مواضيع اليوم

للأسف.. ما يشغلكم هو الكويت

suzan khwatmi

2011-07-20 14:22:37

0

قرأت مقالاً استفزني قليلاً للأستاذ جمال الهنداوي نشر على صدر مدونته في ايلاف منذ ثلاثة أيام وكان بعنوان "كأن ليس لنا ما يشغلنا..الا الكويت"، وأرى أنه للتأريخ وحق الرد، يجب عليّ أن أفند بعض ما جاء فيه من أقوال تعبر فقط عن شخص السيد جمال وليس بالضرورة أن تكون معبرة عن شريحة صغيرة أو كبيرة من فئات الشعب العراقي. ولكن أولاً يجب أن أدلي برأي في موضوع الميناء الكويتي "مبارك الكبير" المزمع إقامته على جزيرة بوبيان الكويتية... فأنا أول المعارضين لإقامة هذا الميناء لأسباب كثيرة لا أنوي طرحها في هذا المقال وإن كان سيأتي في ثنيات سطوره بعضاً منها.

سيد جمال الهنداوي، أنت تعلم قبل غيرك أهمية الكويت الجغرافية للعراق وما تمثله تلك الجغرافية من اختناق لإطلالة العراق على ساحل الخليج العربي. كذلك لا تنقصك المعرفية البيئية عن طبيعة شط العرب الذي يصب طميه في الجزء العراقي المطل على الخليج وآثاره السلبية على ثغر العراق البحري على الخليج، وهذا بدوره يقلص من المساحة البحرية له وبالتالي يفقد الساحل على حساب التمدد الصلب للأرض، التي سترتبط مستقبلاً مع الحدود الكويتية كأرض لا ساحل! الأمر الذي سيقلل من المساحة البحرية في المحيط الاقليمي المجاور للكويت أو إيران. هذه مشكلة كبيرة ومصيرية لمستقبل العراق! ولهذا فإن ما يشغلكم بالفعل هو الكويت.

أما وإن تحدثنا عن النفط وأقحمنا الجغرافية مرة أخرى.... فأنت تعلم أن الجزء الشمالي من الكويت المحادي لجنوب العراق يتشارك البلدان بمكمن نفطي واحد... حيث تتضمن منطقة شمال الكويت حقول الروضتين والصابرية وبحرة والعبدلي والرتقة ومطربة وأهم مكامن هذه الحقول (فارس السفلي - الزبير - حجر الرطاوي الجيري - النجمة/سارجلو - المارات - طوبه). ولطبيعة الأرض المنخفضة في الجزء الكويتي عن الجزء العراقي فإن انسياب النفط في ثنايا طبقات مكمنه الجوفي يعطي أفضلية للكويت لانتاج متواصل وبعمق حفر لآباره ليس كبيراً ما يجعل من كلفته الانتاجية هي الأدني بين البلدين. وهذه هي الحجة نفسها التي تحجج بها النظام العراقي البائد عام 1990 عندما اتهم الكويت بسرقة النفط العراقي والكويت منها براء ولكن الله أنعم عليهم بهكذا جغرافية منعمة لا دخل لهم فيها ولا سلطانا. ولهذا فإن ما يشغلكم بالفعل هو الكويت.

أما تقولك على بعض منابر الإعلام الكويتية ودورها في كيل المباح واللامباح منه لطرف العراق... أظن أن فيه الكثير من التجني عليها!! فمنابر إعلام العراق لا تكِّل جهداً عن ضرب الكويت بما يوصف من المقولات بل ويتعدى ذلك تعليق المشانق لبعض رموزه. وما يتلفظ فيه بعض رموز مجلس الأمة من النواب بحق العراق أو بعض شخوصه المؤججة للفتنة والشقاق، ما هو إلا رداً على هذه الفئة، وما يقوله هؤلاء هو النصيحة لدرء الوقيعة. نعم، إن الكويت ليست كما كانت قبل الغزو العراقي الغاشم لنظام البعث الصدامي اللامتزن عقلياً والذي تصور أن الكويت ستكون لقمة سهلة له، ونقولها لخلفه كذلك أيضاً. لقد اختلفت الكويت من خلال أمور قد لا تقترب من عقول بعض العراقيين... وهي عدم تقديم حسن النية فيما يبدر عن العراق من مقولات واتهامات مع الأخذ بجدية مطلقة كل ما يصدر عن بعض الأطراف العراقية، فمن ليس منهم اليوم في موقع السلطوية قد يأتي غدا ليتسلم السلطة وينفذ ما تطاول به على الكويت، تماماً كما فعل نظام البعث البائد عام 1990. ولهذا فإن ما يشغلنا بالفعل هو النفوس المريضة لبعض رموز العراق والتي لن تتعلم الدرس أبداً. ولهذا فإن ما يشغلكم بالفعل هو الكويت.

إن الكويت كيفما تصرفت فهي تمارس السيادة المطلقة لقراراتها على أرضها... وهذا حق لها، ولا تعتدي على الآخرين كما تصوره بعض وسائل الاعلام العراقية أو بعض رموزه السياسية. ولا يحق للعراق التبجح دائماً على مشروعيته التاريخية والحضارية على حساب دول الجوار، وكأنما الكويت وغيرها لا تمتلك صك المشروعية للبقاء كأرض وشعب لأن العراق يمتلك عمقاً زمنياً أكبراً في التاريخ. ومن قال أن العراق كان هو ما نراه الآن ومن قال أيضاً أن الكويت هي ما نراه الآن! إن هذه البقعة في التاريخ حدثتنا عن حضارات شغلت مساحات محددة من هذه المنطقة... وهذا لا يمكن انكاره... ولكن نحن الآن نعيش حقبة تغير خلالها وجه العالم وتعددت كياناته وأخذت أسماء دول كثيرة... تماماً كما قبل عشر آلاف سنة عندما لم يكن هناك شيئ اسمه العراق أو إيران وجميع ما نعرفه من مسميات دول وحضارات. ولهذا، فإن عدتم عدنا وإن عقلتم عقلنا... هداكم الله ولنحيا متحابين بالدين وإن كنا لا نأمن تهوراتكم....... ولهذا فإن ما يشغلكم بالفعل هو الكويت.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !