لكي لا يصير كغيره من القوانين مجرد حبر على ورق
قانون منع التدخين متى يتم تفعيله ..؟؟!!
شيركو شاهين
ـــــــ
Sher_argh@yahoo.com
التدخين افة العصر كما يدعوها الغربيين وهي الباب المؤكد للموت كما نسميه نحن الشرقيين فمضاره وأثاره لحد لحصرها،، لذا دأبت اغلب دول العالم على اصدار القوانين التي من شئنها الحد من تاثير هذه السموم على المجتمع والبيئة، وكانت حكومة الاقليم قد اصدرت قانون مكافحة التدخين في 14 / 11/ 2007 على أن يصبح نافذ المفعول أعتباراً من تأريخ 31/5/2008 بأعتباره اليوم العالمي لمكافحة التدخين وذلك حرصا منها على مواكبة العالم الداعي للقضاء على هذه ألائفة او الحد منها.
وللاسف نقول ان هذا القرار لازال بعيدا كل البعد عن حيز التطبيق ولازال العقوبات والمتابعات القائمة على شانه ابعد ما تكون عن ارض الواقع..
القانون في أحد بنوده يقرر عقاب المدخن المخالف بغرامة مالية تقدر بعشرة الف دينار عراقي وبحسب احكام قانون العقوبات العراقي اذا امتنع المخالف عن الدفع فأنه يحبس يوما عن كل ثلاثة الاف دينار أي ما يعادل الثلاثة الى اربعة ايام.. لكن يبدو أن أحدا لا يكترث كثيرا بالقانون.. اللهم إلا إذا تم تطبيقه بحزم.
قانون منع التدخين الصادر برقم 38 لسنة2007 كيف يمكن تفعيله؟ وهل سيتم تفعيله أصلا أم سينضم الى إخوته من القوانين الصادرة والنائمة على الأوراق بلا تنفيذ؟!
القرار والناس
القرار بعيدا عن الإشهار هذا ما اكتشفته وانا في رحلتي للسؤال عن رأي المواطن بهذا القرار المهم والحيوي فوسط سؤالى شرائح مختلفة من نساء ورجال وشباب وطلبة لاحظت كم ان الموضوع اثأر استغراب الغالبية وبدل ان احصل على اجوبة وأراء وجدتني اقضي الوقت في شرح القانون وتاريخه وأهدافه،، الا أني بعدها لمست من الغالبية انها مع مثل هذه التوجهات الحكومية بشرط الحزم في تطبيقه وتوفير اماكن مخصصه للتدخين في الدوائر والاماكن المغلقة ولكي لا يتم فيها محاسبة المدخن..
أراء مختصة
الدكتور ماجد مختار المختص بالأمراض الصدرية والمشارك في العديد من المؤتمرات المتخصصة في مكافحة التدخين أكد أن تنفيذ القانون ومحاسبة المدخنين يحتاج الى الية فورية للتنفيذ تسهم فيها وزارة الصحة والأجهزة المعنية بطريقة مباشرة من خلال منح الصلاحيات القضائية للأفراد المؤهلين لإثبات المخالفة وذلك أولا: لحماية المدخن السلبي الذي لا يملك من أمره شيئا لأنه يتعرض للتدخين بلا ذنب من جانب من يجاوره في المكتب أو وسائل النقل الحكومي وثانيا لحماية المدخن من نفسه, لما في التدخين من أخطار جاوزت أخطار الأمراض الأخرى مجتمعة في تدمير الجهاز الحيوي للجسم فهناك نسبة 75% من إصابات الذبحة الصدرية بسبب التدخين والسكتة الدماغية والتهابات الجهاز التنفسي ابتداء من الحنجرة والقصبة الهوائية والتهابات الرئة, التي تصل الى حد الاصابة بالسرطان بها بنسبة 80% بين الإصابات وقرحة المعدة وسرطان الثدي وضعف الإبصار وخفض مستوى السمع.
