مواضيع اليوم

لك الله يا مصر

سعيد ابوالعزائم

2012-06-15 17:31:54

0

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       لكِ اللهُ يا مصر... بين الخُبثِ والغَباء!!                                              ( تحليل قبل انتخابات الاعادة وقرار حل مجلس الشعب)

 

تذكرتُ قول الشاعر العربى الكبير "المتنبى"  وهويصف حال مصر

وكم ذا بمصرَ من َالمُضحِكاتِ         ولكنهُ   ضَحِـكٌ   كالبـُكا

والحقيقة أن حال مصر الآن يمتلأ بالمُضحك من الأمورِ وهو ضحكٌ مثل البكاء والبكاء المر , فكلما خطا المصريون خطوة للامام إلا ويعودون الى الوراء خطوات وكأننا فى مصر نسير عكس الطريق , وذلك يعود للخُبث وللغباء , والخُبث يكون من السلطات الحاكمة والغباء يكون من المعارضين للسلطات , وأما الشعب وهذا هو المضحك فيقف حيراناً  بين السلطة والمعارضة , لا هو ينعم بما فى السلطة ولا هو بمستفيد من المعارضة  , وصدق المتنبى فيما قاله عن مصر ......

وهذه الحالة المرضية التى نطلق عليها "الخُبث والغباء" قد أُصيب بها الشعب المصرى منذ عهد الفراعنة وحتى الآن فهذا الشعب الطيب تلعب به السلطة بخبث وتقوده المعارضة الى الوراء بغباء ولا إعتراض على ذلك فالعيب كلُ العيب للشعب الطيب الذى رضى وسكت للسلطة وخُبثها ثم أسلم قياده للمعارضة وغبائها ...

وللتأكيد على ما نقول لن نعود الى الوراء كثيرا فالتاريخ طويل ولكننا سنعود الى ما قبل الخامس والعشرين من يناير بقليل حيث كانت مصر حبلى بأحداث كبيرة فالسلطة أخذت تترنح بين أطماع الوراثة واطماع المال والسياسة من رجال الاعمال المتوحشين والمحصنين بأموال السلطة وبين المعارضة التى تأن من الإضطهاد والتشتت والقهر من السلطة , وكان الشعب يرقب الأمر وينتظر الإشارة فإما تنتصر السلطة مثل كل مرة وتعود ريما لعادتها القديمة وإما تنتصر المعارضة ويتغير الحال , وهنا بدأت بوادر التغيير فظهرت جماعات المعارضة مثل 6 ابريل وكفاية وحركة التغيير بقيادة الدكتور البرادعى وبدأ الشعب ينتظر التغيير الحقيقى لأول مرة فإتحدت قوى المعارضة تحت راية  التغيير , ودخل  التيار الاسلامى مع هوجة التغيير لكى لا تفوته الكعكة , وهنا جاء الخبث والغباء , فالخبث من السلطة تمثل فى أن يتنحى مبارك وان يترك السلطة للجيش وكان الغباء اولا من الشباب صاحب الثورة حيث وبكل حُسن نية ترك الساحة بمجرد تنحى مبارك , وايضا جاء الغباء من المعارضة حيث اختلفوا على تقاسم الكعكة , وجاء الغباء من التيار الاسلامى بفصيليه الاخوان والسلفيين فى انهما تصورا ان الساحة قد خلت لهما وانهما سيأكلان الكعكة كاملة , فكان ما كان من احداث متتايلة منذ يوم التنحى (11 فبراير) وحتى الآن  فالشعب يتردد بين خبث السطة التى  تلعب به كيفما تشاء لعبة العصا والجزرة وبين المعارضة التى انكشفت على حقيقتها وانها شتات فى شتات يجمعه المصالح وخصوصا بعد ان انفرد التيار الاسلامى بزمام المعارضة ولعب لعبته التاريخية بكل غباء فى أنه تصور إمكانية الاستحواز بالكعكة وان يُخرج السلطة من الملعب وان يستحوز بكل شيى وهو امر غاية فى الغباء , حيث كانت السلطة تلعب لعبتها بكل خبث وبالقانون فأخرجت التيار الاسلامى بفصيليه الاخوان والسلفيين من الملعب بحل مجلس الشعب  وبالقانون , ولأن شياب الثورة   والمعارضة كانت قد انشغلت بدماء الشهداء وبمظاهرات التحرير وباحداث بور سعيد ومحمد محمود فلم يتبقى لها شيىء هى الاخرى .

أولا يجب على شباب الثورة ان يعترف انه ما كان ليترك الساحة إلا وهو تحت قيادة متفق عليها , ولنعترف هنا أن الدكتور البرادعى كان أصلح صورة قيادية خصوصا وهو بدأ الامر منذ البداية , ولكن خبث السلطة وغباء المعارضة وطمع التيار الاسلامى بغباء افشل الامر فشلا زريعا ولا ننسى أن السلطة والتيار الاسلامى شاركا فى الهجوم على الدكتور البرادعى بهدف إفساح الطريق وهدم مشروع التغيير  .

وثانيا يجب ان نعترف جميعا أن التغيير وهو الهدف الأسمى لكل الشعب قد تم تبديله وتغييره عن عمد بمسمى ثورة25 يناير وذلك لإلهائنا وإنشغالنا بالثورة وبكعكة الثورة وبتوزيع المناصب بين الثوار والاحرار والشهداء وغير ذلك من الامور وهذه كانت لعبة السلطة الخبيثة حيث أدخلتنا فى مسميات مفرغة من المضامين فلسنا طلاب ثورة ولكننا طلاب تغيير وبناء , لكننا بكل غباء وقعنا فى الفخ وانشغلنا بالثورة .

ثالثا وهو الاهم أن التيار الاسلامى هو إسلامى يالاسم فقط ولكنه سلطوى إستبدادى صاحب مصالح , وهو يستغل الاسلام اسما ويعلب بمشاعر البسطاء من الناس كى يحصل على السلطة بأى ثمن وبأى طريقة , وهو قمة الغباء فالاسلام دين الحق وليس دين المصالح والاسلام شريعة الله وليس قانون البشر والمصالح , وما كل المصائب التى طالت المسلمين إلا بسبب التيارات الاسلامية التى تبحث عن المصالح وترفع راية الاسلام  وهو ظلم بين للمسلمين على مر العصور .

رابعا يجب على المعارضة أن تتخلص من التبعية والعمالة وأن تكون فقط معارضة  لمصلحة الشعب ولمصلحة مصر , وليس معنى ذلك أن المعارضة كلها عمالة وتبعية ولكن مصر دائما للمعارضة فيها تواجد وتاريخ ولكن ما نقصده بالتعبية هو فصيل صغير ولكنه يجبد ركوب الموجات وصعود القمم كى ينفذ الأجندات , وما حدث بعد يناير 25 من ظهور كيانات هلامية تنادى بهدم  مصر وليس بتغيير النظام الفاسد وهذا الفصيل انكشف للشعب وتعرى ولكنه لا يمل بل إنه يغير لونه وشكله ويبدأ من جديد مع كل حركة للتغيير الصادق , وما نريده هو أن تتطهر المعارضة الحقيقية من هذا الفصيل التسلقى وان توحد جهودها لمصلحة مصر ومصر فقط .

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !