تاريخ النشر: الاثنين 28/2/2011م الساعة 20:57م
لقد سئم الشعب الفلسطيني الصمت عن الأحاديث المتداولة عن قرب المصالحة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام ، ولقد وحان الوقت لنفتح حوار ليس بجديد على الساحة الفلسطينية لنرى ما هي الخطوات التي جدت على ذلك المسلسل الذي لا تنتهى حلقاته في سياسية تجد بها حماس مبرراً لكسب مزيداً من الوقت في تأجيل الحوارات يوما فشهراً فسنوات ولم تضح الرؤية وأن الأجواء غير مهيأة بعد لإجراء ذاك الحوار.
ماذا بعد د.نبيل شعت عندما يهل علينا سامي أبو زهري ويفاجئنا بتصريحات نارية لحركة أرادت للإنقسام حياة لها، عندما يقول أن تصريحات د.شعت لا تختلف كثيراً عن تصريحات سلام فياض أو غيره من قيادة فتح، فحركة فتح تتخبط ولا نعرف ماذا تريد بالتحديد فتارة يتحدثون عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تم يتراجعون، ويتحدثون عن انتخابات تشريعية ورئاسية تم يتراجعون، لماذا يتحدث بهذا الأسلوب يا ترى هل فعلاً حماس قوية لدرجة استهتارها بالمصالحة وحركة فتح، أم أن حماس تنتظر دور عربياً أو دولياً كوسيط بين فتح وحماس.
لا هذا ولاذاك ولكن السبب الوحيد بأنك لخصت موقف حركة فتح والسلطة الوطنية بأنك بانتظار رد قيادة حماس في اليومين القادمين للذهاب إلى غزة للتوصل الى اتفاق الوحدة، تاريخ فتح البطولي والنضالي كله يستحق لها أن تنتظر رد ، هل أنت فعلاً على أمل الإتصال لتعود إلى غزة، ألهذا الحد هانت علينا حركة فتح ومعاناة أهلنا في قطاع غزة لننتظر حماس ، هانت في أعيننا فأهانتها حركة حماس بتصريحات أبوزهري وبئس المذكور الذي لا يشكل وزناً في تاريخ النضال الفلسطيني.
لماذا لم تتعلم حركة فتح الدرس أيلدغ المؤمن من الجحر مرتين ، صعب علينا التلاعب بمشاعر أهلنا في قطاع غزة ، لنتذكر قليلاً الزيارة التي تقمت بها د.شعت في فبراير 2010 ، عام مضى ومازالت المصالحة تراوح مكانها ليأت العام القادم بزيارة جديدة، حيث قال وقتها أحمد يوسف المستشار السياسي لإسماعيل هنية في 6/2/2010 إن كل ما نتطلع إليه مع الأخوة في فتح وباقي فصائل العمل الوطني والإسلامي هو التوصل إلى شراكة سياسية تحمي مشروعنا الوطني، وتعزز من قدرات شعبنا على تحدي الاحتلال ومواجهته، مرت سنة كاملة ولم يحققوا هذا التطلع، في حين نجد أن القيادي في حركة حماس محمود الزهار قال في 7-4-2010 إن حركة فتح غير ناضجة للمصالحة، معتبرا أن الطرف الغير ناضج للمصالحة هو من يمتنع عن التوقيع على ورقة المصالحة حتى اللحظة، هل نضجت حركة فتح يا د. نبيل الآن بعد مرور سنة من وجهة نظرهم، في حين بين أيمن طه القيادي في حماس في 13/2/2010 أن ممارسات الأجهزة الأمنية في قطاع غزة ستبقى مستمرة ضد حركة فتح إلى حين اتخاذ خطوات إيجابية وملموسة على أرض الواقع من قبل الحكومة في رام الله, رابطاً ملف المعتقلين وفتح مقار سياسية لفتح في غزة بتوقف ملاحقة عناصر حماس بالضفة الغربية، أي أن المربع الأول في الحوار جاهز بأي لحظة للعودة إليه فالتصريحات جاهزة لديهم لبتر كل يد تمتد للمصالحة الفلسطينية، ولا ننسى أن القيادي في حركة حماس خليل الحية قال إنه لا بديل عن الورقة المصرية وحضانة مصر للورقة المصلحة، وبما أن مصر حالياً فاقدة لزمام الأمور وممارسة دورها السابق، فإن المصالحة لا أهمية لها إلا بعد استرداد مصر عافيتها، فلا بديل عنها لمدة سنة من قرارهم فيها بأنها لا بديل ، إن رؤية حماس بالورقة المصرية الآن أن القيادة المصرية الجديدة غير مهيأة للحديث عن الشأن الفلسطيني الداخلي بحكم أن أولوياتها هي أولويات داخلية، مضيفا أن الورقة المصرية مرتبطة بالنظام المصري وأعتقد أنها لم تعد مقبولة بكيفيتها، لذلك نحن نتحدث الآن عن حوار وطني شامل يعيد ترتيب الأمور على الساحة الفلسطينية.