ويضيف أن الإعلام عليه دور كبير في إقناع المواطن لأنه لا يمكن القضاء على هذا الوباء دون توعية المواطن, فيجب أن يكون هناك برنامج يومي للتوعية بأخطار التدخين, وبأن الإقلاع عنه يتطلب شيئا واحدا فقط هو القناعة وأن يتم الإقلاع عن التدخين مرة واحدة وفجأة لأن التدرج يجعله يرجع مرة أخرى أكثر شراهة فالظروف المجتمعية والضغوط تجعل المدخن يعاود التدخين.
وفي نفس الوقت يجب أن تتشكل لجنة عليا لمكافحة التدخين بقرار من وزير الصحة فورا, والتي يجب ان ينص القانون عليها مشكلة من وزارات الصحة والتربية والتعليم والإعلام والبيئة حتى نضع أقدامنا على الطريق الصحيح وتقرير دروس بالمناهج تبين أخطار هذا الوباء وتحقيق رقابة فعالة.
ليس مستحيلا
الدكتور كاميران عزيز أستاذ أمراض المناعة في كلية الطب جامعة صلاح الدين قال بهذا الصدد:
أن تطبيق قانون منع التدخين ليس مستحيلا ولكنه يحتاج للكثير من الإعداد للتنفيذ وهو يماثل ما حدث مع الإلزام بحزام الامان في السيارة عند بدايته والذي التزم به الناس وتفعيل القانون يحتاج لقوة إرادة وانتقاء شخصيات صادقة في تنفيذه لمواجهة أخطر ظاهرة في العصر وهي التدخين والذي أشارت كل الأبحاث الأخيرة الى خطورته والتأكد من أنه السبب الأول للوفاة بنسبة عالية من المرضى بدءا من سرطان الرئة وأمراض القلب بل كل أجزاء الجسم من قمته حتى الأصابع فهو سبب تساقط الشعر نتيجة انخفاض المناعة مما يجعل الجسم أكثر تعرضا للأمراض.
وهذا المشكلة تتطلب مواجهة شاملة لتطبيق القانون وحظر التدخين خاصة في الاماكن الحكومية ودور التعليم حيث الأجيال الجديدة بعد تزايد عدد المدخنين وحيث ان غالبيتهم هم مادون سن (( 15)) وارتفاع نسب الوفيات السنوية من هذه الشريحة العمرية فضلا عن اهدار المليارات سنويا ثمنا لاستيراد هذه السموم ومن ثم العلاج منها وهو ما يعد استنزافا للعملة الصعبة والتي نحن اليوم بأمس الحاجة لها لدعم الاعمار وتطوير البنى التحتية.
وأضاف أستاذ كاميران أن خطورة التدخين تمتد الى التسبب في أمراض يصعب العلاج منها, إضافة للأمراض الناتجة عن المعاناة من الشيخوخة ومظاهرها من تدمير الأجهزة وجلد الجسم نتيجة انخفاض دفع الدم بالشرايين, ونقص الدم وتشقق بالشفتين والعينين, وكذلك حدوث فقد تدريجي بالسمع ويصاب المدخن بثلاثة أضعاف ما يصاب به غير المدخن خاصة التهاب الأذن الوسطى والتهاب الخلايا وحدوث الشلل الوجهي أكثر من غيرهم.
سبب للوفيات
يكفي أن ثلث الوفيات في العالم ناتجة عن أمراض القلب الناجمة عن التدخين حيث تظهر تصلبات الشرايين والأوعية الدموية وانسدادها فتزداد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ومن ثم تحدث الجلطات والصدمات القلبية والدماغية
هذا ما بدأ به الدكتور فارس الشيخ استاذ جراحة القلب واضاف بعدها: وبالنسبة لمرضى السكر فإن المدخن يتعرض لسرعة حدوث تصلب الشرايين وقصور الدورة الدموية المخية والشريان التاجي فيما يحتاج مريض السكر لمزيد من جرعات الأنسولين التي يحتاجها نتيجة مقاومته بالدم وعجز الجلوكوز عن الدخول للخلايا والتدخين أيضا يسهم في سرعة حدوث تسوس الأسنان, وينقص مقاومة الجسم للجراثيم المسببة لقرحة المعدة ويؤثر سلبا على حموضتها بتآكل جدار المعدة, إضافة لحدوث سرطان الرحم والإجهاض للحوامل حتى من يتعرض للتدخين السلبي وتحدث وفيات في الأجنة وتشوهات بالجنين والموت المفاجيء للطفل عند الوضع, وهو أيضا يسبب سن اليأس المبكرة, وتشوه الحيوانات المنوية, كما أن أبناء المدخنين تأكد أنهم أكثر استعدادا للإصابة بالسرطان.
