مواضيع اليوم

لعنة الله عليك

الحسين وافق

2010-07-16 18:01:54

0

بعد أن تعب كل واحد منّا في إقناع الآخر بحجته ، واستنفذ وسائله العلمية والمنطقية في دعم موقفه .. بادرني الملحد قائلا: لاداعي للإلحاح ، فالله غير موجود إلاّ في مخيلة المرضى بالفصام ، إن هذه الطاولة التي أمامي هي أكثر واقعية وصلابة من إلهك المتخيل ..لقد بدا لي من نبرته وحركاته ، أنه يريد استفزازي والسخرية مني ، ولم يعد يهمه النقاش العقلاني الذي طالما تبجّح به .. إذن لابد ، والحالة هذه ،أن استعمل معه نفس أسلوبه المنحط  ، وأن أردّ له الصاع صاعين..قلت له : ما دمت قد أثرت مسألة الطاولة هذه ، تخيل معي  لو أن شخصا غريب الأطوار ، أو خفيف الظل قال لك : لعنة هذه الطاولة عليك .! هل كنت ستغضب ؟ ردّ مبتسما : لا طبعا..فالأكيد أن هذا الشخص غريب الأطوار فعلا ..قلت له : لماذا لا تغضب ؟.. فأجاب بكل اعتداد : لأن الطاولة جماد لاينفع ولايضر، وبالتالي تصبح جملة < لعنة هذه الطاولة عليك> من منظور المدرسة الوضعية كلام فارغ ولامعنى له . قلت : ولكن الطاولة في نظرك هي أكثر واقعية و إقناع من (الله) الذي لاوجود له ..ردّ بتشنج ظاهر (الله) فكرة اخترعها السادة لمواجهة العبيد والمقهورين ، أما الطاولة فهي جماد ، ولكنه مفيد وعملي..قلت وقد اطمأنت نفسي إلى وقوعه في الشرك : وهل إذا قال لك نفس الشخص الظريف ، أو الغريب الأطوار : لعنة (الله) عليك، هل ستغضب ؟ صمت الملحد برهة من الزمن ، وساح ببصره في أرجاء المكان ،وكأنه صُدم من غرابة الموقف وضيق منافذ التخلص ، ثم قال : سأعتبر هذا نوعا من السّباب وسوء الأدب..قلت له: مهلا ، هذا ليس سبابا بل’’ دعاء ’’  ، فهذا الشخص يستعين بالاله الذي يؤمن به للدفاع عن نفسه ضدّك ، فلماذا ستغضب ما دام أنه يخاطب شيئا غير موجود بالنسبة إليك؟ أجاب فورا : أبدا أبدا ، لم أقل إنّي سأغضب ، و بما أنّك ميّزت بين السباب والدعاء ، ففي هذه الحالة لا مشكلة لدي ..قلت له وأنا أهم بالمغادرة : إذن اسمح لي أن أقول لك ،( لعنة الله عليك يا ملحد )!!

 



 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !