لغز وفاة المرحومة جواهر ابو رحمة من قرية بلعين
توفيت منذ أيام المواطنة الفلسطينية جواهر ابو رحمة من قرية بلعين قرب رام الله ، وأفادت تقارير فلسطينية بان المرحومة قضت اثر استنشاق غاز مسيل للدموع أطلقه جنود من الجيش الاسرائيلي على محتجين خلال المظاهرة الاسبوعية التي تنظم في قرية بلعين احتجاجا على الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل ..
فيما ذكر الجيش الاسرائيلي اليوم ان التقارير الطبية الواردة من المستشفى الفلسطيني بخصوص المرحومة تطرح علامات استفهام كبيرة حول ما اذا كانت المرحومة قد شاركت فعلا في التظاهرة الاحتجاجية الجمعة الماضي والتي قيل بانها قضت فيها اثر استنشاقها كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع..
وتسائل المصدر الاسرائيلي حول سبب عدم التقاط اية صور للمرحومة خلال مشاركتها بالمظاهرة المذكورة او خلال عملية نقلها الى المستشفى اذا كانت في المظاهرة اصلا، رغم وجود عدد كبير من المصورين.. هذا ويرجح الجيش الاسرائيلي بان المرحومة قد قضت في المستشفى لسبب آخر غير معلوم.. مضيفا ان التقارير الطبية التي تلقاها الجيش من الجانب الفلسطيني ليست واضحة بشكل يمكن حياله الجزم حول سبب وفاتها.. علما ان الصحافة الفلسطينية لم تنشر كعادتها في حال وقوع اصابات بالجانب الفلسطيني، اية خبر بهذا الصدد قبل يوم السبت حيث قيل إن المرحومة ترقد في المستشفى وان هناك خطر على حياتها.. كما ان التقرير الطبي لا يذكر سببا واضحا للوفاة.. وتتعزز الشكوك اكثر عقب الاسراع في مراسم الدفن بدون تشريح الجثة..
كما يتبين من التحقيقات ان المرحومة جواهر ابو رحمة وصلت الى المستشفى الساعة الثالثة وعشرون دقيقة عصرا ، الا انها مرت بعملية فحوصات قبل ذلك بنحو نصف ساعة ، اي خلال الساعة الثانية وخمس واربعين دقيقة ، واتضح ايضا بانها تلقت كمية كبيرة من الادوية المضادة للتسمم... ويفيد التحقيق ايضا بان عائلة المرحومة هي التي أبلغت بخصوص استنشاقها للغاز المسيل للدموع فيما لم يتأكد ذلك من اي مصدر آخر.. وعلم محققو الجيش الاسرائيلي ان المرحومة خضعت لعلاج في المستشفى في الآونة الاخيرة فيما تجاهل التقرير الطبي هذا الامر.. وأضاف المصدر بان الجيش الاسرائيلي في مثل هذه الحالات يتلقى تقارير مفصلة وواضحة من الجانب الفلسطيني وهو ما لم يحصل هذه المرة الامر الذي يثير حالة من الغموض والشك حول سبب الوفاة وفيما اذا شاركت فعلا في التظاهرة الاحتجاجية الجمعة الفائت..
علما ان هذه القضية أثارت ضجة كبيرة في اسرائيل خلال الايام الاخيرة خصوصا وان شقيق المرحومة، باسم ابو رحمة، توفي العام المنصرم خلال مشاركته في نفس الاحتجاجات.. والمتصفح للمواقع الاسرائيلية باللغة العبرية يلاحظ بان قضية جواهر ابو رحمة تغطي مساحة كبيرة من الصحافة الاسرائيلية ، بل ما زالت حتى اللحظة تتصدر عناوين الصحف الالكترونية ويشارك المئات من المعلقين ضمن نقاش ساخن حول هذا الموضوع.. كما شهدت اسرائيل مظاهرات احتجاجية اثر وفاة جواهر ابو رحمة مطالبين الجيش بالكشف عن ملابسات هذا الموضوع بالسرعة الممكنة ...
ولدى رصدنا للتغطية الفلسطينية لهذا الخبر لاحظنا انها تتسم بشيء من التسرع متهمة الجيش الاسرائيلي ب (اغتيال) المواطنة ابو رحمة... احد المواقع مثلا عنون الخبر على النحو التالي : (الجيشُ الإسرائيلي يخنقُ امرأةً فلسطينية بدم بارد..بعدَ مهاجمتها بغازٍ غريب في الضفة)!! وانطلقت عبارات الوعيد والثأر خلال تشييع الجنازة.. ودانت السلطة الفلسطينية (اغتيال) ابو رحمة واعتبرتها (جريمة حرب اسرائيلية) ضد مدنيين عزل! وطالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بتدخل دولي بسبب ما اسماه (جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين)... وعلى صعيد مدونات ايلاف ذكر المدون الفلسطيني محمد ابو علان في احد مقالاته الاخيرة بان (كلام “نتنياهو” عن الإرهاب جاء على وقع جريمة إرهابية جديدة ارتكبها جيشه المحتل في بلعين بقتله للمواطنة الفلسطينية جواهر أبو رحمة في مظاهرة سلمية كانت في قرية بلعين ضد جدار الفصل العنصري)...
على هونكم يا جماعة الموضوع لم يتضح نهائيا بعد... كيف اصبح الموضوع جريمة ارهابية وجريمة حرب قبل ان نتأكد اولا لماذا توفيت المرحومة وهل شاركت في الاحتجاج وهل سبب الوفاة هو استنشاق الغاز المسيل للدموع ، نرجو من كل من يملك ولو صورة واحدة توثق مشاركة المرحومة جواهر ابو رحمة في التظاهرة الاحتجاجية الاخيرة ان يطلعنا عليها وشكر الله مساعيكم...
التعليقات (0)