مواضيع اليوم

لغز أشرف مروان .. وجعبتنا الخاوية !!

هشام صالح

2010-05-31 09:51:16

0

مع بدء التحقيق فى قضية مقتل الدكتور أشرف مروان فى العاصمة البريطانية لندن فى يونيو 2007 تم كشف النقاب فى إسرائيل عن أنّ الشرطة الإسرائيلية أنهت التحقيق في قضية نشر اسم مروان في وسائل الإعلام ، وقامت بتحويل الملف إلى المستــشار القضائي للحكومة لدراسة تقديم لائحة اتهام ضدّ رئيس الاستخــبارات العسكرية الأسبق، الجنرال في الاحتياط إيلي زعيرا، بتهمة الكشف عن اسم عميل للموساد الإسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) والتسبب بأضرار فادحة للأجهزة الأمنية في الدولة العبرية.
وقد قيل أن مروان هو الذى ذهب لإحدى السفارات الإسرائيلية بدولة أوروبية وعرض عليهم العمل وطلب مبالغ كبيرة عن كل لقاء يتم معهم وكان ذلك فى نهاية الستينات أى فى حياة عبد الناصر الذى هو حمى - والد زوجة - مروان ، وهذا كلام ربما يكون صعب الحدوث بالذات فى حياة عبدالناصر ، وأذكر أنه وبعد تفجر المشكلة صرح الوزيرسامى شرف بأن عبد الناصر لو علم بأن مروان عميل لإسرائيل لضربه بالنار .
وبعد مرور تلك السنوات فمازال الجدل محتدماً على ذلك التساؤل هل أشرف مروان عميل مزدوج أم لا ؟! فالإسرائيليون يقولون أنه كان عميل مخلص للدولة الإسرائيلية ونحن نقول – كما صرح الرئيس مبارك بعد وفاة د. أشرف – أنه وطنى مخلص ، وحتى الآن ضاعت الحقيقة فلم يتم الكشف عما يدل على وطنية أشرف مروان وكأن تلك التهمة الشائنة لا تشفع له بما أنه وطنى مخلص حتى يتم الإعلان عن براءته ، فماذا يضر مصر من إعلان بعض مما فى جعبتها لتبرئة هذا الوطنى المخلص ؟!
بعد حوالى شهر من قتل د. أشرف مروان وبعد إعلان الرئيس مبارك عن وطنية أشرف مروان كتبت فى صفحة القراء بجريدة "المصرى اليوم" (( عن قسوة قلوب المسئولين علي المرحوم أشرف مروان وعلينا إن كان بريئاً وما أقساهم علينا فقط إن كان ـ والعياذ بالله ـ مداناً )) وفى تلك الأيام كانت "المصرى اليوم" قد أجرت ثلاثة حوارات مطولة مع السيد اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية الأسبق وقال سيادته فى الجزء الثالث من الحوار (وانتهت الحرب وكنت في صراع شديد نحاكمه أم لا ؟! نعم شارك في خداع إسرائيل وأسهم في إحراز النصر، إنما لم يكن باختياره هو خائن ولو لم نكتشفه لكان تمادي إنما نحن أجبرناه وقررت أن نقدمه للمحاكمة العسكرية، والتي حكمت بإعدامه) متحدثا عن الضابط الجاسوس في القضية الشهيرة والتي ظهرت في فيلم ـ الصعود إلي الهاوية ـ ويتضح من الجملة الأولي أنه كان يمكن أن ينجو الجاسوس بفعلته، وأن اتخاذ قرار بمحاكمته غلب القرار بعدم محاكمته بنسبة ضئيلة جدا بدليل الصراع الشديد الذي وقع فيه سيادة اللواء ويظهر سؤال نسأله بحسن نية وبكل شفافية: في حالة إذا ما نجا الضابط الجاسوس بفعلته لأي سبب من الأسباب هل يمكن أن يتحول في هذه الحالة إلي بطل قومي، لأنه شارك في خداع إسرائيل؟! )) .
