الحب مهبط سرِّي إلى حديقة هَنْدَسَتْها جغرافيا جوراسية بتضاريس شهوة براكين نائمة , تَبينُ من خلالها ربوات متثائبة وأعالي صاخبة ومنخقضات حميمية , تشقُّها جداول رائحتها بينما شهقاتها المكتومة تيجان أزهار برية وهي مضمومة تُشيع في الانحاء ارتجافات كتلك التي تدهم الجسد لحظة يشرع في الموت فلا يموت , يزداد توهجا بعنفوان لهفته .
لم يكن ثمَّت من حاجة للكلام ؛ كان الصمت شرط ازدهار اللحظة , والدفع أكثر بالمكان وكل تفاصيله إلى جهة الذهول , لذلك لم ير شيئا ؛ يزعم أيضا إن هي لم تر شيئا
يتلعثم الهواء ,اذ تجرح استقامة قامتها الفراغ ؛ لقامتها سطوة الريح غلى بياض الطقس ؛ بكسل خدِر تشرع نوافذ بلا درفات وتتفقد أصص نباتات زينة عند الشرفة .
حدثته عن عشقها الخرافي و ما ترتشفه من رحيق النشاوي وهي بين ذراعي معشوقها , حدثته عن الآلهة فيها ودمها الفوضوي واحتمالات انتمائها إلى فئة من نسل ليليت رأى ذلك في صمتها الحارق وما تتركه عباراتها من ندبات هي بعمق مهاوي لا قرار لها , حدثته عن خساراتها التي بعدد ما تطفئه من سجائر في منفضة لوعتها وتساءلت من أين يجيئها البؤس وكيف يكتمل رثاثة وعي , حدثته عن مزاجها الخائب أحيانا وما ينال روحها من وجع حار , رأى ذلك في كيفية تصفيفها لشعرها غير المرتب دائما , يخفي شيئا من وجهها , يُخفي شيئا منها , حدثته عن فساتينها وحليها وشغفها بعطر يشبه عطر سوسكيند حدثته عن مرآتها وتلك الغيمة التي ما فتئت ترتسم عليها كلما وقفت أمامها . سوف تعمل الحركة الأولى من السيمفونية 94 لهايدن من اجل إشاعة مثل هذا الجو الهذياني المرشوش بديماء غيبوبة لقاء خارج المسافة .
حدثته عن أسراب لقالق تحط على كتفيها اللاحمتين وتفتح أجنحتها سحائب يوم صيف على قمم بيضاء رأى ثلجا يذوب وماء يغسل قدمي السماء وسحرة يرددون تعاويذهم على إيقاع قرقرقة ضحكاتها ورأى كهنة يبارحون مواضعهم من التيبت إلى قمم أعلى ويشطحون عراة .
كانت تمشي وتجيء ولا تهدأ ؛ وكان المكان حولهما فوضى كخطوتها ا لمستهترة ؛ كرائحتها البرية ؛ كطريقة تدخينها وهي لا تكف عن تدوير السيجارة بين أصابعها ؛ كقامتها تسطو على المكان ؛ حدثته عن مدينة زارتها البارحة وسوف تعود إليها اليوم وغدا بل سوف تضمها إلى ممالكها , مدينة خارج مدار الجاذبية حيث لاشيء مستقر ؛ حيث الجسور أهات والطرقات تعبدها اللهفة والجدران يثقبها التحديق إلى الأبعد والمباني لن تكون هناك مباني ... فقط عربات مجرورة على ظهر سلاحف لن تضل طريقها إلى النهر؛ حدثته عن قلبها , رآها تصعد حيث سقف الغرفة و لا تقع رآها تفتح بذكرياتها شبابيك ,تخلع أخري , تغلق أخرى , تنكسر درفات , يقع الزجاج شظايا وتحلق عصافير دون أن تحط .
كانت امرأة من ريح اخرى رآها مزيجا من أساطير قديمة حقيقية وأساطير لم تحدث أبدا .
في الحقيقة ؛ هي لم تقل شيئا على الإطلاق وهو لم ير شيئا أيضا كل ما في الأمر إن حدسه حدثه عن ذلك وهي تجلس أمامه صامتة
التعليقات (0)