى تشبه السحر من حيث قدرته على تحويل العدم الى سيف لامع وتحويل الاسد الى كلب أجرب لا يستطيع النباح
ومن كل ما سبق ندلف مباشره للحديث عن الفضائيات العربيه
من الممكن تقسيم هذه الفضائيات على اربعه اقسام
القسم الاول
والذى يهتم بالغرائز واثارتها عبر ما تعرضه من مشاهد للعرى والرقص فى كليبات فاضحه تظهر اكثر مما تستر وتوحى اكثر مما تعلن
القسم الثاني
والذى يهتم بالسحر والدجل والشعوذه وشغل الاونطه فقد تسمع اتصالا من احدى السيدات المتخلفات المشاهدات لهذا الصنف من القنوات انها مولوده فى برج كذا يوم كذا وساعه كذا ليكون رد السيده رئيسه جمعيه المتخلفين بكلاما عاما يسير على كل الانواع والالوان وسبحان الله تفرح السيده المتصله تصبح كما تقول امى رحمه الله عليها - فرحه الهبله بالشخشيخه-
القسمان الاول والثانى يتفقان فى تغيب الوعى ومسح الشخصيه واخراج المواطنين من هموم اوطانهم الى فضائيات الجنس والسحر وقتل ثقافه العلم والتقدم ............الخ
كما يتفقان مع الصنف الثالث فى القيام بدور المخدرات فى تغيب العقل والوعى ويكون ذلك احيانا فى القسم الثالث بمقابل او باوامر وفق الخطه المرسومه ففى هذا القسم الثالث تجد الاخ المذيع او المقدم يطل عليك وكأنه حامى الفساد فى اى مكان وفى اعلى مراكزه
ولكن المتأمل لهذا الصنف من القنوات يجدها جعجعه دون طحن حقيقى او جعجعه تقدم لجماهيرها طحنا زائفا وخير مثال وهو ما قدمته بعض القنوات الفضائيه فى قضيه العباره والتى أغرقت حوالى 1300 من بسطاء المصريين فبدلا من ان يتم الحديث عن ذلك الشخص ( السمين ) الجالس فى كواليس السلطه والذى يتحكم فى كل الامور حتى انه سمح لمالك هذه العباره وحده ان يصل تحت سمع وبصر جميع الاجهزه واعطى لعبارته الرخصه والموافقه على ان تحتكر وحدها حق نقل الركاب باشراف وزاره الداخليه ثم اذا ما غرقت العباره بما عليها من مصريين قام هذا ( العفريت ) بتهريب صاحب العباره الى لندن وبدلا من ان نبحث عن الشخص ( السمين ) والمجرم الحقيقى تذهب هذه الفضائيات فى حديث أخر تافه حول الجنحه التى أقيمت ضد الموظف الفلانى لشغل الرأى العام
ثم عندما يغضب الرأي العام لحكم البراءه الذى حصل عليه صاحب العباره ثم ننشغل بفرحه الرأى العام ونسعد بأستئناف هذا الحكم من النيابه العامه ثم نسعد اكثر بذلك الكم الذى يصدر بحبس المتهم سبع سنوات وهو صاحب العباره الذى يستمتع بحياته حاليا فى لندن وطبعا لن يعود الا كما عادت الست هدى عبد المنعم بعد سقوط جميع الاحكام القضائيه ضدها وفى كل هذا الضجيج يضيع المتهم والمجرم الحقيقى وهو الرجل ( السمين ) الجالس فى كواليس السلطه ويفرح الناس بالعقوبه الوهميه على اخونا الهارب بعد ان تم تزييف وعيهم عبر هذه الفضائيات .
