سخية هي تلك الالتفاتة الكريمة التي خصت بها الدولة العراقية ابناءهاا الصحفيين ..وكبيرة هي الجهود التي بذلت من قبل نقابتنا الموقرة من خلال العمل الدائب- ولفترة طويلة- على استصدار واستحصال موافقة الحكومة العراقية على توزيع أراض سكنية بين شريحة الصحفيين..
هذه المبادرة التي تترجم العديد من الدلالات الاجتماعية والانسانية وتؤسس لمرحلة جديدة من الحرص على توفير الحياة الكريمة للصحفي العراقي الشريف ودعمه في وقفته الشجاعة في وجه قوى الارهاب والتحريض والتطرف والتزامه بضوابط الاعلام الحر النزيه الهادف لرقي الانسان ورفعة الوطن..وتؤكد حرص الدولة العراقية على أن يكون لكل مواطن ومواطنة المسكن المناسب، وأن يحصل على التعليم والرعاية الصحية المناسبين، ضمن منظومة متفاعلة متداخلة تستهدف الارتقاء بالإنسان، وتوفير البيئة التي تعزز من دوره في خدمة الوطن والعيش الحر الكريم..
وبفرحة لم نعتقد اننا ما زلنا نحسنها..تلقينا التعليمات التي كانت روح العدالة والانصاف حاضرة في ثناياها وكان الحرص على ضمان التوزيع المتوازن باديا فيها من خلال التأكيد على اولية واطلاق وتخصيص شمول المنحة من لم يتسن له الحصول على قطعة ارض سكنية من الدولة أو الجمعيات التعاونية في الفترة السابقة ..وهو مما يساعد ويعين ويجزل لمن غيب او همش او اقصي من قبل اليات فترة ما قبل الانفتاح الاعلامي الكبير الذي نعيشه..او من حرم من استحقاقه نتيجة التمييز الفئوي او السياسي.. او من ترفع من الانخراط ضمن منظومة اعلامية موجهة ومسخرة لخدمة مبدأ تسويق النظام والترويج المتزلف لطروحاته..
ولكن وبسبب كون الفضاء الاعلامي العراقي الحر مليئا بالطيور التي تحلق متسمعة منصتة في سماواته..فلقد ابلغتنا بعض العصافير بنية النقابة اشتراط مرور خمس سنوات على عضوية الصحفي في النقابة كتفسير للفقرة التي تشترط ان تكون للصحفي خدمة فعلية في الصحافة لاتقل عن المدة المذكورة وبتأييد من نقابة الصحفيين..وهو مما نجرؤ على القول انه يجرد هذه المنحة من محتواها وقد لا يحقق المطلوب من هذه المبادرة العظيمة والمكسب المهم المتمثل بايصال هذه المنحة للصحفيين الفعليين الذين يمارسون العمل الصحفي ومستمرين عليه..
فمن نافل القول ان عدم الانتماء للنقابات في العراق لا يسقط الصفة المهنية عن الفرد خصوصا في مجال الصحافة الذي هو التزام اقرب الى الموقف والمبدأ منه الى المهنة ..وهي ممارسة رقابية وتقييمية ونقدية وارشادية واسلوب توعية اكثر منها وسيلة للعيش..والصحفي هو من يمتهن الصحافة ويعمل في مؤسسات صحفية معروفة ومعتمدة بغض النظر فترة انتمائه للنقابة..
كما ان التعليمات التي رفعتها وزارة البلديات ونقابة الصحفيين العراقيين والتي وافق عليها السيد رئيس الوزراء تتحدث بوضوح عن فترة اشتغال وخدمة نقر انها قد تحتاج الى كتب رسمية من لجنة الاعلام بالنسبة للخدمة الصحفية التي سبقت التغيير في العراق ومن مؤسسات اعلامية فاعلة ومتواجدة على خارطة الصحافة العراقية وتصدق وتوثق من قبل النقابة ولكنها لم تتحدث باي صورة من الصور عن مدة انتماء ..
كما لا يخفى ان الاعتماد على الممارسة الفعلية للصحفي قد يرفع عن كاهل النقابة مسؤولية العشرات من بطاقات العضوية التي منحت لاشخاص اثير حولهم الكثير من اللغط –حتى من داخل اروقة النقابة- من حيث عدم انخراطهم في العمل الصحفي او تحصلهم على كتب تأييد مداهنة ومجاملة من جرائد ومؤسسات اعلامية متوقفة او منقطعة عن الصدور..
..وكلنا امل في ان تكون الجهود الواضحة والمقيمة والمشكورة من السيد النقيب والسادة اعضاء مجلس النقابة الكرام .. والمهنية العالية والروح القيادية التي يتحلون بها.. والتي يعود لها الفضل في استكمال متطلبات هذا المنجز الحلم..ان تكون هي الضامن لتحقيق روح هذه المبادرة وهدفها الاسمى..من خلال العمل على اصدار التعليمات الواضحة المؤدية نحو ايصالها الى الصحفي الذي عانى الكثير من التضييق والتهميش..والذي هو محور هذه المنحة السخية وهدفها..
واخيرا..وكاحقاق حق..يتوجب علينا ان نحيي ونثمن ونعترف بفضل اولئك الرجال والنساء المخلصين من قادة الاسرة الصحفية ، و الذين ساهموا في تخليق العوامل والظروف التي يسرت مقاربة هذا المنجز الكبير من خلال سلسلة متعاقبة متصلة من العطاء الذي تراكم وصار بهذا الحجم الذي بتنا مؤهلين لتلمسه.. تحية لهم واعتراف مستحق بالفضل لما بذلوه من جهود رفعت من مكانة الصحفي وبوأته المكانة التي يستحق في المجتمع..
التعليقات (0)