جميعنا نرغب ان نكون مشهورين ... منذ سنوات الطفولة الاولى ونحن نحلم ونحلم بالشهرة وبكافة الوسائل التي يتيحها لنا الصندوق العجيب ، وسائل قد تكون شرعية ومحرمة .. المهم ان نكون مشهورين اما الباقي فلا شان لنا به.
ذات مرة سألت نفسي ماهي الشهرة وماهي جذورها واهدافها وهل من الممكن ان نكون مشهورين بوسائلنا الحياتية العادية بعيدا عن سرقة افكار الاخرين ونتاجاتهم في الحياة ؟ .
للاسف لم التقي اشخاصا مشهورين في حياتي كي اسألهم كيف ومتى واين طرقوا ابواب الشهرة .
احيانا تسوق لنا الصدفة اناس ذاقوا طعم الشهرة وهم يتحدثون باستمرار عن تجاربهم في الحياة وماقاسوه من مراره في سبيل الحصول على النتائج المرضية التي ستمهد الطريق نحو الشهرة والعالمية .
الشهرة بالنسبة لنا نحن بني البشر سلعة ثمينة ندفع الغالي والنفيس في سبيل الحصول عليها هي كقطرة الماء التي لولاها لهلكت جميع الكائنات .
الملايين يعشقون الشهرة ويحلمون بها ، والقليلون منا يعتبرونها شيئاً لا قيمة له فوجودها من عدمه شيء واحد لا يختلف عن الاخر.
رجال اعمال وفنانون ورياضيون ومطربون وغيرهم ، من غير الشهرة لا يستطيعون الترويج لبضاعتهم فهم اناس عاديين من غير تسليط الاضواء ، ومن تسليط الاضواء والنجومية تأتي الشهرة اليهم تابعة غير متبوعة .
جميل ان نكون مشهورين على قدر اعمالنا ، فالكاتب يكون مشهور على قدر نقد وتقدير الناس لكتاباته ، والرياضي يكون مشهورا على قدر الجهد المبذول ، والتاجر يكون مشهورا اذا ابتعد عن طريق الكذب والرياء وخداع الاخرين ، والطبيب يكون مشهورا عندما يدفع الالم عن مرضاه ، وهكذا .
الشهرة ليست بتسليط الاضواء عليك وتهافت المعجبين للحصول على توقيعك او تدافع الصحفيين للحصول على تصريح منك ، انما الشهرة هي ان تتواضع للناس وتمد يد العون لهم اذ ما حتاجوا اليك يوما ، الشهرة هي ان تحترم اراءهم وتصغي اليهم باستمرار ، الشهرة هي ان تكون كلماتك كلها رقة وحنان لا ان تكون خنجرا تطعن به احاسيسهم ، ان تنصر مظلومهم على ظالمهم ، ان تعيد كل الحقوق الى اصحابها ، عند ذلك ستكون نجما مشهورا ساطعاً في السماء.
التعليقات (0)