بثت قناة الجزيرة القطرية واسعة الانتشار أخيرا برنامجا يناقش الاستقرار السياسي في موريتانيا ، قاد الحوار – كغيره من سلسلة في العمق – الإعلامي السعودي البارز علي الظفيري .
بدا الحوار شيقا و مثيرا وناضجا وصاخبا وهادئا وعميقا وسطحيا إلى غير ذلك من المتنقضات الكثيرة في عالمنا الموريتاني الذي يكتسيه الكثير من الغموض الواضح بالنسبة لي والكثير من الوضوح الغامض بالنسبة لضيف رابع نسيت الجزيرة استدعائه كان يجلس إلى جانبي .
المهم ضيوف البرنامج الثلاثة الآخرين الذين لم تنسى الجزيرة استدعائهم كان على رأسهم النائب البرلماني المصطفى ولد بدر الدين ( أو ولد بدر الصين كما يمازحه الكثير من أبناء عمومته والساخرون السياسيون الكثر في بلادي ) الرجل كما هو معروف عنه مشاكس قوي ، يقول ما يريد وفي أي وقت يريد ولم تكن الليلة من أخف لياليه في انتقاد النظام "السيعسكري" – إن صحت العبارة – أما الضيف الثاني فهو المختار ولد داهي قيادي في حزب الاتحاد ، ويبدو من خلال الحديث أنه كان واحدا من المتفوقين دراسيا ، فقد درس وراجع لهذا اللقاء جيدا ، وقد نال درجة امتياز بجدارة عما انتدب له ، واعتقد أن رئيس الجمهورية سيكافئه بمنصب أهم من قيادي في حزب الاتحاد .
الضيف الثالث وهو المهم جدا والمعني بهذه الكلمات هو عمدتنا عمدة بلدية عرفات التواصلي الجميل الذي جلس في المكان الخطأ ، فعلى الرغم من أن الحزب الذي ينتمي له من أفصح الأحزاب الموريتانية وأكثرها قدرة على التعبير ، إلا أن عمدتنا الفاضل بدا تائها وموقفه ضبابي جدا بين فصاحة وقدرة ولد داهي على التعبير السريع وتغيير مسار الحوار ، وبين حنكة وخبرة ولد بدر الدين ، والأدهى أنه جلس بين الاثنين ، فأخذ الحوار يتدحرج من التركمات والجمل القوية السريعة التي يطلقها ولد داهي ، ليقع في برودة وتأتأة السيد العمدة .
وعلى العموم - وفي ختام البرنامج الذي تحفظت عليه موريتانا قبل أن يبث - فأعتقد أن ولد بدر الدين خرج من البرنامج كما دخله مشاكس قوي ، وولد داهي ضمن منصبا رفيعا في تشكيلة وزارية قادمة ، والعمدة الجميل أخفق في إبداء وجهة نظر تواصل ، والضيف الرابع الذي كان إلى جانبي ونسيت الجزيرة استضافته بقي ضيفا آخر في كل حوار يذاع ، وبقي هذا كله مجرد ملاحظات لا محل لها من الإعراب أبديتها على عجلة في موضوع لا يهمني .
التعليقات (0)