للتعليم رسائل ولكن
وظيفة المعلم /ة زرع القيم وتبديد الظلام وتطوير قدرات الطلبة /الطالبات والتوجيه والإرشاد وتنمية روح المواطنة والاعتزاز الخ , تلك الوظيفة اختلف حولها المنظرين والتربويين والمجتمعات الجميع يرى المعلم من زاوية مٌعينة وتتشعب الوظيفة وتتعدد التعريفات ويبقى السؤال الأهم أين الرسائل التي من المٌفترض زراعتها بالطلبة /الطالبات .
هناك مجموعة من القيم والمعارف والمشتركات الإنسانية الساقطة من مناهجنا التعليمية بالوطن العربي , تلك القيم وغيرها ليست بحاجة لاستذكار بشكلٍ هامشي بل بحاجة لزراعتها وتعزيزها بشكلٍ مباشر وغير مباشر , مساعدة المحتاج واحترام الكبير والاعتزاز بالوطن والحوار والرٌقي بالخلاف والاختلاف والتعايش والتسامح الخ يجب أن تكون بمناهج التعليم بمختلف مراحله فلو وجدت لانتهت كثيرٌ من مشكلات العالم العربي وأصبح المتعلم على قدرٍ عالٍ من الانضباط السلوكي والفكري , لا يوجد مٌبرر يٌبرر ضعف المناهج التعليمية في مختلف التخصصات ولا يوجد مٌبرر يٌبرر بقاء المناهج التعليمية بحضن الطيف الفكري الواحد أو بقائها بأحضان التجارب التي تٌشبه عمليات التجميل , قد يتحمل المعلم بعض المسؤوليات لكنه لا يتحمل سلبيات النظام التعليمي فهو ضحية في المقام الأول , للمعلم وظيفة يؤدي من خلالها رسالة لكنه بحاجة لمساعدة والمناهج إحدى طرق المساعدة وأهمها فبدون المنهج لا يمكن للمعلم الانطلاق والإبداع والمقصود بالمنهج هنا ليس المنهج التقليدي بل المنهج التعليمي التوجيهي الحقيقي الذي يٌعزز القيم ويغرسها ويضع العقل بطريق التفكير والإبداع المعرفي البعيد عن الإيدلوجيا الضيقة التي ضررها أكثر من نفعها على المستوى الشخصي وعلى المستوى المجتمعي أيضاً.
الوطن العربي من مٌحيطه لخليجه يعيش حالة جهل مٌركبة على الرغم من أعداد الخريجين والخريجات المتزايدة , حالة الجهل تلك غير مقبولة تحسبها المجتمعات أمر عادي ويغض عنها المختصون الطرف , تلك الحالة تٌمثل خطراً على كل شيء فمجتمعات بلا قيم ومشتركات وتسامح وتعايش كجسد بلا روح , على المؤسسات التعليمية والأكاديمية إعادة النظر في كل شيء يرتبط بالتعليم والعقول وعليها تبني خٌطط علمية منهجية مدروسة للنهوض بمستوى الطلبة /الطالبات فكرياً ومعرفياً وسلوكياً , المجتمعات العربية بلا استثناء بحاجة لأن تتعلم وتٌعيد التفكير في واقعها ومستقبل أجيالها الذين هم في الأساس بحاجة لمناهج تعليمية حقيقة تزرع القيم وتٌعززها وتسلط الضوء على القواسم المشتركة بين الأمم والشعوب والأديان والمذاهب , لو تحقق حلم وجود مناهج تٌعزز القيم والمشتركات والأخلاق الحميدة فإن كثيرٌ من المظاهر والسلوكيات الخاطئة والغير مقبولة ستنحسر وتتلاشى مع مرور الوقت , المتأمل في واقع التعليم يٌصاب بنوبة بكاء ويتساءل أين رسائل التعليم التي من المٌفترض وجودها في عالمٍ يعيش حالة جهل ويٌعاني من عقدة الأنا المٌزمنة ؟
التعليقات (0)