قبل ثلاث سنوات نشر موقع ديبكا الالكتروني المعروف بعلاقاته مع دوائر الاستخبارات الإسرائيلية تقريرا حول الموطن البديل للفلسطينيين فتم تداول اسم سيناء المصرية كحل لقيام الدولة الفلسطينية، بدا التقرير في حينه اقرب الى الدعابة الاستراتيجية، لكننا مع بدايات ربيع الخرف العربي تحولت الدعابة الى قناعة و ازدادت قناعتنا عندما تحول الخرف من تونس الى مصر في يوم جمعة الفوضى.
حينما كانت تصدح حناجر عيال الفايسبوك بإسقاط النظام طلبنا من الفريق سامي عنان بوصفه الوصي على المؤسسة العسكرية المصرية تحمل مسؤوليته التاريخية في الحفاظ و حماية الشرعية الديمقراطية بدل الانحياز الى الشرعية الثورية لإدراكنا ان الشرعية الديمقراطية و ان كانت ستؤدي الى وفاة الالاف لكنها ستبقي على الوطن و أمن ملايين البسطاء الذين يحبون الارض و التراب، أما الدخول في لعبة الوقوف الى جانب الشرعية الثورية فيعني الدخول في المتاهات و المستقبل المجهول و المقامرة بالوجود، لكن السيد سامي عنان رأى في نفسه صانعا للتاريخ و اسما خالدا في أعظم ثورة عرفها التاريخ على رأي احد الكتاب الذي خانته ملكته الفكرية في خضم سكرة الخرف العربي.
على المصريين ان يستعدوا ليس لمجزرة ستاد بورسعيد فحسب بل للألاف من مجازر ستاد بورسعيد و لألاف حوادث ماسبيرو و شارع محمد محمود و شارع الشيخ ريحان و مجلس الوزراء و ان يستعدوا كذلك ليس فقط احراق المجمع العلمي بل احراق الاهرامات و التماثيل الفرعونية و كل ذلك التاريخ و الحضارة التي تناهز سبعة الاف سنة.
لا نعرف كلما وقعت احداث دموية في مصر يستحضر أشباه الكتاب و الكثير من الاصوات النشاز تلك الاسطوانة المشروخة التي يرددها دائما حكام بغداد الجدد منذ ثمان سنوات حول نظرية فلول النظام بغية احداث مزيد من الفتنة و الهرج و التحكم في العقول و استثارة الغرائز، و تتناسى أو تريد لها ذلك أن تحدثنا عن الفلول الايرانية و الفلول الامريكية و الفلول الاسرائيلية و الفلول و الفلول .......... لان باختصار مصر جائزة كبرى و لها من الاعداء ما لا يعد و لا يحصى.
ان أكثر العبارات استفزازا، تلك العبارات التي تتحدث على ان مصر تجتاز و باقي البلدان التي اجتاحتها الفوضى مرحلة انتقالية تستلزم سنوات حتى تعود الاوضاع الى الاستقرار و الحياة العادية، و هذا يعني ان تتحملوا فاتورة غالية من الدماء و الضحايا و التدمير و عمليات العنف و الاغتصاب، بمعنى حرب اهلية و ابادة جماعية متحكم فيها، و كان من الممكن و لأننا لا نحسن لغة التفاوض ان نحافظ على كل قطرة دم و كل وردة فيحاء لو أننا قبلنا بخطة الرئيس السابق حسني مبارك و اشرف على المرحلة الانتقالية حتى موعد الانتخابات الرئاسية فحفظنا ماء وجه الرجل و حفظنا ماء وجوهنا و استمر العامل في مصنعه و الفلاح في أرضه و المدرس في مدرسته و الموظف في مكتبه و اللاعب في معلبه و المشجع في مدرجه.
هي دعوة مرة أخرى الى الفريق سامي عنان الى العودة الى جادة الصواب لان الوقت مازال ممكنا و الاسوأ القاتم لازال قادما و هي دعوة كذلك الى كل واحد منا الى التأمل في هذا الحديث الشريف العجيب " من أهان السلطان ، أهانه الله "
لك الله يا مــــــصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
التعليقات (0)