.لقد شعرت د.شعت في الزيارة الأولى عام 2010بسعادة غامرة وآمل أن هذا الانقسام سينتهي وأننا مقبلون على وحدة وطنية، فبماذا شعرت في زيارتك لغزة عام2011 هل هي كما كانت أم أن قواعد اللعبة تغيرت وأن السياسة الإقليمية في تحول ترى فيها حماس مصلحة بإنتظار انهيار الأنظمة العربية ثم تنظر للمصالحة وفق احتياجاتها الخاصة.
حين يتفوه أبو زهري بلسان حركة حماس بأنها لا تعول أي شيء على هذه الزيارة حيث أن أبناء حماس بالضفة يعتقلون وحملات القمع الأمنية مستمرة، ألا تجد أن المواقف تتكرر كما سبقتها بعام، فماذا تستخف القيادة الفلسطينية وحركة فتح بالكادر الفتحاوي مراراً وتكراراً حيث سبق وأن أنكرت حماس كل الحوارات التي تمت مع حركة فتح وأن مصير سكان قطاع غزة رهنها يعانوا الويلات تلو الويلات من قمعها لهم ، في الوقت التي تحدثت فيها أبناء الحركة وقيادييها وكتابها مراراً عن لا أمل في الحوار مع حركة حماس ألم تتضح الرؤية للسلطة الوطنية وقادات الحركة بعد ، وعندما يتهم أبو زهري حركة فتح بأنها تخطط لإعادة الفوضى الأمنية بقطاع غزة، وبالتالي لا يمكن السكوت عليه وعلى الأجهزة الأمنية بقطاع غزة العمل على إنهاء هذه الحالة، يجب أن نتذكر المربع الأول والتطاول على حركة فتح بالاعتقالات الممنهجة والأكاذيب المصدقة بتكرارها في إعلامهم، ونرى أن رؤية حركة حماس تسابق الزمن في قرار السلطة الوطنية الفلسطينية بشأن الإنتخابات المرتقبة حيث جاء ردها واضحا على لسان أبوزهري عندما قال كيف يمكن أن نقبل إجراء انتخابات في الضفة وغزة بينما يهمش الشعب الفلسطيني بالخارج والذي يمثل أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني، هذه الحكومة التي يجري الحديث عنها ما هي مرجعتيها السياسية؟، فحركة فتح تهرب من الإجابة عن الأسئلة المهمة التي ستوفر الحل للأزمة الفلسطينية الراهنة، على حد تعبيره.
حركتنا الموقرة ألا تجدون أن متاهات المفاوضات الإسرائيلية تتقنها حركة حماس جيداً وتتلاعب بنفس الأسلوب ونفس الإستفادة من عامل الوقت لإستنزاف القيادة الفلسطينية، إن الوقت التي نجد فيه أن السلطة الوطنية الفلسطينية دوماً حريصة على مصلحة الشعب الفلسطيني تلتف حماس بناطقيها وقيادييها واعلامها على هذه المصلحة لتعمق الخلاق والهوة بين طرفي الصراع والنزاع
لهذا كله إن حركتي فتح وحماس متوافقتين في القضايا السياسية ومتفقتان على كافة القضايا الخلافية يا د. شعت، ولكن لا تنظر رد من قيادة حماس في اليومين القادمين للذهاب إلى غزة والتوصل إلى اتفاق الوحدة ، لان حركة حماس تتابع عن كثب تطورات الأحداث في المنطقة العربية ، وتتلاعب بمشاعر المصالحة الفلسطينية التي عهدناها دوماً بسلسلة خطوات تفاوضية لترجع بالحوار إلى المربع الأول والناطقين والقياديين جاهزون لإعادتها لما كانت عليه.
التعليقات (0)