كتبهاباتمان ، في 27 مايو 2008 الساعة: 01:05 ص
اجد للصحفية نجلاء بدير و ميضا ورحيقا خاصا مشبعا بالخصوصية و الرقة …و هالة طيف فى بريق يدفعنى ان اتوقف امام معبد حروفها التى نحتتها بكثافة و داسمة دفء مشاعر احساسها و كأنه فيضان نسمة الحرية الهادئة التى ينقذ روحك التى تزهق فى صحارى الاختناق الممتدة و مع ذلك لا اعرف لماذا ينتابنى شعور دائما بالتملل من فرط فيض الاحساسيس الانسانية المزيفة المسحوقة و المعجونة بمفردات سرد التفاصيل الدقيقة عن معاناة الانسان البسيط فى كل خيوط مقالتها …اتابع ما تسطره نجلاء بدير كإمراة و فتاة مثلما اتابع مسلسلات و اوبرا الصابون الامريكية حسب مزاجى العام خصوصا ان قراءة كل ما تكتبه فى عمود او مقاله تستطيع ان تكف عنه من قراءة العنوان مثلما يمكنى ان اتباع سطوره من السطر الاخير تصاعديا الى سطرها الاول دون ان اخل بمضمون ما تدفقت به رسالة نجلاء بدير الاعلامية التى كتبته بروحها و دقات قلبها قبل ان يسطر به قلمها ….. انها حالة خاصة و كلما توقفت عازفة عن قرأت ما تكتبه ربما بدافع الغيرة النسائية فنجلاء أكثر عمقا و سلاسة فى رسم اغوار النفس البشرية لذلك فانى اجدنى منجذبة اليها متسلطة مرة اخرى بدون وعى ربما للتصلص عليها و ربما للسؤال و الاطمئنان علي صحة انسانيتها بالمتابعة التى واكبت الجزء الثالث من مقالها المسلسل مروحة بعمودها اليومى بجريدة الدستور الذى يدور عن سيدة لاتعرفها اسمها شربات ابنها الرضيع يجرى عملية بعد اصابته بكسر فى رأسه و قصة بحثها فى اورقة مستشفى القصر العينى تلبية و استجابة لمكالمة صديقة ابنتها التى عاشت مع شربات عمرها كله _ربما كخادمة لاسرتها_ و العلامة التى ستميز بها نجلاء شربات انها مع سيدتان يرتدون النقاب و احدة و اقفه بجوار باب غرفة عمليات جراحة المخ و الاعصاب و الاثنتان يجلسان على البلاط و تبدأ من هنا رحلة البحث حيث تسلل نجلاء بسلسلة و هدوء لتنقل لنا مشاهد و صفية عن معانتاها و معاناة المكان و الناس فيه و تختلط وقائع السرد بين العام والخاص وتستدعى ذكرياتها المخزونة عن رحلاتها الصحفية و الانسانية للقصر العينى فى
و ثابات درامية فيها تلاحم من نسيج الفكرة
سألت نجلاء بدير على الدكتور ابراهيم و علمت انه فى غرفة العمليات فى الدور الثالث و هنا تقول فى تراجيديا مقالها الرائع المروحة …
اسندت ظهرى على الرخام البارد و خلعت فردت الحذاء ورفعت قدمى وو ضعتها على الرخام و اسندت ثقلى كله على الساق الاخرى ,فالحذاء جديد و الوصول الى غرفة العمليات فى الدور الثالث لم يكن سهلا فالمشاوير طويلة كما تقول و المعاناة لاتنتهى من الوصول الى بوابة المستشفى الجانبية البعيدة عن جامع صلاح الدين ماشيا على الاقدام
بعد ان رفض سائق التاكسى ان يدخل اليه ثم اضطررها الى اقتحام زحمة البوابة المستشفى المقززة بانتحال صفة دكتوراه بينما فى مرات اخرى كانت تلجأ الى حيلة ادعاء انها صاعدة للدور التاسع لمقابلة لدكتور محمد نايب الدور التاسع عندما تتوقف واضعة قناع الرقة و الشياكة وهى تتحدث لامن البوابة الذى يسأله ماذا تريد ؟
تتعقد الامورفى اليوم التالى أكثر فى مقال نجلاء بدر المروحة الجزء الرابع حيث تذهب الى استقبال القصر العينى و تشير انها عرفت بصعوبة انه فى الدور السابع من المبنى المجاور وهنا يدور حوار داخلى فى عقلها اثناء انتظار المصعد التى انتظرته طويلا لماذا لاتصعد على السلالم و تستغنى عن المصعد الى ان تذكرت فجأة المصعد الجانبى وبعد جولة فى الدور السابع عرفت ان الطفل نزل الى العمليات فى الدور الثالث فاندفعت الى السلم ؟
