من المتعارف عليه أن عاصمة المملكة البريطانية لندن تلقب بـ [مدينة الضباب]..للضباب الذي (يهوى)أرجاءها ..على مايبدو..!..المهم في الأمر هو الغموض الذي يشكله ضباب هذه المدينة[بالتحديد] مقارنة بأي ضباب يخيم على أجواء أي مدينة أخرى غير لندن..!..،فهو يحمل معه أسرارأ فريدة ومذهلة للعقول..؟!
فبريطانيا كانت تلقب ـ وقت الفتوحات الإستيطانية حول العالم ـ بالإمبراطورية التي لاتغرب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها ،و إنتشارها في جهات الدنيا الأربع...والغريب في الأمر أن هذه الأجواء الضبابية لهذه المدينة تستهوي [الأثرياء]و[المشاهير]و[الهاربين من الحكومات الديكتاتورية]وكذا[الفارين من العدالة]و[طالبي اللجوء السياسي]..فيذهبون إلى هناك حاملين معهم[كل ما خف حمله وثقل ثمنه]ليختفوا ـ كالأشباح ـ وسط الضباب..؟!
ماجعل مدينة الضباب أغنى مدينة في العالم..وكأني بها تسأل هؤلاء الوافدين إليها قبل منحهم تأشيرة الإقامة..:(هل جلبتم معكم شيئا ذا قيمة؟).....على كلٍّ يبقى لغز هذه الضبابية الثرية يحير العقول..هذا بالإضافةإلى تاريخ ( الدولة العجوز)،الحافل بقصص النبل..والكبرياء..والعراقة..والأمجاد.
فهل ترى للضبابية علاقة بالثراء..؟ أم أنه مجرد سحر تولَّد في تلك الأجواء ، وتمازج معها بمحض الصدفة..؟..حتى وإن كان الأمر كذلك فإن هذه الصدفة تجعل حال هذه المدينة شبيهة بحال الشخصيات التاريخية الفذة..والمميزة..والمبدعة..والعبقرية..فهذه الشخصيات ثرية بعطائها للبشرية..في نفس الوقت الذي تحوم فيه الضبابية حول حياتها الشخصية تماما كما تحوم في أجواء لندن.
إذن : فكل ما هو ثري ، أو من هو ثري بالقيم المميزة لابد أن تحوم حوله الضبابية ويرى تميزه
في عيون الآخرين....وعلى فكرة (للأمر علاقة بالتوحد).
التعليقات (0)