يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ).
ويقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (لا تذهب الدنيا حتى تصِير لِلُكَع بن لُكَع )  أي  أحمق وسفيه ومن الأراذل يملك الدنيا ويملك الناس ويدير شئونهم  وهو كما وصفه عليه الصلاة والسلام - لُكَع بن لُكَع ، أيها الإخوة ولأخوات ما أجمل هذه الكلمة وما أصعبها لما تحمل من معاني ومشاعر وها نحن ليوم نعيش الزمان الكع بن الكع بل يصعب أن تجد  دولة واحدة في عالمنا اليوم لا يحكمها و  يديرشئونها  لِلُكَع بن لُكَع  أن الذي أخبرنا بها هو رسول الله بتعليم من ربه ونحن اليوم نراها كما أخبرنا رسول الله . 
إن الوضع الذي نعيشعه ونراه اليوم  هو بدون شك  الزمان العجائب والغرائب و الزمان الُكَع بن لُكَع
 حاكم يقتل شعبه 
أخ يطعن أخآه
ولد يضرب أمه
لاتستغرب فإننا في الزمان الُكَع بن لُكَع
قال تعلى  .(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ).
نعم يا عباد الله- اقتربت وأزفت ؛
لكن هل من مستعد لها ؟
هل من متجهز لها ؟
اجل الشكوى تتكرر من عقوق الأبناء للأباء ، الناس إخواناً في العلانية ، يصافح بعضُهم بعضاً، ويوَدُّ بعضُهم  بعضاً، فإذا خلا كل منهم  إلى صاحبه وإلى نفسه لَعَن أخاه وسبه واغتابه وشتمه
هم على صراط واحد، وعلى عقيدة واحدة، إخوان لكن في العلانية ، فإذا كانوا في السريرة رأيتهم أعداء متباغضين متلاعنين يحذر بعضُهم من بعض قال عليه الصلاة والسلام (سيكون في آخر الزمان -واسمع إلى هذا اللفظ ، آخر الزمان ، أي : إذا وقع فاعلم أن هذا الزمان هو آخر الزمان ، والساعة قريبة - قال : خسف وقذف ومسخ ) وفي حديث صحيح آخر: ( أن منهم من يُمْسَخ إلى قرد ، ومنهم من يُمْسَخ إلى خنزير - أجارنا الله وإياكم - قيل : ومتى ذلك يا رسول الله ؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقَيْنات ) أتعرفون مَن هُنَّ القَيْنات؟ إنهن المغنيات اللواتي قد انتشرن في هذه المجتمعات،
ياعباد الله
لقد كان الله صبحنه وتعالى  يمسخ البشر ويجعلهم  قردة وخنازير قبل بعثة  سيدنا  محمد صلى الله عليه وسلم  ولما  بعث  الله  سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  بالقرأن الذي لا يعترفون به  دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم  ربه ان لا يمسخ البشر فى الدنيا    بل يتركهم الى يوم القيامة  و يفعل بهم ميشاء  فستجاب  له ربه  لكن الله ترك مسخ القلب  فإن المعاصي  والقبائح  ما تزال  تتكاثرعليه حتى تمسخه  كما تمسخ الصورة ، فيصير القلب على  قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه  وأعماله فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير لشدة شبه صاحبه به ، ومنها ما يمسخ على قلب كلب أو حمار أو حية أو عقرب كل وحد بحسب عمله ، وقد شبه الله تعالى أهل الجهل بالحمر تارة وبالكلب تارة وبالأنعام  تارة  وربما وصل الأمر إلى المسخ التام في أخر   الزمان ، وهو مسخ الصورة مع القلب كما حصل لبني إسرائيل حين جعل الله منهم القردة والخنازير
وهذا الانسان ليس بأعمى  وإن كان فاقد البصر، قال تعالى "فإنه لا تعمى الأبصر ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".
يا رب لا تجعلنا من هؤلاء اللهم لا تجعلنا من الذين لا يظنون انهم الى ربهم راجعون ومحاسبون امين يارب العالمين 
اللهمّ لقدْ عَمَّ في عالمِنا الظّلْم
اللهمّ لقد غابَ في عالمِنا العَدْل
اللهمَّ لقد فجَرَ في عالمِنا القوِيّ
اللهمّ لقد سُحِق في عالمِنا الضعيف
وانتشرَ اليأسُ إلاّ مِنْ رَحْمَتِك
وانحَسَرَ الأمَلُ إلاّ في مَعونتِك
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
بوجمعة بولحية.

boujemaa1@hotmail.de