و هنا تكتشف الصدمة و الحماقة التى و قعت فيها عند و صولها الى الدور الثالث حيث ان بابه مغلق فصعدت الى الدور الرابع و بعد جولة تصفها انها سريعة فيه وجدت السلم المؤدى للدور الثالث , و حسب تعبيرها بنفس الاندفاع سارت فى الاتجاه العكسى _لم تحدده_حتى و صلت الى نهاية الممر الطويل لتجد لافتة غرفة العمليات بعيدة عن السلم بخطوتين ؟
شعرت بالاسى لنجلاء بدير و قوة معاناته و تصورت انها تريد ان تخلط بذكاء بين الخاص و العام و تجد علاقة مستترة بين معاناتها الشخصية فى بيت جحا بالقصر العينى التى بالتأكيد هى معاناة مر بها ايضا البسطاء من اهالى المرضى التى تصفهم بعد ذلك و ترصد اشكالهم و ملابسهم و حديثهم و جلوس أحدهم متكأ بظهره على الحائط ثم استسلامه للجلوس بالمقعدة على البلاط بعد انت تخلى عن خوفه من اتساخ البنطلون بناءا على نصيحة رفيقته التى تقدم له بعض من الطعام تصفه نجلاء بالتفصيل و تحلل لماذا تقول له ياخويا اقعد كويس البلاط نظيف و لماذا لم تقول له ياحبيبى ؟
لكن نجلاء بدير فجأتنى بانه تعود الى اعادة سرد محنة حذائها التى سبقت ان تناولته فى الجزء الثالث من مقالتها الرائعة المروحة قائلة لو لم يكن الحذاء جديدا لكنت اعتبرت هذا المشوار نزهة رائعة لكنه اصاب قدمى اليمنى التى هى اكبر من قدمى اليسرى قليلا باصابات مؤلمة , لذلك خلعت اليمنى و اسندت قدمى على الحائط الرخامى مرة اخرى ؟
اذن مشكلة الصراع النفسى لدى نجلاء بدير فى مقالها المسلسل هو انه لم تلبس كوتشى نيك و بدلا من حذائها الجديد من محلات كلوب ألدو للطبقات المتوسطة فى مصر؟
فتحت علبة بيبسى ماكس لانى اقوم برجيم فاصدرت فرقعة ودوى صوتا هائلا و فاحت منها رائحة الصودا _رغم انى اقاطع المنتجات الامريكية_ و انا مندفعة نحو الجرائد القديمة ابحث مسرعة ربما اجد مقالها المروحة الجزء الثانى بينما اصوات التكيف المتهالك تلاحقنى و ناموسة تضايقنى و تطردينى لتمتص دمائى المتبقية من حرارة ارتفاع الحديد و نقص البلازما بينما اشعر بوخر الضمير لمن تاجرة بمعاناتهم احيانا و انا اتابع من نافذة الشباك الزجاجى قطة تمؤ امام رجل متشرد بملابس رثة يبحث عن طعام متبقى فى مخلفات صناديق القمامة التى يلقى به سكان ابراج عمارات الشرطة بالعجوزة الملاصقة لقلبى الذى هو مساكن شعبية …
و لكن لم اجد سوى الجزء الاول من مقال المروحة و فيه يتضح ان شربات هى شريهان و قد سميت به لانها ولدت فى رمضان ابان فوازير شريهان و تنقل نجلاء بدير هنا تعليق زوجة الاب الثانية الكيدية على الاسم قائلة لو الاسامى بتشترى كان الفقير يسمى ابنه ……. و النقط من عند نجلاء ؟
حزنت كثيرا على عدم اهتمامى بمتابعة فلسفة نجلاء بانتظام و ازداد حزنى انها لم تكتب فى مقال المروحة الجزء الاول اى شيئا عن حذائها و ألام قدمها و عزائى الوحيد ان اجد الجزء الثانى من المروحة حتى اجد الرخامة التى اضع قلبى المتعب عليها!
بات جيرل وكابتن هوك
أضف الى مفضلتك
del.icio.us
Digg
Facebook
Google
LinkedIn
Live
MySpace
StumbleUpon
Technorati
TwitThis
YahooMyWeb
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | أرسل الإدراج | دوّن الإدراج
تعليق واحد
تعليق واحد على “لعنة حذاء نجلاء بدير فى اوبرا المروحة !”
البنا قال:
يونيو 9th, 2011 at 9 يونيو 2011 1:46 ص
احسن ست فى مصر هيه نجلاء بدير ست محترمه وست تقدر الناس وتقف بجانب المظلمين فعلا هيه امراءة بكل المعانى من اسلوب مهذب واحترام ولها منى انا وعاطف يحيى ابراهيم واصدقائنا كل الاحترام والتقدير
التعليقات (0)