اما عن القسم الرابع
وهو يضم عددا من الفضائيات اقل من اصابع اليد الواحده واعتقد ان الجزيره ضمن هذا القسم وكنت اعتقد ان لهذه القنوات التى احترمها حتى الان اهدافا تمثل طموحات الجماهير فى تغيير الواقع الذى نعانى منه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحضاريا الا ان ما حدث خلال الايام القليله الماضيه جعلنى اتسأل ولو من باب العشم عن المسئول عن وضع سياسه الجزيره واهدافها وان كانت تختلف مع الاهداف التى ذكرتها سابقا ام لا ففى الوقت الذى عرضت قناه الجزيره لتظاهرات الحريه لغزه وصورا لاجانب فى شوارع القاهره متظاهرين ضد الجدار الفولاذي وممنوعون من الوصول الى غزه بفضل الحكومه المصريه ويدها العسكريه الغليظه وصورا اخرى للمهازل التى تعرضت لها قافله شريان الحياه 3 منع المتضامنين من افرادها من الدخول الى العقبه واجبارهم على العوده الى اللاذقيه ومنها الى العريش وما تبع ذلك من اجراءات مجرمه للحكومه المصريه مع اعضاء القافله وصلت لحد الاشتباك واساله الدماء وان كان عرض هذه الامور مسأله مهنيه أحسبها لكم واوفق عليها الا ان عرضكم لهذه الصور وهذه التقارير دون ذكر اى فاعليات تضامنيه من الشعب المصرى مع اخواننا المحاصرين فى غزه صور الشعب المصرى وكأنه مع هذه الحكومه المجرمه فى نفس الخندق وهنا قد يكون التساؤل مشروعا ما هى الفاعليات التى أغفلناها؟ وهل تستحق العرض على قناتنا ؟ .
وانا اجيب بأعتبارى منسق حركه الكرامه فى محافظه البحيره وسأتحدث فى حدود نطاقى المكانى (( كفر الدوار )) بين دمنهور والتى اقيم بها منذ بضعه ايام احتفالا يهوديا بمولد ابو حصيره ومدينه الاسكندريه واللذان يبعدان عن مدينتى ما لا يزيد عن عشرون كيلو مترا الا قليلا ففى يوم 5 يناير الحالى قامت حركه الكرامه والحزب الناصرى وبعض القوى السياسيه الاخرى بعمل وقفه احتجاجيه كبيره امام مجمع محاكم دمنهور رفضا للاحتفال اليهودى الذى يراد اقامته فى قريه دمتيوه ورفضا لتدنيس اراضى البحيره ورفضا للتطبيع بكل اشكاله وللجدار الفولاذى الذى تزرعه الحكومه حاليا بيننا وبين اخواننا فى غزه وكان قد سبق هذه الوقفه الاحتجاجيه القبض على بعض الاخوه فى محاوله لاجهاض الوقفه كما تم اعلان الاخوان لانسحابهم من الوقفه ايضا والغائها الا ان المشاركين رفضوا الالغاء واصروا على اقامتها ومواجهه جحافل الحكومه الامنيه وبذكر انه تمت اقامه مظاهره ووقفه ايجابيه كبيره اخرى بالاسكندرية اما محكمه الحقانيه للتنديد بالجدار الفولاذى وسياسات الحكومه وللاعلان التضامن مع اهلنا فى غزه فى الرابع من يناير وكان قد سبق هذه الوقفات وقفه اخره سبقتها بحوالى عشره ايام على كوبرى ابو الريش بدمنهور وعلى الطريق المؤدى الى قريه دميتوة مكان الاحتفال بمولد ابو حصيره المزعوم
وعتابى الذى تحدثت عنه سابقا يرجع سببه لعدم ابراز مثل هذه الفاعليات الشعبيه والتى تبرز صوتا مخالفا ومناهضا للحكومه التى ابتلانا الله بشرها والتى توضح ان هناك فرقا بين مصر الحكومه ومصر الشعب الرافض لكل سياستها
وجديرا بالذكر انه فى كل هذه الوقفات الاحتجاجيه والتظاهرات كان هناك مندوبا من مكتب الجزيره بالقاهره وقام بأرسال الاخبار وتغطيه الاحداث فلماذا لم تذع ؟
وفى النهايه أليس من حقنا ان نعتب على فضائيه نحبها ونتسأل عمن يرسم سياستها ويضع خريطتها
التعليقات (0)