ويؤكد الدكتور فارس أن تفعيل القانون له أكثر من إداة على المستوى الشعبي حيث يجب عقد ندوات منظمة بالمواقع الحكومية والمدارس والأندية وغيرها للتوعية بالأخطاء التي تحدق بالمدخن واستخدام أفلام توضيحية وعرض بيانات علمية عالمية ومحلية ولأن القوانين كثيرة ولا تجد من ينقذها, يجب أن يكون هناك دور لأعضاء البلمان في الاقليم, ورجال الدين وعلى المنابر لأن الدين أكثر تأثيرا من غيره فيجب أبراز أراء الدين المشيرة الى أن التدخين حرام.
فضلا عن رفع شعار التدخين ضار جدا بالصحة ويسبب الوفاة أو العجز وتوضع لوحات به في الميادين العامة والمدارس ومراكز الشباب والأندية, وأن ترصد جائزة لأفضل مؤسسة ملتزمنة وتحديد أسوأ مؤسسة وإبرازها في النشرات العامة, والتأكيد على وضع لوحة بكل المقاهي تؤكد فيها إن التدخين والاركيلة تسببان الموت ذلك لأن رأس الاركيلة الواحدة (( المعسل )) لها تأثير يزيد على 30 سيجارة أو علبة ونصف من السجائر حتى هؤلاء الذين يقولون إن الدخان لا يتعدى البلعوم ثبت أنه يصيب الأغشية المخاطية بالفم والحلق وهو يصيب الشفاه بالسرطان, اما بالنسبة للنيكوتين فانه يسري بالدم ويخدش جدار الأوعية الدموية بجميع أجهزة الجسم و يسمح هذا الخدش بدخول الصفائح الدموية تحت جدار الوعاء الدموي المجروح أو الممزق وهذه الصفائح تصطاد كرات الدم البيضاء والتي تقوم بدورها بالتهام الدهون التي تسير بالدم ومع مرور الوقت تتكلس هذه الدهون داخل الصفائح والكرات, مما ينتج عنه نتوء ثم ضيق بالشريان وقد تصطاد كرات الدم الحمراء لتكون جلطة دموية تسد الشريان ولا ترتبط الإصابة بسن معينة, ولكن بدرجة ومدة التدخين وبرغم تقدم العلاجات العالمية فإن الحالات الصعبة لاعلاج لها.
ويجب ألا ننسى أن زيادة ظاهرة التدخين الاركلية بصفة خاصة أعادت مرض الدرن الى الظهور, وانتشاره بين فئة مدخني الاركيلة التي تتجه اليها نوعيات من المراهقين والشباب, فبرغم أن مستخدم الاركيلة يغير لمبسمه لمنع العدوى إلا أن الخراطيم الخاصة بها لا تقعم أو يتم تغييرها, وهي كافية لانتقال ميكروبات الجهاز التنفسي, خاصة ميكروب الدرن, وهذا يستوجب جهدا مضاعفا لمواجهة, هذه السلوكيات الضارة.
ومضة
حلول طالما أشارت اليها كل المؤتمرات والتقارير والدراسات المختصة لهذه المشكلة الخطيرة الا أن تفاعل الحكومة معها هي أكثر ما يحتاج منا الى رصد ومتابعة على وعسى ان يأتي اليوم الذي يصبح فيه ضرر التدخين ذكرى لا أكثر.
نشر بتاريخ ((01/11/2009))
التعليقات (0)