لقد تغيرت كثيرا ...وأنت لا تكذب ولكنك ما زلت تتجمل

هل شخصيتك ظاهرة في كتاباتك؟ ....
هل أنت هكذا يا أخي المدون؟ ...
أعتقد أن الإجابة وللأسف ....
..لا...
لأننا نبدي غالبا ما ليس فينا بالضبط ...ونظهره مع بعض التجمل... ولأن الإنسان ليس كاملا... وفيه من العيوب ما يجب إخفاؤه ...ولأن الستر نعمة من الله فلماذا لا نستر عيوبنا.؟ ...إن الذي هو من ذاتنا من الجسد نخفي منه الكثير لأن ذلك هو المتفق عليه والمقبول ...وإذا ظهر من الإنسان شيئ من الذي اتفقنا على إخفائه يلقى منا كثيرا من العتاب وربما الإحالة إلى المحاكمة..وكذلك الكثير من المعنويات والأفكار والأخبار لأن بعضها مرفوض ولذلك فنبقي عليه طى الكتمان حيث إن ظهوره يجلب الكثير من العداوات والمشاعر السيئة وقديما قيل (لو تكاشفتم ما تدافنتم) ويقول الناس أن المجاملة جزء من الحكمة شرط ألا تصبح مبالغة تصل إلى النفاق والقليل من المدح مقبول ومطلوب.... ولا يسمح بأي قدر ولو بالقليل من الذم....ونعود للقول أن كلامك لا يكشف عن شخصيتك بشكل تام ولكنه يفصح عن اتجاهاتك الفكرية وأخلاقك العامة بقدر ما يكون فيه من صدق وكذلك ما تكتب ....ومن كل ذلك لا يمكنك أن تحكم على شخصية بالظاهر ولا بالكلام ولا بالكتابة ولكن الأفضل أن تؤجل الحكم حتى تتعامل معه معاملة مادية باللقاء والصحبة وتبادل المنفعة واختبار الشدائد ومقابلة الأقدار الصعبة ...كل هذه الأفكار تشهد أن الإنسان صندوق مقفل مفتاحه ليس متاحا لأحد وأنه نفسه مخلوق لا يعرف نفسه حيث يتغير بصورة مفاجئة إذا تعرض لاختبار لم يحسب له حسابا أو تغير وضعه المالي أو الاجتماعي وانظر إلى نفسك اليوم مقارنة بعدة أعوام مضت تجد أنك تغيرت كثيرا ...لقد تغيرت كثيرا يا أخي القارئ