لكل حادث حديث ...؟
من أخطر الأسباب التي فتكت بتاريخ المسلمين و حولتهم الى جثث هامدة لا حياة فيها هو عدم ايلاءهم الزمن المكون الاساسي للحضارة ،القيمة التي يستحقها في سلم الأولويات ، مما ألبس عليهم دينهم الحق و جعلهم يتيهون في دروب مدلهمة ، في حلقة مفرغة من الدروشة الحضارية و الفكرية ، دون أن يخرجوا من متاهة العود على بدء ؟
و ربما تعود متاهتهم الحضارية الى لبس في مفهوم الوحي الذي يفترض أنهم يتبعونه خطوة بخطوة - اذا ما أرادوا النهضة من كبوتهم الحضارية - كما فعل أنبياء الله دائما في احداث التغيرات الحضارية لمجتمعاتهم البشرية ...
و من موجبات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو استدعاء الداعية و الذي اسميه (البصائري الموحد) المقولة المناسبة للحظة التي يعيشها المسلم الموحد في مواجهة ملابسات الواقع المعيش ، فلا يعقل مثلا أن نواجه في العصر الحديث أوباما بفكر يماثل ما نواجه به السلفيين الذين يعتقدون اعتقادا جازما بأحقيتهم بالاتباع بل و أنهم الممثلون الشرعيون للإسلام الصحيح في العصر الحديث ...؟
فإن تطلب فرعون الذي يجهل تماما الاسلام في عصر موسى سلوك اللين و التقرب اليه قصد هدايته لطريق الحق فإن هذا الأسلوب يفقد اي معنى في مواجهة سلفيين يحرفون كلمات الله عن مواضعها و يصرون على خلط الأوراق بل وخلق اللبس بين الوحي الحق المتمثل في القرآن المجيد و بين مقولات بشرية نسبية منسوبة للنبي جمعت بعد وفاته بثلاث قرون ؟
فأمثال هؤلاء لا ينفع معهم اللين و لا التودد بل ينفع معهم الشدة و الغلظة التي أمر بها الموحدون دائما لمواجهة خصوم يعلمون جيدا تعاليم الاسلام ...
لذلك أعلن ابراهيم عليه السلام و قومه من الموحدين (العداوة و البغضاء ) في مواجهة المشركين الذين طالما تحاور معهم ابراهيم عليه السلام و أثبت لهم ظلال منهجهم في الحياة فلم يرتدعوا...
يقول تعالى موضحا ذلك : (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ( 4 ) ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم ( 5 ) لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ( 6
كما أمر رسولنا الكريم بالشدة و الغلظة مع قومه بعد أن ذكرهم بالحق فلم يرتدعوا : ({ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير } .
و لله الحمد على نعمة الايمان و تقبل الله صومكم جميعا .
مدونات الكاتب :
http://Islam3000.blogspot.com/
http://Daawatalhak.blogspot.com/
http://Almizenalislami.blogspot.com/
http://news.maktoob.com/story_list/816369
http://www.facebook.com/islam3000#
http://Islam3mille.blogspot.com/
http://quoraanmajid.blogspot.com/
http://www.elaphblog.com/daawatalhak
http://www.elaphblog.com/islam3000
http://www.elaphblog.com/islamonegod
http://Alwah.net/islamonegod
http://mohamedbenamor21.blogspot.com/
http://islam3000-islamonegod.blogspot.com/
http://islamonegod.blogspot.com/
http://tounes2014.blogspot.com/
التعليقات (0)