بعد فراق طويل ,, اليوم قرر العودة لموطنه الذي هجره قسرا .. نعم الخروج من الوكر الذي انزوى به الدهر .. ساعود لوطني سأصلح ما تبقى واحاول اصلاح مايمكن اصلاحه .. سأبني وطني .. كله لهفة وحب واشتياق وتضحية ..
انه قرار شجاع منه ..
لاشك بان موطني ينتظرني .. بل سيحتضنني ......
اه ماهذا التجمع .. الوجوه تتشابه . .كلهم قرروا العوده الى اوطانهم .. لكن منهم من بكى واخر اشتكى .. منهم من قرر شد الرحال والعودة .. الكثير منهم رفضوا ولم يسمح لهم الدخول ..
بدى مصدوما .. وحائرا بين هنا وهناك .. أين انت ياموطني . تاهت عليه الكلمات وبدت الدموع تندثر ..
بدأ بالصراخ موطني اين انت انا عدت اليك .. انا من سكنك في فترة ما .. انا من ولدت لأعيش في احضانك ..
لاجواب ..
بعدها وبعد ان خف الزحام .. بدت الرؤى اكثر وضوحا ..
وفجأة رأى موطنا بلباس اسود .. متخفي الملامح .. سمع اللغه والهمس . لم يفهم اللغه لكن لاشك هو موطني فليس لي ان انسى ذلك الصوت بداخلي .. انه موطني فركض نحوه ..صارخا موطني ها انا هنا .
وهنا انتهى كل شيء .. الطريق مغلق .. فاللغه غير اللغه . والملامح كم تبدلت . كم تسلل لموطني الكثير من الغرباء .. حاول معه لكن لم يقابل الا بالصد فليس له ان يفهم مايقال ومن هو امامه .. فالغرباء كانوا كثر . جلس قليلا وبدى الحزن والاسى واضحا عليه ... اغتيل موطني .. قتل كل شيء تبقى به من حب وحنان وتسامح ..
كم حزين ان لايجد الضمير مكانا له عند صاحبه بعد كل هذا الفراق . .
هل يضطر الانسان احيانا للعيش دون ضمير ؟؟
وهل لنا ان نتقبل اعذار من الذي بلا ضمير؟؟
التعليقات (0)