مواضيع اليوم
لقد توفي مايكل جاكسون و بحكم العلاقة البشرية التي تجمعنا به فمن واجبنا أن نتمنى له الرحمة على الطريقة المسيحية. وكغيره من المشاهير فان أذيال الإشاعات تلتصق بهم سواء في الحياة أو الممات.
.عندما علمت بخبر الوفاة صدفة على أثيرالأنترنيت ،و بين أمواج هذا الأخير كانت تعليقات و آراء إخواننا في الدين تطل بكل ثقلها الساذج و الغبي.و أكاد أجزم بأننا نحن العرب بنا خلل ما.لقد تحدثوا عنه كأنهم افتقدوا أعز ما يملكون.أحدهم يحلف بأضخم أيمانه بأن الفقيد مسلم و آخر وضع شروطا للترحم عليه؛قال إن كان مسيحيا هذا يكفي و إن كان مسلما حقا فليدخله الله فسيح جناته و آخر قال رحم الله كل المسلمين أما بالنسبة لمايكل فالله أعلم….و آخر احتج على جعلهم للراقصين و لاعبي الكرة أسطورة في حين أصبح رجال الدين في نظره أضحوكة؛ سامح الله هذا الأخير كأنه يعيش في جزيرة الواق واق ؛ألا تصله أصداء رجال دينه الذين أصبحوا عملة داخل الأنظمة العربية ؛حتى إذا عبروا و أفتوا فإنهم يفتون في أجهزة الذكر و الفروج و النكاح …كل فتاويهم تقريبا هي صكوك غفران بين الأنظمة العربية و المواطن العربي. ؛ إننا نرى رجال الدين ضيفا ثقيلا خارجا عن السياق.ليتفضلوا و يفتوا في الأنظمة العربية الفاسدة و ليتركوا أمر النكاح للقنوات العربية المختصة في القوادة..
من المنطقي أن العرب الذين تأسفوا لرحيل مايكل جاكسون لهم نصيب من الحق في خيارهم اللاإرادي؛لأن العرب في حاجة إلى بطل يتوهمون فيه أمنياتهم الغير المتحققة على أرض الواقع.لقد توسع الوفاض على القواد العرب فلم يعودوا أبطالا كما يجب؛و إلى حدود الآن لم يجرؤ المواطن العربي على الجهر لهم بأن البطولة غير وراثية و لا تكتسب.
لقد صار العربي يتلذذ بما يحققه الآخر من انجازات و صار الشاب و الكهل و الشيخ على حد سواء يتلذذون بأن اللاعب الفلاني بيع بميزانية يندى لها الجبين ؛كل ما في الأمر هو أن المواطن العربي لا يساوي فلسا في وطنه و لذا يتوهم نفسه هو المعني بهذه الصفقة أو تلك.و الإنسان العاقل من طبيعة الحال بعيد عن هذه المقارنات؛ و أنا لا أدعي التعقل إن كنت أعتبر نفسي غير معني بهذه الخرافات، لأن حربي اليومية مع كيس الدقيق تغنيني عن لوكي لأخبار الأبطال.و من جهة ثانية يكفينا أن بطولات قوادنا تفرض علينا فرضا.
و غريب أمر عربنا فان حاجتهم إلى البطل تجعلهم يستهلكون أبطالا لا يخدمون قضيتنا العربية المقدسة و على رأسها قضية القدس.و هذه القاعدة تطبق عندنا حتى نحن داخل الوطن العربي؛إذ هناك ما يسمى بنجوم لا يخدمون الأخلاق أولا و كل ما يخدمونه هو مؤخراتهم و جيوبهم و في الأخير يشبهون فتيات الدول العربية المضيفة لهم بالعاهرات..حقا إن كنت تلصصت داخل العروبة التي لا تمت إليها بصلة و تأتي على ميزانية بكاملها مقابل تدوير مؤخرتك أمام جمهور متعطش فافعل ما شئت، و زيادة فأنت تفعل ما تشاء..أما الآخر الذي قلز بأصبعه فهو لا يعلم بأن التقليز لا يستعمل في كل الحالات..و لا يجب الاعتذار.
بحكم وفاة مايكل جاكسون يجب أن نقارن الحالة بحالة ما يسمى بفنانينا ؛فنانو –هزي يا وزة و حطي يا بطة-؛ لنلاحظ الفارق؛و ربما نظلم مايكل جاكسون إن أدخلناه في حواراتنا الجوفاء؛يكفيه ربما أنه كان مثل جبل من الجليد يتآكل في صمت ؛و لم لا تكون شرارة اللهيب التي أذابته هي العنصرية البغيضة والتي جعلته يتبرأ من جلدته ظاهريا..
التعليقات (0)