طلب مني زميلي الشاب في العمل النصيحة في موضوع الزواج , وهو اللذي على أعتاب دخول القفص الذهبي بعد أيام . خاصة بعد أن أسبغ علي لقب "خبير في الزواج" بأعتبار أن خدمتي الزوجية بلغت 13 عاما بالتمام والكمال . فقلت له .
أعلم يازميلي العزيز , أن من من الأهمية بمكان أن تفرض أحترامك على زوجتك بأن تكون محترما في تعاملك وفي تصرفاتك خارج البيت وداخله , معها ومع غيرها . فلا تتوقع أن تكون محترما من زوجتك وأنت لاتحترم نفسك بأن تنشغل عن بيتك بالتفاهات والصغائر .
وأعلم يا عزيزي , سواء أكان زواجك عن حب أو زواج تقليدي . وسواء أكانت فترة الخطوبة طويلة أو قصيرة . فنصيحتي الأولى هي أن تنسى الصورة الأولية السابقة اللتي كونتها عن شريكة حياتك المستقبلية . فأنا متأكد من أنك سترى صورة مختلفة عنها بعد الزواج . ليست بالضرورة أن تكون مختلفة تماما . ولكنها مختلفة بشكل كبير . فلقد أنتهت فترة المجاملات والعواطف والتجمل , وفي بعض الأحيان الكذب . وأبتدأت فترة الحياة العملية اللتي لن تنتهي ألا بنهاية الحياة نفسها "أن شاء الله" . وأعني أنشاء الله أن تستمر الحياة الزوجية , لا ان تنتهي الحياة .
وأعلم أن المرأة كائن رقيق , عاطفي , يحب الحنان . فكلما أسمعتها كلمات الحب والغزل وأكثرت من الكلام العاطفي . كلما ستجدها مهتمة أكثر بك , وستصبح انت دنياها كلها وتنسى ما عداك . ألا أن ذلك لا يعني السكوت عن بعض الأخطاء وخاصة الكبيرة منها كمسألة أهمال البيت وعدم التواجد غير المبرر والأسراف في المصروف الى درجة السفه . لأن ذلك سيؤدي بالتأكيد الى أفساد العلاقة الزوجية في النهاية . فأياك وقطع شعرة معاوية .
وأعلم أن المرأة وأن كانت كائن رقيق , ألا أنها شديدة الأنتقام أذا ما أهنتها . سواء أكانت هذه الأهانة بالكلمات الجارحة داخل البيت أو خارجه وعلى الملأ . أو بالخيانة الزوجية . أو بضربها لاسامح الله . فمن يضرب زوجته لأي سبب ليس برجل . والأهانة ستقتل الحب والمودة والرحمة الى الأبد . وكرامة الزوجة من كرامة الزوج . ومن لايحترم زوجته ويوقرها أمام الناس , لابد وأن يحتقره الكثيرون حتى وأن لم يبينوا ذلك صراحة . كما أني لا أعلم أحدا من الأزواج أشقى من زوجين يعيشان تحت سقف واحد وهما لايحبان بعضهما , بل ويكرهان بعضهما . فهذه قمة التعاسة .
وأعلم أن سر العلاقة الزوجية الناجحة الأول هو الديموقراطية . فلابد أن يكون لزوجتك رأي مسموع عندك , تستأنس به في أتخاذ قراراتك النهائية اللتي تخص حياتك وحياة عائلتك . وانا أقول قراراتك لأن في حالة الأختلاف في الرأي لابد أن تتحمل انت مسؤولية القرار النهائي . فوجود مدير واحد لأي مؤسسة أمر لابد منه لنجاحها . وربانين لمركب واحد سيغرق بالتأكيد .
أما أذا قررت أن تكون الأدارة بيد زوجتك فهذا شأنك . فأنا شخصيا أعرف عدة عائلات سعيدة تديرها الزوجات برضى الزوج . المهم أن يتفق الزوجان منذ البداية "ولو ضمنيا" على مسألة الأدارة وتقسيمها وحدودها, وأن تلتزمان بهذا الأتفاق حتى النهاية.
وأعلم يا زميلي ومن خلال خبرتي المتواضعة بالحياة الزوجية , أن الشهر الأول من الزواج هو الأهم على الأطلاق . فالمرأة كما هي كائن رقيق ولطيف . ألا أنها كائن ذكي أيضا . فلكل مرأة متطلباتها وأهتماماتها . فهناك الزوجة اللتي تحب تملك الرجل وأبعاده عن كل شيء خارج بيت الزوجية . وهناك الزوجة اللتي تحب الحفلات والأجتماعات النسائية والتباهي بالملابس والحلي والعطور . وهناك النساء اللتي لاهم لها ألا أهلها والذهاب عندهم على حساب البيت ومتطلباته . وهناك الزوجة المسرفة اللتي تعشق المال . المهم أن لكل زوجة نقطة ضعف ألا من رحم ربي . لذا فأنها وبذكائها الفطري ستكتشف عن قصد أو عن غير قصد المفتاح اللذي سيجعلك تلبي لها كل رغباتها طوال العمر , حتى وأن كانت هذه الرغبات غير سوية وغير صحيحة .