وذكر اللواء نصار فى ذلك الحوار أن أشرف مروان ليس له ملف فى المخابرات المصرية وبذلك فهو يجزم بأن مروان ليس عميلاً مزدوجاً بالنسبة للمخابرات المصرية ، والآن وبعد أن أعلن الأستاذ هيكل عن قيام المخابرات المصرية بزرع سماعات تجسس فى السفارة الأمريكية بالقاهرة بعد نكسة يونيه 67 وذكر أن هذه العملية لم يكن يعلم بها إلا عدد يعد على أصابع اليد الواحدة وحتى نائب رئيس الجمهورية وقتها أنور السادات لم يكن يعلم بتلك العملية إلا بعد مدة من توليه الرئاسة ، وعلى ما ذكر أن الأستاذ هيكل قال أكثر من مرة بأن معظم قادة الدول العربية لا يتعاملون بالوثائق ولكن يتعاملون .. "بكلمة الشرف" ، فلذلك من المستبعد أن نجد أى وثائق تخص تلك القضية .
وورغم جدية تلك القضية إلا أننىلم أجد أمامى إلا أن أتقمص دور المفتش كورمبو فوجدت أن هناك إحتمالات كل واحد منها يحمل أسباب قوة ونقاط ضعف فالإحتمال الأول رغم أنه من الصعب أن يوافق عبدالناصر أن يصبح زوج إبنته جاسوس مزدوج ولكن حتى لو فرضنا ذلك صحيحاً فإن الرئيس السادات قد ورث مروان وهو جاسوس مزدوج وبالتأكيد كان يعلم أشخاص كثيرون بذلك فعلى ما أظن أنه يجب تدريب مروان على ما يقوله للإسرائيليين وهذا يحتاج تدخل جهات وأشخاص كثيرون لتدريبة وتلقينه بالمعلومات التى يبلغها للعدو ولكن أين تلك الجهات والمسئولين ؟!
وإحتمال ثانى قوى ويضعفه فقط توقيت تجنيد مروان وهو إحتمال أن يكون مروان تم تجنيده بقرار شفوى من السادات ولم يدرى أحد بذلك القرار إلا عدد قليل جداً وقد يكون معظمهم توفى قبل ظهور القضية وإعلانها والرئيس السادات له سوابق فى إتخاذ قرارات منفردة دون أخذ آراء المحيطين به ويتفاجئون كغيرهم بقراراته رغم خطورتها مثل موضوع سفرة لإسرائيل الذى لم يعلم به بشر قبله .
والإحتمال الثالث الضعيف هو تكرار لنفس قصة الجاسوس الذى تحدث عنه مدير المخابرات العسكرية ولكن الصراع الشديد الذى تحدث عنه فى الحالة الأولى تم تفضيل عدم المحاكمة فى حالة مروان .
والإحتمال الرابع والذى لا نتمناه هو أن يكون مروان جاسوس خالص لإسرائيل .
وبذلك يكون الموساد هو قاتل مروان فى حالة الإحتمال الأول أوالثانى وأما فى حالة الإحتمال الثالث والرابع فليس أمامنا إلا إحتمال نتمنى ألا يكون ما نفكر فيه وهذا الإحتمال بالتأكيد لابد أن يكون قد حدث تحقيق سرى جداً وثبتت التهمة .
والشكوك تكمن فى عدم محاولة تبرئة الرجل من تلك التهمة الشنيعة رغم أننا قلنا أنه رجل وطنى فالرجل الوطنى قد مات ولن يضيره أن نكشف ولو عن النذر البسيط لتبرئته لكى تطمئن قلوبنا ونعرف من قتله ، وإن كانت جعبتنا خاوية فلنعلن ذلك على الملء دون خوف لأن ذلك لن يضير أحد على الإطلاق حيث أننا نعلم أنه تعالى يقول "لا تزر وازرة وزر أُخرى" وعلى أى مضار فى تلك الحالة أن يتبرىء ممن أضره .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !