آذار!!!!... بقلم:إبراهيم بركات
10 March, 2009 06:29:00
حجم الخط:
آذار بوّابة الربيع الكردّي ، بكل ما تحمله من الغرائبية المدهشة,- الذهول.حتى للفحات آذار وهجها المتألق, كما وخزاتها الموجعة.
يأتلف فيه الشك واليقين , كما الحزن والفرح ،
آذار لحّظة البدّاية للأرتطام الحلم بالعدم ,
ليغدّو ربيعنا أول غيث ليقظتنا القادمة ,
دون أن يتحّول الخرائط إلى أراجيج تائهة في محيط الأرض
ليبدأ التاريخ من حيث أنتهت دواليك الرهبة والخوف
ويستمر المشهّد بعبثية لامتناهية إلى نهاياتها المنفلتة
بوشاحه الأسود حيناً ،
اللاهب" نوروزنا " أحياناً بكرنفالات .... ,
فكان آذار طريق الجلجلة , يحمل الكردّي صليب آلامه
ويرّتل على مذبحه ترتيل قيامته ,
أومشاعيّته الأولى فالأمر سّيان ....
قلّ ما شئت,
فأنت كردّي ,
حفيف أشجارك, ليس له أسم في خانة ميلادك
وحجارة الوادي لا تقوى
على النطق بكردّيتك, ولا تتقن هيجائية حروفها
إيها الهادر نحواللاشيء ...!!
أي ريحٍ ستكتبك على كرارّيس الشمّال
بلغة لا يتقنها سواك, وأسراب الحمام ,
والموت أن شئت, ينتظرك ،
على المفارق والطرّقات
إيها الواقف هنا ,
أنتَ هُنا , شئت أم لا ,
تستاء منكَ كرديتك, كما عشيقتكَ, لئلا تتأخر عن موعدكَ اللاحق .
أنت الطريد ,
والحجل يصّطاد ماء وجهكَ
ليتوضأ آذاركَ كما أنت, من دمٍ ولهبٍ ونار,
تلتمّس آذاركَ قمر " قامشلو" في في يومه الحادي عشر
للحظات سيدّاهم الذاكرة أخيلالاً ما ,
لتقف في بهو تاريخٍ يتوازن فيه الحلم,
وصفّعة ذوّي القرّبى, في آن .
أنت هُنا الآن ,
طريد المساءات الحبلى بزهوكَ, والنيازك تهوي على
"حلبجة" لتنام ملىء عينيكَ , كزوبّعة الأنس والجن
تنام وتصحو, على صخب أوجاعكَ، والمدّن تحمّل تمائمكَ في مضاجعها
دون أن تسترق النظر إليكَ , العابرون, والمارقون
وحدكَ الضحية ,
تمزقكَ التقاويم , رغماً عن عبث التاريخ, وتلاوين الجغرافية الباهتة
يتعب منكَ المقابر
ويجتمع الآلهة على عشاؤكَ الأخير,
ودون قراءة " الفاتحة "
تبدأ المراثي منك,.... في سورة القدر
ودون توّجسٍ وحذر،
سينهض طائركَ الفينيقي ، من زحمة الذاكرة
وبحبره الأرجواني ، سيرّسم خرائط , ميدياكَ , ومهابادكَ ,
وكل شظايا أشلاءكَ,
ثمّ يكتب إنتمائكَ إلى ذاتكَ وحدّها,
ذاتكَ الكردّية فقط ....!!!!
barakat9@msn.com
التعليقات (0)