فهي وفي الأيام الأولى سستتودد لك وتسبغ عليك القاب كثيرة مثل حبيبي وقرة عيني, وسبعي , والرجل اللذي لا أستطيع العيش من دونه . بل أنها ستجعل منك بطلا للدوري والكأس! . المهم أن تتركها تفعل ما تريد . فأذا ما وافقت كان هذا مفتاحك السحري . أما أذا ما تنبهت أنت الى خطتها , ولم تنفع هذه الكلمات معك . فربما ستغير لهجتها الى لهجة أكثر حدة , فأذا ما لمست منك سكوتا فربما تتمادى الى الصياح والصراخ . فأذا ما سكت ورضخت عرفت أن هذا مفتاحك السحري , وستكرر العملية كلما أرادت شيئا .
وأعلم أن زوجتك ستجرب معك أساليب أخرى لاتحصى لابد أن تأخذ حذرك منها وألا وقعت في المحظور وأصبحت عبدا مملوكا بدلا من شريك كامل . منها الزعل والذهاب الى بيت الأهل . وهذا أسلوب خطر جدا على الحياة الزوجية عليك قطع دابره منذ اليوم الأول بالأتفاق على عدم السماح للأهل "من الناحيتين" بالتدخل في الخلافات بينك وبينها .
ومنها أهمال البيت وأهمالك . ومنها التمنع عن الفراش . وهذا الأخير هو السلاح الأخطر على الأطلاق . فما أن تكتشف المرأة بأنك مستعد لفعل أي شيء مقابل هذا الشيء فأعلم بأنك أصبحت ملكها الى الأبد . تقول لك يمين فتذهب يمين . وتقول لك شمال فتذهب شمال . فلا تجعلها مغلولة الى عنقك . ولا تبسطها كل البسط .
لا أعلم لماذا تذكرت هذا الحديث وأنا أقرأ تحقيقا ظريفا جاء على موقع العربية عن حالات طلب الطلاق بسبب الرموز اللتي يستخدمها بعض الرجال للكناية عن زوجاتهم في أجهزة الموبايل خاصتهم .
حيث طلبت سعودية الطلاق بعد ان اكتشفت ان اسمها على جوال زوجها هو "غوانتانامو"، حسبما افادت صحيفة الوطن السعودية الاحد 18-10-2009. وبحسب الصحيفة، اكتشفت الزوجة ان اسمها "غوانتانامو" في ذاكرة هاتف زوجها الجوال عن طريق المصادفة، بعدما نسي زوجها جواله في المنزل وحاولت الاتصال به فعثرت عليه يرن في المجلس وكانت "المفاجأة والصدمة".عندها، سارعت الزوجة "أم أحمد" لطلب الطلاق، معتبرة ان وصفها بهذا اللقب "يدل على تسلطها ووصفها بالشرسة التي لا تعاشر"، معتبرة أن ما قام به زوجها بعد 17 عاما من الحياة الزوجية "هو تقليل من مكانتها" ولذلك تصر على الانفصال "او دفع مبلغ من المال كترضية لها حتى يكون رد اعتبار لها ودرسا يتعلم منه" زوجها. اما الزوج فيقول انه اعتمد هذه التسمية من باب الحفاظ على الخصوصية وعدم معرفة من هم بجانبه ان المتصلة هي زوجته على حد قول الصحيفة.
من جهتها، عبّرت أم هيثم (معلمة) عن استيائها من قيام بعض الأزواج بوضع أسماء لزوجاتهم بألفاظ غير مناسبة تثير الضحك أو الغضب. وعن أغرب اسم سمعته من صديقة لها يطلق عليها زوجها في جواله قالت "أغرب اسم هو "شوكة في الحلق" مع ذلك كانت الزوجة غير مستاءة من ذلك، وتقابل ذلك بسعة صدر، وتعتبرها من باب الدعابة". في حين اختار خالد المالكي مسمى "الجنائية" ويري هذا المسمى يليق بزوجته التي تسبب له التوتر والقلق في اتصالاتها وسؤالها عنه باستمرار، مع ذلك يرى أن هذا المسمى من باب الحيطة والحذر، لأن جواله كثيرا ما يقع بيد أصدقائه، فهذا المسمى يجعله يشعر براحة في عدم انتقال رقم زوجته للغير ولو بالخطأ.
أما خالد عمر (موظف) فيرى أن أفضل مسمى لزوجته بجواله "الراتب" لأنها لا تتردد في صرف الراتب آخر الشهر بطلبات مختلفة للأطفال والبيت دون رحمة أو مراعاة . فيما يطلق أبو سلطان على زوجته في الجوال مسمى "سعيد الهندي"، لاعتباره الاسم محيّراً لمن يراه على شاشة الجوال، لكن لا يعرف أنه للزوجة، وأيضا للحفاظ على الخصوصية. في المقابل، نقلت الصحيفة عن أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محمد المطوع أن "هذه المسميات غير اللائقة أو المستفزة للزوجات ليست من الخصوصية التي يدعيها بعض الأزواج أو الرمزية، بل تدل على العلاقة بينهما".
وحذر من المسميات التي يطلقها بعض الأزواج على زوجاتهم داخل البيت، "فهذا أمر خطير ويكون بمثابة الطلقات النارية التي توجه لقلب الزوجة يسمعها الأبناء حينما يتلفظ بها الأب أمامهم، وتنعكس بشكل سلبي على الأبناء في المستقبل".
http://www.alarabiya.net/articles/2009/10/18/88427.html
التعليقات (0)