تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بالعمل على الإطاحة بالسلطة القائمة في دولة جنوب السودان، ودعا إلى “تحرير” جنوب السودان من الحركة الشعبية.
وقال البشير في كلمة ألقاها أمام تجمع شبابي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم الأربعاء “من الآن فصاعدا شعارنا هو تحرير المواطن الجنوبي من الحركة الشعبية، وهذه مسؤوليتنا أمام إخواننا في جنوب السودان”.
ووصف البشير الحركة الشعبية لتحرير السودان بـ”الحشرة”. وقال “لا يمكن أن نقول لها الحركة بل نقول لها الحشرة، وهدفنا القضاء على هذه الحشرة نهائيا”. وأضاف البشير في لهجة تصعيدية “هناك خياران، إما أن ننتهي في جوبا أو ينتهوا في الخرطوم، وحدود السودان القديمة لا تسعنا نحن الاثنين”.
وشدد البشير على أن الجيش السوداني سينتصر في المعركة التي تدور مع جنوب السودان في منطقة هجليج التي تنتج جزءا مقدرا من إنتاج السودان من النفط. وقال “خلال ساعات قليلة ستسمعون أخبارا طيبة من إخوانكم في هجليج”. وأضاف “هجليج ليست (المعركة) النهائية، النهائية ستكون في جوبا”، عاصمة جنوب السودان.
وجاء كلام البشير أمام نحو 3000 شاب من حزب المؤتمر الوطني، وهم ينشدون أغاني جهادية. وذلك بعد أن أعلن الجيش السوداني الجمعة الماضي شن هجوم مضاد لاستعادة منطقة هجليج التي كان جيش الجنوب سيطر عليها قبل أكثر من أسبوع.
وأكد الجيش السوداني السبت أن قواته باتت على بعد بضعة كيلومترات من مدينة هجليج، غير أنه توقف عن نشر معلومات ملموسة حول الوضع الميداني منذ ذلك الوقت.
وهذه المواجهات هي الأعنف بين الجارين منذ أعلن جنوب السودان استقلاله في يوليو/تموز 2011 في أعقاب استفتاء نص عليه اتفاق السلام الذي وضع حدا لحرب أهلية أدت إلى مقتل مليوني شخص بين 1983 و2005.
على الجانب الآخر نقل مراسل الجزيرة نت في جوبا ميثانق شريلو عن كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم قوله إن الخرطوم لن تستطيع استرداد منطقة هجليج بالقوة، وعليها أن تعود إلى طاولة التفاوض من أجل إيجاد الحلول للقضايا العالقة بين الطرفين.
وشهدت مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان الأربعاء تظاهرت حاشدة نددت بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وهتفت لإسقاط نظام البشير، وطالبت برفض وساطة رئيس اللجنة الأفريقية ثابو مبيكي.
وقال أموم أمام الحشد “على الخرطوم ألا تفكر في الدخول لهجليج بالقوة، لأن هذا ليس في صالحها، ويجب عليهم التفكير في التفاوض بدلا عن أي شيء، وجنوب السودان ليس لديه أي مشكلة مع الشعب السوداني، وعلى المواطنين السودانيين الاطمئنان”.
وقال المتحدث باسم تجمع شباب جنوب السودان جيمس ماكور الذي نظم التظاهرة إنهم يهدفون للتعبئة لصالح قرار الحكومة بعدم الانسحاب من هجليج ودعم الجيش الشعبي.
وتوافد المئات ممن شاركوا في المظاهرة على مقر القيادة العامة للجيش الشعبي مهنئين بما عدوه “انتصارا تحقق في هجليج”.
من جهته قال نائب وزير الدفاع بجنوب السودان مجاك أقود “إن الجيش الشعبي لن يتراجع عن المنطقة مهما كانت الأسباب، ولدينا القدرة على حماية الحدود والحفاظ على كل شبر من أراضي جنوب السودان”
التعليقات (0)