مواضيع اليوم

لغة الحقد .. في ملاعب كرة القدم .. وحلات الاحتقان

فريق الوحدات الكائن في مخيم الوحدات ، ندا وخصما لنادي الفيصلي ، وكلاهما يمثلان جمهورهما على أسس أكثر ما تكون بعيدة عن الر وح الرياضية ، والرياضة ، وتتخذ المنافسة بعدا سياسيا ، ليس بخافي على احد ، ومحاولة عدم التعرض للأسباب الحقيقية والدوافع الكامنة خلف الأحداث لا يخدم احد ، فقد حان الوقت للمصارحة وفتح ملفات مغلقة تخدم الوطن والمواطن ، واستمرار إغلاقها لا يخدم احد في هذا الوطن ، وإنما يزيد من حالات الاحتقان .

يقول كبار المسؤولين في كلا الفريقين والحكومة والوسط الرياضي والصحافة .. يقولون بأن أحداث الجمعة إنما هي أحداث غريبة عن مجتمعنا الأردني.. ومستهجنة في عرفنا وساحتنا الرياضية المعروفة بالتسامح ..والروح الرياضية العالية .. والتشجيع الرياضي ..

وطبعا هذا الكلام ، كمن يغطي الشمس بغربال ، أو كمن يضحك على نفسه ، أو كأنه يدير ظهره للحقيقة .. حيث أن الحقيقة موجعة على الأغلب الأعم . فالمصادمات على خلفية أحداث رياضية في الأردن ليس بين الوحدات والفيصلي ،ولا البقعة والرمثا ، ولا نادي شرحبيل بن حسنة والحسين .. وغيرها أحداث اعرفها ويعرفها الجميع وليس من قبيل الحكمة أن ننكرها .. أو نتجاهلها .. أو نغض البصر عنها .. بحجة المحافظة على الوحدة الوطنية ، وعدم إثارة الفتنة ، وليس لنا عذرا أن نداري ونكذب على أنفسنا .. ونقول أن تلك أحداث عابرة بين فريقين من الشباب المتحمس ... وننكر الإصابات بين الافردا ورجال الأمن والاعتداء على ممتلكات المواطنين والممتلكات العامة وسيارات رجال الدفاع المدني والدرك والأمن العام والمستشفيات ..

لقد تكرر هذا المشهد في أكثر من مبارة ، وأكثر من موقع .. في مدينة الحسين الرياضية ومدينة الحسن الرياضية .. وفي الملعب البلدي .. وشاهدت المصادمات بين المشجعين ( علما بأن المشجعين يختلطون معا ) ولن يكون بمقدور احد من الناس كأن من يكون أن يميز بينهما .. أو انتمائهما .. وأنا شخصيا في مصادمات بين ناديين سقطت على بيتي قنبلة دخان .

فالأحداث والمصادمات التي صارت على خلفية مبارة أحداث كثيرة متكررة ولن تكون أحداث يوم الجمعة هي آخر الأحداث . ولعل هذا مرده الفهم الخاطئ للرياضة المبنية على رسالة المحبة والتعاون .. والتي تعلمنا شعارها الرياضة فن ذوق أخلاق .. وليس الفهم الخاطئ فقط ، بل الانتماءات المغلوطة والتي يتم تفريغها عند أي عملية فرز ولو كانت في مبارة .. فالأحداث والمصادمات بعد المباريات أحداث كثيرة ..وبعد الانتخابات في كل مراحلها وهي تشهد حالات الاحتقان .. من الانتخابات الطلابية والأندية .. والنيابية والنقابية والحزبية ترى ذلك واضحا وأنت تشاهد التحيز والانحياز للطائفة والحزب والعرق والعشيرة والدين ...والخ .. وما أحداث الجامعات الأردنية التي تمتد من جامعة إلى أخرى إلا دليل على من الاحتقان في الذي ينتظر فرصة للانفجار ..

فهل تمت مناقشة الوضع العام في وطننا بما يناسب الحالة التي وصلنا إليها ، بصورة وطنية صادقة ، تقف على الأسباب ، والمسببين ، وتعالج مواطن الخلل حيث كان ، وتعاقب من كان سببا في التخريب ، فما ذنب من كان مشجعا رياضيا بما تحمل الكلمة من معنى ، ربما اخذ أهله واعتبر ذلك فسحة من الوقت يرفه فيها عن نفسه يمتع نفسه باللعب الرياضي الحقيقي..أو ما ذنب رجال الأمن أو الدفاع المدني وهم يقفون على مسافة واحدة ( من المفروض ) من كلا الفريقين والمشجعين .. مع ملاحظة أن أفراد الأمن العام ما هم إلا من أبناء الوطن ، وبالتالي فهم يشجعون فريقا من الفرق .

هل تمت محاسبة المتسببين ومن يقف وراءهم ، هل تم تحقيق علمي وعملي ليقف على الأسباب وبصورة وطنية حرة صادقة تبين حجم الأضرار والخسائر .. المادية والمعنوية .. أليس هذا الوطن بني على أكتافنا نحن أبناء البلد فكيف نخرب بيوتنا ووطنا بأيدنا .. شلت يد تخرب ..وقتل كل مخرب وهلك ..

فالحكمة تقتضي مناقشة الجسم الرياضي وإخضاعه للفحص والتشريح .. ومناقشة الأسباب والدواعي والدوافع ، ومحاسبة أصحاب الأجندات الخاصة ومن يغردون خارج السرب ، ويقبضون رواتبهم من مصادر مشبوهة ..لنعرف لحساب من يعملون ولحساب من هذه المصادمات ، ومن المستفيد الأول ولماذا ..

دائما كنا نفاخر الدنيا بوحدتنا الوطنية ، وكنا نفاخر بأننا كعرب وأردنيون في هذا البلد وطن الجميع من شتى الأصول والمنابت نضرب المثل الأقوى في التعايش والعيش وما يطلقون عليه السلم الأهلي ..ودائما كنا نقول أن كياننا الأردني ووطنا الغالي ووحدتنا هي الخط الأحمر عند الجميع دون استثناء لأن في هذا مصلحتنا جميعا .. دون ان ينبهنا منبه او يحذرنا جرس انذار الى اهمية الوحدة لنا كشعب نعيش في مرحلة حاسمة من تاريخ امتنا العربية ..وفي هذه المرحلة الحرجة والمفصلية من الزمن ..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !