مواضيع اليوم

لكم دينكم ولي دين!

بوجمعة بولحية

2012-03-25 23:56:08

0

   لكم دينكم ولي دين!
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
الحمد لله الذي سبقت رحمته غضبه وسبقت محبته بغضه وسبق رضاه كرهه لا إله إلا هو، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وأمرهم بأعظم أمر ألا وهو التوحيد حيث قال عزَّ من قائلٍ."وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
التوحيد منهج والشرك منهج آخر وهما متباينان أشد التباين فالتوحيد منهج يتجه بالإنسان مع الكون إلى الله وحده لا شريك له ويحدد له الجهة التي يتلقى منها عقيدته وشريعته وقيمه وموازينه وآدابه وأخلاقه بل وكل تصوراته عن الحياة وعن الوجود وتصوراته لما بعد الموت والحياة وهذه الجهة هي الله تعالى والله تعالى وحده وعلى هذا الأساس تقوم الحياة غير متلبسة بالشرك في أي صورة من الصور
وأما منهج الشرك فسبله معوجة متعددة ومناهجه كثيرة متشعبة وعقائده مختلفة متباينة كمثل قوانينه تختلف اختلافا كثيرا ولا تكاد تتفق في شيء إلا أنها لا تأخذ عن الله شيئا
فشتان ما بين المنهجين وما أبعد ما بين الطريقين فهذا سبيل وهذا سبيل ولا يمكن أن يلتقيا بحال من الأحوال أو في صورة من الصور أو وجه من الوجوه
وهذا المعنى هو الذي تقرره سورة الكافرون وتؤكد عليه وتغرسه في قلوب العصبة المؤمنة تجاه كل المذاهب الكفرية والمخالفة لمنهج التوحيد
وسورة "الكافرون" سورة من قصار المفصل (والتي تبدأ من سورة ق إلى آخر سورة الناس) آياتها ست آيات نزلت بمكة كما قال ابن مسعود وابن عباس والحسن وعكرمة
وسبب نزول السورة كما يقول ابن جرير وابن مردويه ورواه الطبراني عن ابن عباس "أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزّوجوه ما أراد من النساء ويطئوا عقبه فقالوا له هذا لك عندنا يا محمد وكفّ عن شتم آلهتنا فلا تذكرها بسوء فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة فهي لك ولنا فيها صلاح قال ما هي قالوا تعبد آلهتنا سنة اللات والعزى ونعبد إلهك سنة قال "حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي" فجاء الوحي من اللوح المحفوظ ( قل ياأيها الكافرون لاأعبد ماتعبدون) وأنزل الله ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) إلى قوله ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).
بوجمعة بولحية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات