لكي تكون العودة آمنة
يوم واحد يفصلنا عن العودة الحضورية لطلبة المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال، شهور مضت والتعليم عن بُعد في حالة انفصال بين المعلم والمتعلم، لم يذكر التاريخ البشري أن تلك الحالة سبق أن مرت على البشرية من قبل، إجراءات العودة الآمنة جُلها مرتبط بالإجراءات الوقاية من لبس كِمامه وتباعد بين الطلبة الخ، تلك الإجراءات المفصوح عنها يقابلها إجراءات لم تفصح عنها وزارة التعليم لأنها من صميم العمل التربوي، الإجراءات الغير مُعلنه تتمثل في حسن استقبال الطلبة بعد طول إنقطاع والتعامل معهم خصوصاً في الأسابيع الأولى معاملة اشبه ما تكون بمعاملة الضيف، فالطالب أو الطالبة سيعيش مهما كان عمره حالة من القلق والرهبة ويحتاج إلى تخفيف وحسن معاملة لتجاوز تلك الحالة الخطيرة والتي قد تتسبب في ظهور حالات تنمر بين الطلبة وهروب من المدرسة وعنف تجاه المعلم.
التأقلم طبيعة إنسانية وبيولوجية يشترك فيها الإنسان والحيوان والنبات أيضاً لكنها قد تكون صعبة إذا لم تجد العون والمساعدة من قبل القائمين على العملية التعليمية، قيل ويقال أن ما بعد كورونا لن يكون كما كان قبل، صحيح فهناك الكثير من المفاهيم تغيرت وهناك إجراءات تحولت بفعل العادة إلى سلوك يُصعب التخلص منها بسهولة، هناك من يرفض عودة الطلبة لمقاعد الدراسة في الوقت الحالي معللاً ذلك ببرودة الطقس وتفشي الانفلونزا الموسمية، العودة الحضورية امرُ لا مناص منه وبما أن المجتمع وصل لنسبة تحصين عالية ومنحنى الجائحة ما يزال ضمن الحدود المقبولة، عودة المدرسة عودة للحياة فورتين الأسر سيتغير وستبدأ عجلة اليوم في الدوران بشكلِ طبيعي وفق نواميس الكون وقاعدة " والصبح إذا تنفس " وفي هذه الآية تشبيه بلاغي واستعارة تصريحية يعلمها أهل اللغة والبلاغة ..
التعليقات (0)