عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله، فأتته امرأة، فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها، فلما قعد مقعد الرجل من امرأته أرعدت فبكت، فقال: ما يبكيك أكرهت؟ قالت: لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط، وإنما حملني عليه الحاجة، قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط، قال: ثم نزل، فقال: اذهبي والدنانير لك، قال: ثم قال واللهِ لا يعصي الكفل ربه أبداً، فمات من ليلته، وأصبح مكتوباً على بابه قد غفر للكفل)) [رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي].
ماذا لو تأخر قليلاً؟ ماذا لو لم يتب في تلك الليلة؟ ماذا لو واقع تلك المرأة، وقد قعد منها مقعد الرجل من امرأته؟ ماذا لو هجم عليه هاذم اللذات وهو سادر في غفلته منغمس في شهوته؟ كيف ستكون خاتمته؟ فهل نبادر إخوة الإيمان بالتوبة إلى الله قبل أن يوافينا الأجل؟
هل نستغل فرصة الحياة قبل أن تنصرم، ونحن في لهو وغفلة ؟؟!!
أخي الكريم:
لنتذكر أن الله كريم جواد تواب رحيم بر رحيم يفرح بتوبة التائبين: ((يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)).
يقول -جل وعلا-: ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة)) [رواه الترمذي و صححه الألباني].
فهل نبادر بالتوبة ونتقرب إلى الله ليتقرب إلينا - سبحانه - بفيض بره وجميل إحسانه، عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربه قال: ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) [رواه البخاري].
فالبدار البدار قبل فوات الأوان.
التعليقات (0)